«المانجو الأسواني» ذهب الصعيد المنسي

كان هذا الموسم حزينا لعشاق المانجو بعدما أصاب «العفن الهبابي الأسود» محصول المانجو في الإسماعيلية، الأمر الذي تسبب في تلف نسبة كبيرة من المحصول قدرت بأكثر من 70%، لذلك تراجعت «المانجو الإسماعيلي» عن مجدها الموسمي، تاركة المجال مفتوحا أمام «المانجو الأسواني» التي ظهرت بقوة هذا الموسم كبديل أساسي لتعويض خسائر نظيرتها في الإسماعيلية، فماذا تعرف عن المانجو الأسواني؟

ذهب الصعيد

اختلاف الشروط المطلوبة لزراعة المانجو الإسماعيلي وأهمها درجة الحرارة عن نظيرتها في أسوان كان سببا في تساؤل الكثير عن الاختلاف بينهما في الطعم وضوابط الزراعة والسعر، مثيرا للاهتمام عن المحاصيل الأخرى التي تُزرع في صعيد مصر.

يقول الحاج علي أبوصالح، كبير مزارعي المانجو في أسوان: إن موسم المانجو الأسواني يبدأ مبكرا وينتهي مبكرا على عكس المانجو الإسماعيلي، موضحا أن موسم المانجو في أسوان يبدأ من منتصف شهر يونيو وينتهي في مطلع شهر أغسطس، وزراعة المانجو والنخل في أسوان فتبدأ منذ شهر سبتمبر حتى شهر مارس.

وأرجع أبوصالح اختلاف مواعيد الزراعة والحصاد عن الإسماعيلية أو وجه بحري إلى ارتفاع درجة الحرارة في أسوان، حيث يبدأ المزارعون في الزراعة مبكرا قبل ارتفاع درجة الحرارة حتى لا يتلف المحصول وكذلك يتم الحصاد والتوزيع مبكرا قبل فساد المانجو وعدم صلاحيتها للأكل.

ويتم شحن المانجو الأسواني للقاهرة مبكرا منذ بداية الموسم في منتصف يونيو، وذلك لضمان وصولها سليمة نظرا لطول المسافة بين أسوان والقاهرة، مشيرا إلى أن مزارع أسوان تنتج كميات كبيرة من المانجو تصل قيمة توريدها في بعض الأراضي إلى مليون ونصف جنيه لكنها ليست مشهورة كنظيرتها في وجه بحري نظرا لاختلاف مواعيد المواسم.

مزارع يحمل مانجو أسواني
مزارع يحمل مانجو أسواني
درجة أولى

وتشتهر أسوان بزراعة المانجو الزبدية والعويسي والجولك والصديقة، هذه الأنواع المشهورة والأكثر طلبا في أسوان، كما أوضح أبوصالح، مشيرا إلى انقراض أنواع أخرى كالمانجو البلدي والتيمور في أسوان نظرا لارتفاع درجة الحرارة، لذلك يتم زراعتها في الإسماعيلية ووجه بحري إلى جانب المانجو النعومي والكيت.

وتعتبر المانجو الأسواني درجة أولى وأفضل من مانجو الإسماعيلية، نظرا لأن الأولى مزروعة من مياه النيل و”سكرها حلو” على حد وصفه، أما الثانية مزروعة من المياه المالحة، التي تؤثر على مذاقها وقد تؤدي إلى إتلافها في بعض الأحيان، مشيرا إلى أن المياه المالحة كانت سببا رئيسيا في العفن الذي أدى إلى تدمير محصول المانجو في الإسماعيلية.

أما عن السعر، أكد كبير المزارعين في أسوان أن سعر كيلو المانجو في بداية الموسم كان 7 جنيهات لكنه وصل الآن إلى 17 جنيها، نظرا لقلة المعروض حاليا وقرب انتهاء الموسم، لافتا إلى أن أغلب موردي المانجو الأسواني إلى القاهرة يتواجدون في المنصورية وفارس والحمام.

أنقذوا المانجو 

وعن أهمية المحصول الأسواني في المحافظة، يقول النائب حسن خليل، عضو مجلس النواب عن محافظة أسوان: إن محصول المانجو الأسواني من أشهر المحاصيل الموجودة في المحافظة، حيث يحتل المرتبة الثانية بعد قصب السكر، إلا أنه لن يكفي لتعويض محصول المانجو الإسمعلاوي الذي تعرض للتدمير بسبب العفن، وذلك نظرا لعدم اهتمام الوزارة بزراعة المانجو في أسوان وكذلك الفلاح.

وأوضح الخبير الزراعي لـ«باب مصر»، أن محصول المانجو يحتاج إلى اهتمام مستمر عن طريق الوقاية والرش ومكافحة العفن والحشرات الموجودة في التربة وذلك حتى يتمكن الفلاح من التوسع في زراعة المانجو وحصد المحصول كاملا مع تقليل نسبة الفقد، إلا أن وزارة الزراعة لم توفر وسائل الدعم اللازمة للفلاح الأسواني، إلى جانب تعطل وحدات الوقاية ومكافحة الحشرات بالمحافظة.

وألقت هذه الأزمة الضوء على ضرورة إنقاذ زراعة المانجو في أسوان وتشجيع الفلاحين على زراعتها بتقديم كافة وسائل الدعم اللازمة، كما قال، وذلك حتى يكون هناك مخزونا كافيا يعوض الفاقد من مخزون المانجو الإسماعيلي بل ويكفي للتصدير، خاصة في ظل جودة المانجو الأسواني وتميزها عن نظيرتها بالإسماعيلية.

مهرجان المانجو

ولكن برغم ذلك فإن المانجو المزروعة في أسوان ليست جديدة في الأسواق ولكنها تفتقر إلى خطة التسويق لمناسبة لتنال الشهرة الكافية على مستوى الجمهورية، مما دفع المحافظة لتدشين مهرجان المانجو الأسواني الذي أقيم على مدار ثلاث سنوات متتالية.

وأشار النائب إلى أن مهرجان المانجو الأسواني الذي تم تدشينه قبل 3 سنوات ليس مهرجانا بالمعنى الحرفي لكنه بمثابة معرض يشارك فيه المزارعون لبيع محصولهم لذلك لم يكن معروفا.

وتتميز المانجو الأسواني بحصادها المبكر حيث لا تأخذ وقتا طويلا في الزراعة نظرا لارتفاع الحرارة في أسوان، كما يتم ريها من مياه النيل العزبة على عكس المانجو الإسماعيلي المالحة، لذلك يكون مذاق الأسواني أطيب وسعرها أغلى.

وفي المواسم السابقة كان سعرها يتراوح ما بين 13 لـ15 جنيه للكيلو، أما الآن سعرها تضاعف بسبب قلة المعروض من المحصول، وعن محاصيل أسوان المميزة، تشتهر المحافظة أيضا بزراعة البلح المميز الذي يأتي خلف المانجو وقصب السكر وأيضا زراعة الليمون لكنه ليس مشهورا كباقي المحاصيل.

اقرأ أيضا

حكاية أول مضاد حيوي استخدمته البشرية.. زراعة “الثوم” وتاريخه

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر