«العودة إلى أفريقيا».. في ملتقى الثقافات الشعبية بأسوان

“عندما تخلينا عن دورنا في أفريقيا؛ تخلينا عن جزء هام من هويتنا وعن الامتداد الوجداني لنا، فأفريقيا ليست امتداد جغرافي فقط لمصر، ولكنها امتداد جغرافي وتاريخي ومعنوي؛ لذا فإن العودة إلى أفريقيا بمثابة العودة إلى جزء مهم من روحنا وثقافتنا وكياننا”.
هذا ما أكده الشاعر أشرف عامر، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، في افتتاح فعاليات الملتقى الدولي الثالث لتفاعل الثقافات الإفريقية، الاثنين.
ويضيف عامر أن الثقافة الشعبية الإفريقية بمثابة العصارة التي نستطيع من خلالها أن نحقق الأجيال الإفريقية القادمة للعمل معا، فأفريقيا لديها الخبرات والثروات والمميزات التي تجعلها أمة عظيمة وقارة نباهي بها الأمم الأخرى، ولكن مشكلتنا تكمن في أننا نعمل في جزر متفرقة، ولكن لعلنا حينما نتكأ على الثقافة الإفريقية يضاء لنا الطريق، لكي نتصدى لكل ما يعاني منه الإنسان الأفريقي.
ويقول الدكتور صالح أبوبكر علي، من دولة تشاد، إن هذا الملتقى العلمي للثقافات الشعبية الإفريقية الذي يشارك فيه كوكبة من الباحثين سوف يسهم في فهم عميق لهذه الثقافة، التي تتميز بالثراء والتفرد.
ويتابع: أن كثافة المشاركين في هذا الملتقى من الأساتذة والخبراء والمتخصصين الذين يمثلون مختلف الهيئات والجامعات والمراكز البحثية المختلفة، سوف يسهم في الوصول إلى فهم عميق للثقافة الإفريقية، وتحقيق إضافة هامة للتراكم الفكري، من أجل الحفاظ على الثقافة الإفريقية من كافة سبل الاندثار.
ويضيف الدكتور حاتم ربيع، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، أن علاقتنا مع أفريقيا علاقة مصير مشترك منذ قديم الأزل؛ لذلك يجب أن ندعم التفاعل الثقافي بين الشعوب الإفريقية تحت راية مصر، التي تجمعت على أرضها جميع الثقافات.
ويضيف أن القارة الإفريقية تواجه تحديات عديدة، ونثمن ما تقدمه أفريقيا من ثقافات من أجل الحوار الجاد، ويجب أن نواصل التعاون سويا لمواجهة الغزو الفكري والتطرف، الذي يواجههنا جميعا حيث أن هذا الهدف المنشود لن يتحقق إلا بالتعاون التام، وإعداد خطط ثقافية مدعومة، نظرا لأن الفكر لا يواجه إلا بالفكر.
وأشار ربيع إلى “أننا نعول على ما يقدمه المشاركون في هذا الملتقى الدولي الأفريقي من أعمال إبداعية وفنية وثقافية؛ لكي يكون لها الأثر الكبير في نشر الثقافات وتحقيق التقارب بين الشعوب في عالم تتعاظم فيه قيم التعاون بين الدول، لا سيما بين أبناء القارة الواحدة”.
ويقول الكاتب الصحفي حلمي النمنم، وزير الثقافة، إن الحياة الثقافية والبحثية في مصر على وعي تام بأن مصر إفريقية الجذور، ولم يغب عنها هذا المعنى أبدا، لذلك تم تأسيس ملتقى الثقافات الشعبية في عام 2010، وحرصنا على استمراره حتى وصل إلى دورته الثالثة حاليا.
ويشير النمنم إلى أن الثقافة الشعبية هي الوجدان الحقيقي للناس، وفيها تكمن كافة الأساطير والحقائق والأفراح والأتراح، ونتطلع إلى أن يتحول ملتقى الثقافات الشعبية الإفريقية إلى كيان مستقل في يوم من الأيام.
حضر الملتقى حلمي النمنم، وزير الثقافة، واللواء مجدي حجازي، محافظ أسوان، وتستمر فعالياته لمدة 4 أيام في قصر ثقافة أسوان، بمشاركة 100 باحث وفنان من 20 دولة إفريقية.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر