صوت مصر في إفريقيا.. قصة أول مديرة مدرسة مصرية في ناميبيا

ضمن فعاليات مبادرة «صوت مصر في إفريقيا» التقت د.نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة المصرية، بعدد من المصريين في دول إفريقية عن بُعد من خلال تطبيق “زووم”، باعتبارهم سفراء مصر في الخارج، لإعادة مد جذور الصداقة لإفريقيا، وتضمن اللقاء مشاركة السيدة سلوى خضر أول مديرة مدرسة مصرية في دولة ناميبيا.

أحفاد الفراعنة

تحديات عديدة مرت بها “خضر” منذ هجرتها برفقة أسرتها الصغيرة المكونة من زوجها وابنيها إلى ناميبيا قبل 27 عاما، وتروي تجربتها لـ«باب مصر» خلال إقامتها في ناميبيا: “انتقلت برفقة زوجي هشام الطبيب البشري وابني وابنتي في عام 1994 بسبب ظروف عمله ورغم تخوفي من قرار السفر في البداية والإقبال على حياة جديدة لكن سرعان ما اعتدنا على الوضع هنا”.

الود والمعاملة الجيدة من أهل ناميبيا للعائلة المصرية جعلهم سرعان ما يتأقلموا على الحياة الجديدة، خاصة مع وصفهم من قبل الجيران الجدد بالعاصمة الناميبية ويندهوك بـ”أحفاد الفراعنة”، وتقول: “تتميز المدينة بعدم وجود أزمة كثافة سكانية، مع توافر الخدمات الأساسية باستمرار”.

البحث عن عمل يتلاءم مع ظروف عائلتها، كان السبب في تغيير مجالها من المحاسبة إلى التدريس، “العمل في مجال التدريس ينتهي يوميا في الثانية ظهرا أما الوظائف الأخرى ينتهي دوام العمل في الخامسة مساءا”، لهذا اختارت استكمال دراستها العليا في مجال التدريس.

قصة نجاح

استغلت سلوى الأعوام الأربعة الأولى منذ انتقالها بنجاح في استكمال دراستها العليا في مجال التدريس، وبعد إتمامها في عام 1998عملت مدرسة لمدة 9 سنوات، وفي عام 2007 حصلت على ترقية وأصبحت وكيلة مدرسة أخرى لمدة 5 سنوات.

وبسبب اجتهادها المستمر شغلت منصب أول مديرة مدرسة مصرية لمدرسة إعدادي وثانوي منذ عام 2016 حتى الآن، وتروي الاختلاف في شغل منصب في هيئة التعليم بين مصر وناميبيا، أنها تستغرق عدة خطوات في ناميبيا منها التقديم على إعلان الوظائف وإجراء الاختبارات اللازمة، وبناء عليه يتم اختيار الشخص المؤهل للحصول على منصب أعلى.

ولم تستغرق الكثير من الوقت للتعامل في مهنة التدريس خاصة أن اللغة الرسمية هي اللغة الإنجليزية، وذلك باختلاف اللغات الأفريقية المنتشرة في ناميبيا حيث تستخدم كل قبيلة لغة مختلفة، على حد وصفها لـ«باب مصر».

أحفاد عبدالناصر

تروي خضر الصعوبات والتحديات التي واجهتها في العمل وتقول: “عمل المرأة وتمكينها أمر ليس جديد، حيث تحصل المرأة على كل حقوقها ودعم كامل من الدولة، حتى أن مجلس البرلمان الناميبي يشغله 50% من السيدات بسبب قواعد المساواة، ولكن تجربتي قد تكون مختلفة لأنني مغتربة، وكذلك طبيعة العمل صعبة وبرغم عملي إدارية لكنني مسؤولة أيضا عن التدريس من خلال جدول دراسي منتظم”.

الانضمام إلى تجربة التعليم في ناميبيا، التي تقع في جنوب شرق إفريقيا على الاستقلال من جنوب إفريقيا في عام 1990، مُعترف به دوليا لاعتماده بشراكة رسمية مع جامعة كامبريدج البريطانية، مما دفع خضر لتتطلع إلى نقل الخبرات بين البلدين، حتى أنها تواصلت مع مسؤولين بوزارة التربية والتعليم المصرية لنقل تجربة التعليم الإلكتروني التي يتم تطبيقها في مصر إلى ناميبيا وكذلك نقل الخبرات في تعليم ناميبيا إلى مصر.

ومن خلال تجربتها على مدار ما يزيد عن 20 عاما، لاحظت أن المناهج في ناميبيا تشبه المناهج البريطانية، حيث يدرس الطلبة منذ الصف الأول الإعدادي مواد المحاسبة وريادة الأعمال، وطرق تدشين مشروع مع توفير التمويل وخطة العمل، والتشابه بين المناهج المصرية في مواد مثل العلوم والأحياء والفيزياء والكيمياء والجغرافيا.

قطعة من مصر

بخلاف الحضارة الفرعونية، يحظى المصريين في ناميبيا بمكانة خاصة بسبب جهود الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في قضايا إلغاء الفصل العنصري وتحرير عدد من الدول الإفريقية، حتى أنه يتم تدريس فصول خاصة عن التاريخ والرموز المصرية في مادة التاريخ بمناهج ناميبيا.

وبعد ملاحظتها لشغف الطلاب وزملائها المدرسين بالحضارة المصرية، حرصت سلوى على إحضار الهدايا من مصر بعد عودتها من عطلتها السنوية، وتقول: “أحرص سنويا على شراء هدايا لهم مثل أوراق بردي مدون عليها الحروف الهيروغليفية، ومنهم من كان يحرص على زيارة مصر للسياحة خاصة في الأقصر وأسوان والمتاحف المصرية والبحر الأحمر”.

اهتمام يومي للعائلة المصرية في متابعة كل الأخبار المصرية، “بيتي قطعة من مصر” على حد وصفها، خاصة مع حرصها على إتقان الأبناء للحديث والكتابة باللغة العربية منذ صغرهم، وتقول: “حرصنا على متابعة موكب المومياوات وكان مصدر فخر لنا جميعا، خاصة مع نقل الحدث عبر محطات أجنبية، وتلقينا الكثير من الأسئلة من الجيران عن المومياوات وطرق تحنيطها”.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر