فيديو| من فات قديمة تاه: أحمد الألفي مكوجي رجل أبًا عن جد

في التاسعة من صباح كل يوم اعتاد أحمد الألفي فتح محله الصغير الذي لا تتجاوز مساحته مترين، ليمارس مهنته، التي ورثها عن والده في كي الملابس بـ”مكواة الرجل”. المحل الصغير يقع فى حارة ضيقة تتفرع من شارع الجمهورية، وتحمل اسم الفنان علي الكسار.

خلال 3 ساعات فقط ينهمك الألفي في عمله، بداية من تسخين المكواة داخل الفرن البلدي المصنوعة في آخر المحل، وصولا إلى طي الملابس في شكل مهندم، هكذا قضى نحو 30 عاما في الحفاظ على تراث أجداده وزبائنه المترددين عليه.

أصول المهنة

أحمد محيي وشهرته أحمد الألفي، 40 عاما، بدأ عمله في استخدام مكواة الرجل منذ أن كان في السابعة، بدأ خلالها الصبي النزول إلى المحل والجلوس لجوار والده ليتعلم أصول المهنة، يقول: “المكواة كانت بالنسبة لي حمل تقيل في البداية، شكلها تقيل وحجمها تقيل، ومع ذلك تعلمت ومارست الكي كثيرا فوجدت أنها مهنة سهلة ومريحة وخفيفة في الحركة كذلك”.

“مكواة جوز” هكذا يطلق المكوجي الاسم على مكواة الراجل، لأنها عبارة عن قطعتين إحداهما يتم تسخينها والأخرى يعمل بها، ويتم التبديل بينهما، ويوضح الألفي، أن هيكل المكواة يتكون من قطعة حديد ثقيلة الوزن تأخذ شكل المثلث ذات ذراع طويلة، ويفضل ألا يقل طولها عن 50 سم ووزنها عن 30 كيلو جراما، ليسهل على المكوجى الضغط عليها، ولها ظهر خشبي تفصل ما بين سطح المكواة وقدم المكوجي.

وعن مراحل العمل ..يواصل الألفي: نبدأ بتسخين المكواة على النار وهي أهم مرحلة وتتطلب دقة شديدة نظرًا لضرورة اعتدال حرارة المكواة بما يتناسب مع قطعة الملابس، والتي تختلف مابين قماش خفيف وثقيل، حرير أو صوف وغيره، ثم يبدأ في فرد قطعة الملابس وكيها بنظام معين لا يفهمه غيره.

وينوه الألفي بأن الأهم في المهنة هي “القدم”، لأنها أساس العمل، بها يضغط على المكواة بقوة وفي نفس الوقت مريحة ليتم فرد القطعة بشكل جيد، وبقدمه أيضا يحرك المكواة إلى الأمام والخلف وبشكل دائري حسبما تتطلب قطعة الملابس لديه، مشيرا إلى أنه مع الخبرة يفهم الشخص وقدمه في نفس الوقت طبيعة التعامل مع الملابس “رجلي بتفهم الحتة وبتكويها لوحدها”، على حسب تعبيره.

الكي بالقدم

يعمل الألفي في كي الملابس 3 ساعات يوميا فقط داخل محل والده، الذي جلس بجواره مفتخرا بابنه الذي حافظ على مهنة الأب، فيقول محي عبدالغني، 73 عاما، عن بداية المهنة: “المحل عمره 90 سنة كان ملك لوالدي وكنت بساعده بعد انتهاء عملي الحكومي بوزارة الري، وكنت بعمل من الساعة 2 إلى وقت متأخر مساءًا، نظرًا لضغط الشغل وكثرة الزبائن التي تتردد علينا بشكل يومي”.

وتابع عبدالغني: “كانت الناس حريصة على كي ملابسها كلها ولكل أفراد الأسرة، وكمان كانت الحاجة رخيصة، إنما مع الوقت الأسعار ارتفعت والمصنع الوحيد الذي كان يصنع المكواة الرجل أغلق وأصبح من يملك جوز مكواة، يملك ورث، وأنا لم أعد أعمل بالمهنة ولكنى حرصت على نقلها لأبني أحمد ليكمل المسيرة، فالمهنة تحتاج إلى صحة وطاقة معينة لا تتناسب مع كبر السن، لذا أفتح المحل يوميًا مع أحمد لمباشرة العمل وأجلس بجواره، هو يعمل أنا أتذكر رحلة سنين طويلة مع مكواة الرجل”.

محل المعز

ظل الألفي يعمل في مهنة مكوجي رجل طوال 30 عاما، حتى بدأ العائد المادي في الانخفاض مع قلة الزبائن المترددة على المحل، لذلك اضطر لمواكبة التطور، فيقول: المكواة الرجل أصبحت تراث قديم سيظل مستمرًا، إلا أنه هناك بعض التطورات كتصنيع المكواة البخار، التي توفر الوقت والسرعة، وهو طلب زبائن الوقت الحالي، اشتريت محل أخر في شارع المعز ليعمل بها على المكواة البخار أيضا مع استمرار العمل بمحل والده، صباحًا، حتى لا تطوى صفحات تاريخ أجداده في المهنة.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر