قرية صندفا.. ستات المنيا الشداد

تصوير: أحمد دريم

الحركة هنا في قرية صندفا بحافطة المنيا تبدأ مبكرًا.. فأصوات النسوة تختلط مع أول نسمات الصباح. وتقع القرية في مركز بني مزار، وتقوم فيها المرأة بكل الأنشطة، دون ظهور حيوي للرجال.

على جانب الطريق تسير سيدة  ترعى الغنم، وأخرى تحمل أسطوانة بوتاجاز على رأسها، وثالثة تعبر الطريق وهي تمتطي حمارًا إلى الحقل، وأخرى ترش الماء أمام محلات الفاكهة، وأخيرات غيرهن كثير.

سوق الثلاثاء في قرية صندفا

عندما نزلنا من السيارة سمعنا أصوات ناعمة وحازمة معًا “الطماطم بـ6 والفلفل بـ4.. يا بلاش”.. تقول السيدة الثلاثينية التي تفترش الأرض بالخضراوات والفاكهة.. مشيرة إلى أن سيدات القرية اعتدن العمل، من أجل مساعدة أزواجهن.. “أنا أم، وعندي أولاد وزوجي مالوش دخل ثابت، فأنا باشتغل عشان اساعده”.

“ستات المنيا شداد”.. بخفة ظل تقول أم محمد، 55 عامًا.. وهي تبيع منتجات ألبان “أنا اتربيت على كدا أن الست زيها زي الراجل.. وهي كمان عمود البيت تشتغل وتجيب فلوس ومافيش فرق بينهم”.. مشيرة إلى أنهن فى نفس الوقت يقدن أزواجهن، ويحملن لهم كل الاحترام.

عماد البيت

“تعالي ياحلوة اشتري حلوى” بطريقتها الجميلة تنادي على السيدات.. ليشترين منها الحلوى الطحينة التى تبيعها في السوق.. وماله لما احنا نكون مسيطرين ونشتغل، الستات هنا جد وجدعان وبيحبوا الشغل.. وممكن نشتغل أي حاجة طالما شريفة وبتجلنا فلوس نربي بيها عيالن”. تقول منى عبد الستار، إحدى سيدات القرية.

وتضيف أن من الحقيقي أن تجد السيدات منتشرات في الشوارع طوال اليوم، للعمل والبحث عن قوات يومهن.. إلى جانب دورهن في المنزل كربات بيوت وزوجات.. خاصة أن الأزواج يتفهمون دور زوجاتهم ومساعدتهم في الهمل من أجل استمرار الحياة.

البيضة والحجر

تجلس سيدة في الستينيات من عمرها، على حجر، أمامها حلة بها “بيض” لبيعه في السوق، وعندما سألنها عن سر سيطرة السيدات على أعمال القرية فتقول ساخرة “أصلنا بنفهم ومحدش يضحك علينا”.
تتابع أنها تعمل منذ صغرها مع والدتها في المنزل، وعندما تزوجت لم تعد تؤدي أعمال البيت فقط، بل كان عليها أن تجد مصدر دخل يعين أسرتها على النفقات، تقوم بأعمال منزلية بل عليها أن تجد مصدر دخل لتنفق بيه بجانب مصدر زوجها.
عمل السيدات في تلك القرية ليس إجبارًا بل هو طبيعة نشأن عليها “يا بنتي هو الزمن بيفرق بين راجل وست دلوقت.. الكل مطحون”، هكذا تقول.

سيدات القرية يتحدثن

“إحنا طبيعتنا جامدة وبنحب نشارك في جوانب الحياة” تقول أمال محمود، ربة منزل، إن للرجالة دور في حياتنا، ولا خلاف على ذلك، لكن سيطرة النساء على العمل يرجع إلى زيادة أعدادهن مقارنة بعدد رجال القرية، بالإضافة إلى أنهن يرغبن في خوض جميع المجالات دون تردد أو خوف، فالعمل ليس منه حرج.

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر