اليوم العالمي للتراث.. مواقع مصر الأثرية في «اليونسكو»

مبانٍ أثرية خطى على وجودها آلاف السنين تحمل طياتهم ما بين أعمدتها، وتسجل ذكراهم على جدرانها، يتعقبها أجيال تستحضر تراث الحضارة منها، جاعلة من هذه المباني مواقع أثرية تستحق التأريخ والحفاظ عليها. يأتي الثامن عشر من أبريل كل عام ليحيي ذكرى اليوم العالمي للتراث تحت رعاية اليونسكو ومنظمة التراث العالمي.
سجل عالميا هذا اليوم كيوم توعوي بأهمية الحفاظ على التراث وزيادة توعية الأفراد بها منذ عام 1972، بناء على طلب من المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية الذي أقرته اليونسكو.
سبع سنوات منذ إقرار اليوم، خطت مصر أولى خطاها في تسجيل أولى المواقع التراثية لها في سجل اليونسكو العالمي للأماكن الأثرية، والتي وصلت حتى الآن سبع مواقع أثرية وطبيعية من أصل 1073 موقع أثري، إضافة إلى عشرات الأماكن التي لازالت مصر تتقدم في طلبات من أجل الإقرار بها من قبل اليونسكو. تختلف المواقع المسجلة في مصر ما بين مواقع أثرية ومحميات طبيعية.

منطقة أبو مينا الأثرية

واقعة ما بين مدينة الإسكندرية ووادي النطرون، تقع القرية الأثرية في منطقة نائية غير جاذبة للأنظار بشكل كبير. تعود في أصلها للقرن الثالث وحملت قيمتها الأثرية في البداية بسبب احتوائها على قبر الشهيد الإسكندري مار مينا المتوفّي عام 296 ميلاديا. تحافظ المدينة حتى الآن على المباني صاحبة آلاف السنين من العمر، ومازالت في نفس شكلها وهيئتها الأصلية من دون ترميمات.
يُحكى عن أبو مينا كونه كان جنديا من الإسكندرية يحارب لدى الجيش الروماني في عصر الإمبراطور ديوكلتيانوس. كان مشهور بتبشيرياته المسيحية وإيمانه الذي دفعه لرفض قتل أي مسيحي بعد فوز جيشه في أحد الحروب.
تحكي أسطورة أبو مينا أنه توفي في فيريجيا في الأناضول، وحمله الجمل الخاص به وسار به مسافات طويلة إلى أن وصل إلى مكان القرية حاليا ومن ثم رفض مواصلة الحركة، وبالتالي دُفن الجندي في تلك الأرض التي عاجلا ما تفتق فيها بئر مياه شديد العذوبة أدى إلى انتشار الخضرة والزرع وشجر الزيتون في المنطقة التي لاحقا ما سميت بواحة أبو مينا ولكنها حاليا أصبحت خالية من أي أشجار.
وُضعت أبو مينا في قائمة المدن الواقعة في مرحلة الخطر المسجلة في قائمة اليونسكو عام 2001، بسبب المياه الجوفية التي أدت إلى تخلل أساسات المدينة خاصة قبر الشهيد مينا وأماكن أثرية قريبة.
بناء عليه، تم إغلاق القرية، وقام المجلس الأعلى للآثار بمحاولات لضخ الرمال تحت الأماكن الآيلة للسقوط بشكل كبير للحفاظ عليها وحل أزمة التربة الطينية، إلا أن الأزمة تفاقمت ولم يتم حلها حتى الآن.

مدينة طيبة القديمة ومقبرتها

سُجلت طيبة عام 1979 في سجل اليونسكو للمدن التراثية. طيبة هي عاصمة مصر الأساسية والكبرى في عصر الأمبروطوريتين الوسطى والجديدة وهي مدينة الإله آمون.
تقع ضمن محافظة الأقصر وتسمى بمدينة طيبة الجنائزية لما تضمه من مقابر أعظم فراعنة الدولة الحديثة أشهرها حتشبسوت، امنتحتب، رمسيس الثالث والرابع إضافة إلى المقابر الملكية.

القاهرة الإسلامية

دخلت القاهرة الفاطمية سجل اليونسكو في نفس العام لكل من السابقين، لاقت الترحيب فور تقدم مصر بالطلب لما تحمله من أهمية تاريخية في العصور الإسلامية بكونها مدينة متكاملة “بجوامعها ومدارسها وحماماتها وينابيعها” بحسب ما سجلته اليونسكو. تأسست القاهرة الإسلاميّة في القرن العاشر واستحالت مركز العالم الإسلامي الجديد وبلغت عصرها الذهبي في القرن الرابع عشر.
في عام 2012 وقعت اليونسكو مع الحكومة اتفاقية ترميم وإعادة تطوير للقاهرة الفاطمية؛ اشتملت على خطط تطوير طويلة الأمد للأبنية وتنظيم حملات توعوية شعبية بأهمية الحفاظ عليها.

منطقة الأهرامات

تقع أحد عجائب الدنيا السبع من أهم عناصر سجل الأماكن التراثي في العالم. وثقت اليونسكو ممفيس ومقبرتها منطقة الأهرام من الجيزة إلى دهشور بمصطباتها جميلة الزينة ومعابدها والأهرامات كأحد أهم المناطق الأثرية العالمية عام 1979.

النوبة

دخلت المعالم التاريخية الواقعة في النوبة من إدفو إلى أبو سمبل سجلات اليونسكو عام 1979.
رصد الموقع الرسمي لليونسكو المعابد المحفورة في الجبال ووصفها بـ”مبانٍ مثيرة للعجب” مثل معبد رمسيس الثاني في أبو سمبل، ودار عبادة إيزيس في جزيرة فيلة.
أطلقت الأمم المتحدة حملة دولية للحفاظ على المعبدين الأثريين امتدت على مدار 20 عاما عند بناء سد أسوان. كان المعبدان محفوران في الجبل كمكان دائم لهم في عهد الملك رمسيس الثاني والملكة نفرتيتي، وذلك على مدار 21 عاما بدأوا عام 1244 قبل الميلاد، ولكن تم نقلهم فوق خزان السد العالي خوفا عليهم من الغرق خلال إنشاء بحيرة ناصر.

سانت كاترين

منطقة القديسة كاترين الواقعة في سيناء، منطقة ذات مرجعية دينية أساسية للديانات الإلهية الثلاث. دخلت المنطقة السجل عام 2002، ورصدت اليونسكو دير سانت كاترين بكونه “الدير المسيحي الأقدم الذي حافظ على وظيفته الأساسيّة”.
يحتوي الدير على الآلاف من المخطوطات المسيحية النادرة ويحيط به منطقة جبلية شاسعة و”متوحشة تضمّ العديد من المواقع والنصب التراثيّة والدينيّة”، كما تصفها اليونسكو.

وادي الحيتان

يعد وادي الحيتان الموقع الطبيعي الوحيد المسجل لدى مصر في قائمة المواقع الأثرية، وهو آخر ما تم إدراجه في القائمة لمصر عام 2005. واقعا في الصحراء الغربية، وادي الحيتان متحف طبيعي موثق لمرحلة تطور الحيتان من ثدييات برية إلى حيتان بحرية.
يتكون الوادي من سلسلة من البقايا الأحفورية لعدد من الحيتان والتي توثق حياتها على مدار السنين ومراحل تطورها المعروضة عبر بقايا عدد من الحيتان في أعمار مختلفة.
يشار إلى أن وادي الحيتان أكبر مواقع العالم وأكثرهم أهمية الشاهد على هذه المرحلة، بحسب وصف اليونسكو وأحد أقل المتاحف الطبيعية تواجدا في العالم.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر