على باب “البرنسيسات”.. معرض الزهور يستقبل زبائنه بشعار “ياورد مين يشتريك” 

“الورد جميل جميل الورد”.. للزهور مقام عالي في الحضارة المصرية قديما وحديثا من العطور للطب، وعلى مساحة 58 فدان في قلب العاصمة، اليوم دخلنا عالم الورد من أقدم أبوابه.. من باب “البرينسيسات”.

في حديقة الأورمان من 21 مارس حتى 3 مايو نستمتع كل عام بمعرض الزهور، والذي بدأ عام 1917 وكان في البداية عبارة عن مسابقة سنوية تقام ليوم واحد في حديقة الأورمان لاختيار أجمل باقة زهور، ثم تطور وأصبح يقام سنويًا لمدة أسبوع واحد لعرض أجمل أنواع الزهور والنباتات ثم بالتدريج ازدادت المدة إلى أسبوعين حتى عام 1948.

من داخل حديقة الأورمان والتي تستطيع أن تمر إليها من خلال بابان أحدهما يسمي “باب النهضة” لوقوعه أمام تمثال نهضة مصر، والتاني “باب البرنسيسات” حيث كان يرتاده سيدات العائلة المالكة من اتجاه حي الدقي تبدأ المساحات الخضراء المتزينة بألوان وأشكال الورود في الظهور، والملي بالزائرين المنقسمين منهم من يشتري والآخر يقدر الجمال الكائن في هذه المعروضات.

صديقة الورود

“يا عاشقة الوردِ إنْ كنتِ على وعدي فحبيبُكِ منتظرٌ يا عاشقة الوردِ”

هذه الجملة تنطبق على أحدهم كانت تقف بين بستان تنظر إلى الورود وكأنهم أصدقائها المقربين، تحكي معهم فيتمايلون يمينًا ويسارًا على أنغام صوتها العذب.

ندى محمد، طالبة في الصف الثاني الجامعي، تحكي عن أسباب قدومها المعرض فتقول: “بحضر المعرض من زمان من حوالي 4 سنوات، كنت في الثانوية بحضره مع أهلي، لكن مع دخولي الجامعة أصبحت الزيارة الرسمية كل عام لي أنا وأصدقائي، موضحة أنها تنتظر ميعاد المعرض من العام إلى العام.

تضيف ندى أن المعرض يسمح لها بأخذ قسط من الراحة النفسية التي لا بديل لها في مكان آخر كمان أنها تمرح وتلتقط صور مع الورد.

بائعة الورد

“يا ورد من يشتريك وللحبيب يهديك”

بروحها المرحة وبشاشة وجهها تتحرك المهندسة سماح أحمد، بين أزهار بستانها التي تشارك بها في المعرض، لتجذب كل من يمر بها، ولا يخرج إلا وهو يقتني إحدى هذه الورود، لتحكي المهندسة عن سر اشتغالها بهذه المهنة فتقول: “حصلت على بكالوريوس تجارة عام 2011 إلا أن حبي للورد جعلني أعمل مع صاحب مشتل، ثم قررت فتح شركة خاصة مع صديقتي علا، مشيرة إلى أنها أصبحت تملك مشتلين من الزرع واحد في المنوفية والآخر في الحوامدية.

تكمل المهندسة سماح، أعمل في زرع الزراعات الثقيلة كالزيتون الكبير والنجيل والأشجار أيضًا، بالإضافة إلى تصنيع 6 صوب زراعية.

أما عن مشاركتها في المعرض فتشير المهندسة إلى أنها تشارك بالمعرض منذ عام 2012، كانت في البداية تستأجر مساحة بسيطة إلا أنها كلما توسعت كلما استطاعت الحصول على مساحات أكبر، مؤكدة أهمية هذا المعرض في عرض منتجاتها على جمهور أوسع، بالإضافة إلى أن المعرض يشكل إحدي مجالات دخلها السنوي بشكل أساسي.

البيوت ورود

تضيف ألفت محمود، فى الأربعينات من عمرها، مصممة لأند سكيب، أنها من الزبائن الدائمين للمعرض منذ عام 2004، “ماينفعش يكون في بيت من غير وجود ورد فيه” هكذا توضح أهمية الورد في المنازل، متابعة أنه يضيف روح هادئة ذات هواء نقي، يساعد على بث الروح والطاقة الإيجابية لأصحابها، موجه دعوة إلى المواطنين بضرورة التردد على المعرض والشراء منه “المعرض في أسعار متنوعة من 10 جنيهات لما فوق، فلا بد من كل فرد شراء أي شي حتى ولو كان بسيط ” على وصفها

أنواع النباتات المستخدمة في العلاج

النباتات الطبية المصرية القديمة طبقا لكتاب “حديقة الأورمان النباتية” لتريزة لبيب يوسف ونورهان سعيد عبدالعال، وكتاب النباتات الطبية والعطرية للدكتور عبده عمران محمد، أن اليانسون نبات مصري قديم احتل مكانة علاجية هامة عند الفراعنة ومازال يزرع بكثرة حتى اليوم في محافظات الصعيد.، لقد جاء مغلي بذور اليانسون في بردية إبيرس الفرعونية كشراب لعلاج الآلام واضطرابات المعدة وعسر البول.

جاء في بردية هيرست أن اليانسون استخدمه المصريون القدماء كمنبه عطري معرق منفث وضد انتفاخات الأمعاء، وكذلك ضمن غسيل للفم وعلاج التهابات اللثة والأسنان.

لقد أطلق الفراعنة على نبات الآس اسم خت آس وتعني “ريحان القبور” لقد عرف الفراعنة الآس، يعتبر من النباتات المصرية القديمة التي رسمت فروعه على جدران المقابر الفرعونية في أيدي الراقصات، كما عثر العلماء على فروع النبات في بعض المقابر الفرعونية بالفيوم وهواره.

وقد جاء نبات الآس ضمن العديد من الوصفات العلاجية في البرديات الفرعونية لعلاج الصرع والتهاب المثانة وتنظيم البول، وإزالة آلام أسفل البطن على شكل جرعات عن طريق الفم، وكذلك كدهان لعلاج آلام أسفل الظهر وضد حمرة البطن والصداع والسعال ولزيادة نمو الشعر.

أما العرقسوس ، “شفا و خمير ” كما يتغني بياعينه في شوارع مصر حتي يومنا هذا، فقد وورد وصفه في كثير من المراجع القديمة، وأن منقوعه المخمر يفيد في حالات القيء والتهيج المعدي، بالإضافة إلى احتوائه على قيمة علاجية عالية لدى المصريين منذ قديم الأزل، وكان يطلق عليه “شفا وخمير يا عرقسوس” لما له من تأثير شافي للعديد من أمراض الجهاز الهضمي.

أما الكتان او باللغة المصرية القديمة “فك” فمازالت نقوشه موجودة على جدران آثار الكوم الأحمر وبني حسن ودهشور، وعثر العلماء على بذور الكتان في مقابر كاهون وعلى كمية كبيرة من البذور تقدر بحوالي ثمانية أرادب في مقبرة شيخ عبد القرنة في حفائر مدينة طيبة، وكان الفراعنة يستعملون ثمار الكتان في صناعة النسيج، واستخرجوا من بذوره الزيت وادخلوه ضمن الوصفات الطبية.

كما استعمل الفراعنة عصير الصبار عن طريق الفم كمشروب لإزالة الصفراء وكملين للأمعاء الغليظة، واستعملوه دهانا من الخارج لعلاج تقرحات العينين وفوق الجروح والحروق بغرض سرعة شفائها، ويقال أن كليوباترا كان سبب جمالها هو استعمالها لعصارة الصبر كدهون لبشرتها، وهو النوع الموجود منه في نباتات حديقة الأورمان.

لا زالت الحديقة تطرح من قلبها نباتات مصرية قديمة مثل الصبار، بالإضافة إلي أنواع النباتات النادرة فى الحديقة مثل شامادوريا ميكروسبادكس وهى نخلة تشكل مجموعات وتشبه البامبو، ويعتبر أحد أنواع النخيل الناردة فى مصر، وموطنه الأصلي الغابات المفتوحة فى شرق ووسط المكسيك ويصل طوله إلى مترين ونصف.

كذلك آل بيدومياي هذا النبات مهدد بالإنقراض، ويواجه عدد من التهديدات التى تحول دون تكاثره، وهو نارد جدًا في حدائق مصر.

“شجرة المسافر” هي نبات يشبه الشجرة، يصل طوله إلى 10 أمتار ويشبه شجر الموز في جزء منه ويشبه النخله في جزء آخر، أوراقه خضراء داكنه على شكل المجدا.

تاريخ الحديقة نفسها:

في عام 1890 بعهد الخديوي توفيق تم فصل 50 فدانًا من الجزء الجنوبي “حديقة الحرملك”، لإنشاء حديقة الحيوان، وفي نفس العام خصص جناح في سراي الجيزة لمدرسة التوفيقية التي بدأت الدراسة فيها عام 1980، كما تم استقطاع 23 فدانًا من الأراضي الواقعة جنوب سراي الجيزة وتحويلها إلى أرض فضا.

في عام 1898 اقتطع جزء آخر من شمال جزء الأورمان تحديًا، لبناء مصلحة المساحة العمومية “الهيئة المصرية العامة للمساحة حاليًا”، وفي عام 1903 هدمت سراي الجيزة وخصصت أرضها لمباني مدرسة الزراعة وأنشئ عليها أيضًا مدرسة الطب البيطري عام 1921م “المبني القديم”.

في عام 1905 تم إنشاء مباني مدرسة الهندسة الملكية “كلية الهندسة حاليًا” على الجزء الغربي من حديقة السلاملك.

وبين عامي 1925 و1928 استخدم فدانا من حديقة الحرملك والأراضي المجاورة في إنشاء مقر دائم للجامعة المصرية “جامعة القاهرة حاليًا” وقد حصلت الجامعة على هذا المقر من الحكومة تعويضيًا عن الأرض التي تبرعت بها الأميرة فاطمة بنت الخديوي إسماعيل لتصبح مساحة حديقة الأورمان 58 فدانًا.

في عام 1934 تم مد شارع النهضة ليربط شارع الجامعة كوبري الجامعة، وقد فصل شارع النهضة بين جزء الأورمان وبين جزء السلاملك الذي تم ضمه لحرم حديقة الحيوان لتصبح مساحتها 80 فدانا ولم يتبقي سوى 28 فدانا تمثل حديقة الأورمان في شكلها الحالي.

تنحصر حدود حديقة الأورمان حاليا في وقوعها بالجهة البحرية “الشمال” من حديقة الحيوان بالجيزة، وهى جنوب كل من كلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان، والسفارة التشيكية بالقاهرة.

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر