فيديو وصور| شباب يحيون تراث المنزل الصعيدي بمعرض دندرة للثقافة والتراث بقنا

“الفرن- المدراية-  والزير” وغيرهم أدوات متنوعة تستخدم في المنزل الصعيدي قديمًا، على الأغلب لا تعرفها الأجيال الجديدة في محافظة قنا، تم عرضها في إطار تجسيدي لمنزل صعيدي، كانت هي الطريقة التي استخدمها مجموعة من الشباب اختلفوا في الأعمار والخلفيات الدراسية، واتفقوا في حبهم لتراثهم الصعيدي، مؤمنين بضرورة تعريف الأجيال الجديدة، والتي تقارب أعمارهم عليها، وأنها مدعاه للفخر، وجزء من تاريخهم، وفق تعبير محمود مصطفى، أحد أعضاء الفريق المشارك بفكرة التعريف بحياة الصعيدي قديمًا عن طريق عرض للبيت الصعيدي قديمًا، بمعرض دندرة للثقافة والتراث، بمحافظة قنا.

ادوات المنزل الصعيدي تصوير سمر شومان
ادوات المنزل الصعيدي تصوير سمر شومان

المعرض يأتي  كجزء ضمن فعاليات المنتدى الثقافي، الذي يقيمه مركز دندرة الثقافي، للعام الخامس على التوالي، بمدينة دندرة، والذي يعد الأحدث الثقافي الأبرز “عرس ثقافي” بقنا.

المنزل الصعيدي

في مساحة لا تتجاوز 6 أمتار طولاً و3 عرضًا، محاطة بسور قصير من البوص أخره باب خشبي قديم، حمل ترباس خشبي كان يوجد خلف كل باب منزل في الصعيد منذ عشرات السنين، بمجرد دخولك أو حتى مشاهدتك للمنزل تشعر وكأنك عبرت عبر آلة زمن، تعيدك إلى كيف كان يعيش أجدادك، وما هي ملامح منزلهم، المنزل مقسم من الداخل  3 أجزاء:

الحجرة الأولى: احتوت على دكتين “دكة وهي مقعد طويل شبيه بالكنبة”، مفروش عليهما “كليمين” مفارش تصنع من صوف الحيوانات وكانت النساء هي من تصنعنها بأنفسهن، وصندوق خشبي كانت توضع فيه الملابس بديلًا عن الدولاب الآن، وطبلية مائدة للطعام، وفوقها عيش شمسي صعيدي، وأواني من الفخار ” زبدية وقسط” الأولى أشبه بالطبق والثانية الحلة.

الجزء الثاني: الفرن من الطين بأدواتها مثل المطرحة التى تستخدم لوضع الخبز داخل الفرن و”المقارص” وهي الألواح التى تصنع من روث الماشية، وبجوارها مكان مخصص لتربية الطيور، بالإضافة لأدوات الطبخ مثل” الهون” الثوم ألة لدرش الثوم، “بابورجاز” بديل البوتاجاز الآن، المغرفة والقسط، والقرمة والمفراك، “الطراخة” اداة لحفظ الطعام بديلة للثلاجة، الكلوب للاضاءة ، الرحاية لتي تطحن القمح.

ادوات المنزل الصعيدي تصوير سمر شومان
ادوات المنزل الصعيدي تصوير سمر شومان

كما وجدت أيضًا  ادوات البناء قوالب صنع الطوب اللبني بأحجام مختلفة، وفضلا عن أدوات الزراعة حينها، “المدراية” وهي تستخدم لفصل حبات الغلا عن التبن، “الملوقة” تسوية الارض، الطرية والفأس، “العود” وهي اداة لرفع المياه من الترعة الى الارض الزراعية .

الفكرة وهدفها:

“كانت صدفة بنتكلم فيها عن الأجيال الجديدة وايام زمان وتشد شباب وقررنا نعمل تجسيد للبيت الصعيدي”.. هكذا يروي محمود كيف اجتمع بباقي الفريق المكون من 10 أعضاء  3 من بينهم عنصر نسائي، من بيننا طلاب جامعة واخرين خريجين لكليات ومؤهلات مختلفة،مسترسلاً الفكرة لم تكن سهلة التنفيذ في البداية كانت الكثير من الأسئلة تطاردنا، كيف سنجمع الأدوات القديمة مكونات المنزل؟ هل سيتقبل الناس الفكرة؟

ادوات المنزل الصعيدي تصوير سمر شومان
ادوات المنزل الصعيدي تصوير سمر شومان

اتفقنا على البدء بأنفسنا عن طريق جمع المكونات منمنازلنا أو منازل الجدات والأقارب، واقناعهم وخاصة الجدات المسنات منهن بأننا سنعيد كل تلك الأشياء، فن كانت الأكثر حرصًا على الأحتفاظ بهذه الأشياء.

كتيب تعريفي للتراث للأطفال:

بدأنا الفكرة منذ العام الماضي وبأشياء بسيطة اقتصرت على الفرن وأدوات الخبيز فقط، ولكن بعد نجاح الفكرة وكونها لاقت أعجاب الضيوف الوافدين من كل انحاء الجمهورية والوطن العربي للمنتدى، استعدينا هذا العام أكثر بتجسيد المنزل الصعيدي بشكل كامل بتفاصيلة المعقدة فضلاً عن طباعة كتيب صغير يحتوي على الأدوات واشكالها وفيما تستخدم للأطفال، حفاظًا على تراثنا من الأندثار.

ويضيف إبراهيم يوسف، من أعضاء الفريق المنفذ، أن الفكرة لا تنحصر على التعريف بالتراث الصعيدي لأبنائه من الأجيال الجديدة فقط بل وتعتبر محاولة لخلق نقطة من نقاط التواصل بين الأجيال من الكبار والشباب تجنبًا للفجوات الثقافية.

ادوات المنزل الصعيدي تصوير سمر شومان
ادوات المنزل الصعيدي تصوير سمر شومان

ويؤكد إسلام محمد، ومحمود مصطفى من أعضاء الفريق المنفذ، أن من ليس له ماضي ليس له حاضر أو مستقبل، وأن الأجداد استطاعوا استخدام مهاراتهم العقلية في خلق حياة وابتكار أدوات تعاونهم في حياتهم اليومية رغم قلة الإمكانيات، فضلاً عن أن أغلبها أدوات صديقة للبيئة.

دور منتدى دندرة الثقافي ومعرض الثقافة والتراث في عرض الفكرة:

وعن ردود الأفعال يصرح الشباب أن لمنتدى دندرة الثقافي دور كبير في رؤية فكرتهم للنور فالمركز وفر لهم المكان في المعرض، وفضلاً لوجود متفرجين من كل الدول العربية والجمهورية من ضيوف المعرض، وإيجابية ردود الأفعال سواء من ابناء الصعيد ذاتهم بالفكرة كونها تخلق حالة من النوستالجا، وانبهار الوافدين بحياة أخرى خلاقة كانت قديمًا ولم يتعرفوا عليها من قبل.

الشباب حريصون على تطوير الفكرة، لافتين إلى أنهم في العام الماضي شجعوا أخرين على عمل البيت النوبي، وهذا العام البيت الريفي أو الفلاحي، بجانبهم لتطويرهم وتوسعهم في ذكر تفاصيل أكثر عن المنزل الصعيدي، ويعدون كل الحضور بمفاجأت أكثر العام القادم.

البيت الصعيدي تصوير سمر شومان
البيت الصعيدي تصوير سمر شومان

يذكر أن مركز دندرة الثقافي هو مؤسسة ثقافية أهلية غير هادفة للربح مشهرة برقم 4409 لسنة 1997، تعمل تحت مظلة وزراة التضامن الاجتماعي، وله مكاتب تمثله منتشرة بجمهورية مصر العربية، واختار المركز ” قيمة الإنسان” عنوانًا للمنتدى الثقافي هذا العام، وهو حدث ثقافي تراثي سنوي يتناول النواحي الثقافية والفنون التراثيةوالحرف اليدوية في جنوب مصر،  بهدف ترسيخ دعائم التراث الثقافي لجنوب مصر وإبراز طاقاته الإبداعية وتحقيقًا لتنمية ثقافية شاملة، وفق ما أعلنه المركز.

ويعتمد “دندرة الثقافي” في مسيرة البناء على مسارات “التعليمي- الثقافي- البحثي- الاجتماعي- البيئي”، فضلا عن المنتديات الثقافية المتنوعة

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر