في ذكرى وفاته.. عمار الشريعي لحن الموسيقى الخالد

حينما تحمل الموسيقى نوعا من الروحانية والشجن والصدق ومزيدا من الأحاسيس الممزوجة في قوالب موسيقية شرقية، وقتها تدرك أنك في حضرة مبدع يشدو على أنغام أتار العود، إنه الموسيقار عمار الشريعي.

نشأته

ولد الموسيقار عمار الشريعي في 16 أبريل لعام 1948 بمدينة سمالوط التابعة لمحافظة المنيا بصعيد مصر، وكان “كفيفا”، ولكنه منذ طفولته كان محبا للموسيقى.

بداياته

التحق الشريعي بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية بجامعة عين شمس عام 1966 وتخرج منها  بعام 1970، بعد تخرجه من الكليه انضم إلى صفوف فرقة “صلاح عرام” كعازف أوركديون لمدة ثلاث سنوات، وفي عام 1974 قدم أول ألحانه “امسكوا الخشب” للفنانة مها صبري، ثم تحول إلى آلة الأورج، ولمع نجمه فيها كأحد أبرع عازفي جيله على الرغم من صعوبة وتعقيد هذه الآلة واعتمادها بدرجة كبيرة على الإبصار.

فرقة الأصدقاء 

وفي عام 1980، كوّن “الشريعي” فرقة الأصدقاء، والتي كانت تضم منى عبد الغني، حنان، علاء عبد الخالق، وكانت تناقش القضايا المعاصرة من خلال أغانيهم والتي لحن لهم أكثر من 36 أغنية، طبعت في ثلاثة ألبومات، واستمرت الفرقة لمدة ثلاث سنوات.

الشريعي وسيد حجاب

قدم الشريعي مع الشاعر سيد حجاب أفضل ثنائي وكونوا مكانة متفردة خاصة بهم، لا يستطيع أحد منا نسيانها مثل أعمال تترات المسلسلات المميزة التي كانت تلمس أرواحنا، وننتظرها كل عام خاصة في شهر رمضان، وقضيا سويا ما يزيد عن الثلاثين عامًا حتى وفاة  الشريعي الذي وصفه حجاب بـ”العام الحزين”، ولعل أبرز هذه الأعمال التي قدمها الثنائي هي “أرابيسك”، “الشهد والدموع”، “حلم الجنوبي”، “أميرة في عابدين”، “عفاريت السيالة”، “حدائق الشيطان”، “هيما أيام الضحك والدموع”، “أميره في عابدين”، “المصروايه” و”أم كلثوم”.

أعمال لا تنسى 

وضع الشريعي لمساته الموسيقية التي لا يمكن أن تتخيل العمل الفني بدون هذه الموسيقى، فمجرد سماعك لموسيقى المسلسل تتذكر على الفور اسمه.
وقدم الشريعي ألحانا خالدة، تنوعت بين الإذاعة والتفلزيون والسينما، ففي التلفزيون قدم أكثر من 150 لحنا، أهمها “أبو العلا البشري”، “نصف ربيع الآخر”،”رأفت الهجان “، “أبنائي الأعزاء شكرا”، “العائله”، “حديث الصباح والمساء”، وللسينما لحن فيلم “البريء، كتيبة الإعدام، يوم، حب في الزنزانة، كراكون في الشارع”، وفي المسرح لحن مسرحيات منها “الواد سيد الشغال، علشان خاطر عيونك، إنها حقا عائلة محترمة”، كما قدم برامج تلفزيونية منها “غواص في بحر النغم” تقديم وإعداد برنامج إذاعي لتحليل وتذوق الموسيقى العربية، وسهرة شريعي.

جوائز وتقدير

حصد عمار الشريعي العديد من الجوائز خلال مشواره ومنها:

1ـ جائزة مهرجان فالنسيا، إسبانيا، لعام 1986.
2ـ جائزة مهرجان فيفييه، سويسرا، لعام 1989.
3ـ وسام التكريم من الطبقة الأولى من السلطان قابوس بن سعيد، سلطنة عمان، لعام 1992.
4ـ وسام التكريم من الطبقة الأولى من عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية.
5ـ العديد من جوائز  الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما والمركز الكاثوليكي للسينما ومهرجان اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري عن الموسيقى التصويرية من عام 1977 لعام 1990.
6ـ جائزة الحصان الذهبي لأفضل ملحن فى إذاعة الشرق الأوسط لسبعة عشر عاما متتالية.
7ـ جائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة لعام 2005.
8ـ وسام التكريم من الطبقة الأولى للمرة الثانية من السلطان قابوس بن سعيد، سلطنة عمان، عام 2005.
وفاته 

وفي مثل هذا اليوم السابع من ديسمبر لعام 2012، رحل عن عالمنا من عزف بأنامله على أرواحنا، تاركا بصمته في الموسيقى المصرية، ومثلا رائعا في تحدي كل الظروف وتحقيق الذات.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر