صور| في ذكراه الـ42.. عبد الحليم حافظ تراث يجب الحفاظ عليه

وكأنه توفي أمس ولم يمر على رحيله 42 عامًا، في شارع الرحمة أمام قبره بالبساتين، نُصب الصوان وصُفت الكراسي التي ضمت رجالا ونساء بأعمار مختلفة، على هيئة مجموعات كل منهم يتذكر الفنان الراحل عبد الحليم حافظ على طريقته.

مقابر عبد الحليم حافظ - تصوير: أميرة محمد
مقابر عبد الحليم حافظ – تصوير: أميرة محمد

هنا.. صديقا العمر يتهامسان بذكرياتهما التي جمعتهما منذ الصغر بالعندليب، وأختان تتذكران والدتهما التي دائمًا ما كانت تتغنى بأغانيه، وهذا الرجل ذو اللحية البيضاء يسلم على صديقه الذي اعتاد أن يلتقيه من العام للعام خلال إحياء ذكرى العندليب الأسمر، والذي توفي في 31 مارس من عام 1977.

“يعتبر زمن الفن الجميل انتهى” هكذا يعبر محمود الزهيري، 55 عامًا، عن تقديره لفن عبد الحيلم، والذي جاء ليحيي ذكراه كعادته كل عام، مضيفًا أنه من الجيل الذي تربت أذنيه على ألحان وأغاني العندليب، والتي تعلم منها الحب والوطنية.

تصوير: أميرة محمد
تصوير: أميرة محمد

“جبار موعود خليك حببيها”، أغاني لم يستطع هشام عابدين، أن يمحوها من ذاكرته، حيث تربطه بعبد الحليم حافظ ذكريات لا تحصى، يقول: “نشأت وكانت أغاني عبد الحليم في بيتنا تشتغل دائمًا، فوجدت فيها ما يعبر عن كل مرحلة مررت بها في حياتي، فعندما نجحت كانت الناجح يرفع إيده، ومع دقات قلبي لزوجتي أجد أول مره تحب يا قلبي، ومع حزني وفرحي وكل إحساس أمر به أبحث عن أغنية فأجد ما يعبر عنها”، مؤكدا أنها المرة الثانية التى يأتي فيها لإحياء ذكرى العندليب الأسمر.

لافتة بجوار قبر العندليب – تصوير: أميرة محمد

ويوجه عابدين رسالة للمسؤولين، بأنه لا بد من العمل على جمع تراث كل فناني الزمن الجميل كعبد الحليم وشادية وأم كلثوم في متحف، تخليدًا لأعمالهم والحفاظ عليها من الضياع.

الجمهور يحيي ذكرى رحيل العندليب - تصوير: أميرة محمد
الجمهور يحيي ذكرى رحيل العندليب – تصوير: أميرة محمد

“ربنا يرحمك يا حبيبي.. وحشت قلوبنا”، تقف سعاد أحمد، 42 عامًا، أمام قبره، تتحدث معه وكأنه فردًا من عائلتها، موضحة أن عبد الحليم بالنسبة لها كان إنسانا قبل أن يكون فنانا، فهو صاحب القلب الطيب والأخلاق الجميلة والكلمة الرقيقة “الناس كلها بتحبه.. ومن حبه ربه حبب فيه خلقه”.

من داخل قبر عبد الحليم حافظ بالبساتين - تصوير: أميرة محمد
من داخل قبر عبد الحليم حافظ بالبساتين – تصوير: أميرة محمد

أما عماد الدين أيوب، بالمعاش، فيشير إلى أن عبد الحليم كان مطربًا وليس مغنيًا، فالطرب هو أعلى مكانة من الغناء، فهو الذي أثرى الغناء المصري والعربي، واستطاع أن يكون له جمهور من كل أنحاء الوطن العربي.

جاء عماد هيكل، 33 عامًا، من القليوبية، لإحياء ذكرى عبد الحليم، مؤكدًا أنه لازال بين جمهوره الذي أحبه، والدليل على ذلك أنه على الرغم من مرور 42 عامًا على وفاته، إلا أن الجميع يحرص على المجيء هنا وزيارة قبره.

تصوير: أميرة محمد
من أمام مقابر عبد الحليم حافظ – تصوير: أميرة محمد

ويذكر كتاب “كراسة الحب والوطنية” للكاتب مجدي العمروسي، صادر عام 1997، أن عبد الحليم بدأ الغناء قبل عام 1952 بقليل، ومات فى الربع الأول من 1977، أي أن عمره الفني لم يتجاوز 25 عامًا، غنى خلالها 123 أغنية، منهم 71 أغنية في 16 فيلم قام ببطولتها، أي أنه كان يقدم في السنة الواحدة حوالي 5 أغنيات، وهو ما مثّل سببًا لنجاح عبد الحليم الذي كان يأخذ وقتا طويلا لإعداد الأغنية الواحدة.

في الـ123 أغنية التي غناها عبد الحليم حافظ، لم تفشل واحدة، وكل أغنية كان له طعمها الجميل المختلف عن الأخرى، وقد كان من أهم أسباب نجاح العندليب هو تذوقه الكلمة ومعرفة كيفية انتقائها، وفي نفس الوقت كان هناك لكل أغنية قصة قد لا يعرفها مستمعيه من قبل.

“لقاء” هي أول قصيده غناها عبد الحليم حافظ في حياته، وهي شعر صلاح عبد الصبور، وألحان كمال الطويل، وكانت كلماتها “بعد عامين التقينا ها هنا.. والدجى يغمر وجه المغرب، وشهدنا النور يخبو حولنا.. فسبحنا في جلال الموكب”.

تعاون العندليب مع الملحن محمد الموجي وكمال الطويل ثم بليغ حمدي، كما أنه له أغاني شهيرة من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب مثل: “أهواك، نبتدي منين الحكاية، فاتت جنبنا”، كما قدّم الثنائي “حليم – بليغ” بالاشتراك مع الشاعر المصري المعروف محمد حمزة، أفضل الأغاني، ومن أبرزها “زي الهوا، سواح، حاول تفتكرني، أي دمعة حزن لا، موعود”.

 

اقرأ أيضًا

https://heritage.weladelbalad.com/%D9%81%D9%8A-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D9%88%D9%81%D8%A7%D8%AA%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%83%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%A9-5-%D9%85%D8%AD%D8%B7%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D8%A7%D8%B1/?fbclid=IwAR0WcywYnqAurTN8E5lDuhO7PvX3pmg02mcrZRzUvN0o5MTcUH1t5hfb4P0

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر