حكاية صورة| عندما نام “النحاس باشا” في محطة بني سويف

في ثلاثينيات القرن الماضي انتشر في الصحف القومية صورة للزعيم مصطفى باشا النحاس، رئيس حزب الوفد آنذاك، نائمًا على “دكة” في محطة بني سويف، بعد أن نال منه الإرهاق والتعب.

الصورة التقطتها مجلة المصور عام 1931، وبحسب أيمن عثمان، أحد المهتمين بالثراث، فإن الصورة أُعيد نشرها بعد ذلك بنحو 24 عامًا كتوثيق للكفاح الوطني.

يقول عثمان رأيت الصورة لأول مرة في ريبورتاج نشرته مجلة التحريرعام 1955، عندما كان الرئيس الراحل أنور السادات رئيس تحرير المجلة، ثم أعيد نشر الصورة أيضًا في العدد التذكاري، الذي نشرته مجلة المصور بمناسبة مرور 90 عامًا على إنشائها.

المؤرخ جمال بدوي (1934-2007) أشار أيضًا إلى الصورة  في كتابه “كان وأخواتها”(الجزء الأول صفحة 179)، وبحسب ما ذكر بدوي فإن الصورة التقطت بعد أن هبط النحاس باشا إلى بني سويف في أبريل عام 1931، أحد أهم معاقل حزب الوفد في ذلك الوقت، بهدف حشد الناس ضد مقاطعة الانتخابات البرلمانية.

كان النحاس باشا قد اختار بني سويف أول محطة له لحث الناس على  مقاطعة الانتخابات، بعد أن ألغى إسماعيل صدقي، رئيس وزراء مصر آنذاك، الدستور في ذات العام، ليعطي مساحة من الحكم المطلق للملك، ويعود صدقي لسياسة الحديد والنار، بينما رأى النحاس أن أفضل طريقة لمواجهة تلك السياسة هي مقاطعة الانتخابات.

يقول بدوي: عندما هبط النحاس باشا، بني سويف، كانت محطة القطار أشبه بثكنة عسكرية، وبدأ الجنود  في التضييق عليه ورفاقه، كما منعوه من الخروج من محطة القطار، بينما طار خبر وصول النحاس في بني سويف، وتجمهر الناس أمام المحطة لاستقباله، غير أن القوات منعت دخول المحطة، فما استطاعت الجماهير دخولها ولا خرج الزعيم إليهم.

ومرت 12 ساعة والنحاس ورفاقه، في محطة بني سويف، حتى غلبهم التعب ونال منهم الإرهاق، ليستلقي النحاس باشا على “دكة” في محطة القطار، ويستسلم للنوم.

وما إن لاح الصباح حتى حمل الجنود النحاس باشا ورفاقه إلى القطار المتجه إلى القاهرة قسرًا، ليعود بهم من حيث أتوا، ويبدأ الزعيم رحلة أخرى يبدأها هذه المرة من المنصورة.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر