«الطنبورة» تعزف ألبومها الجديد على أوتار الزمن

“يا عازف الأوتار قسم لي من الأول، هحكيلك الأخبار والقصة من الأول، عن ناس محبة وحلمها في غنوة حلوة تلمها، وأدينا من 30 سنة بنعاند التيار ونكمل المشوار”.
وسط عشرات المحبين الأوفياء، ممن قضوا ليلتهم بين الضحكات والرقص والتمايل على الأنغام التراثية، احتفلت الطنبورة بإطلاق ألبومهم “عازف الأوتار”، والذي يخرج للجمهور بالتزامن مع مرور 30 عاما على إنشاء الفرقة.

عائلة الطنبورة

في المسرح المكشوف لدار الأوبرا المصرية، اجتمعت عائلة الطنبورة – كما تصفهم الفرقة – لمشاركتهم الحدث المميز الذي حضرت له الفرقة على مدار عدة شهور، بخروج الألبوم السابع للطنبورة حاملا نفس النهج الذي عرفه الناس للفرقة البسيطة المتواضعة، وهو عدة أغاني توثيقية للتراث البورسعيدي والإسماعيلي غير المكتوب، والمتوارث عبر الأجيال، بالإضافة إلى أغنيتين جديدتين قام عازف السمسمية الأساسي بالفرقة محسن العشري بكتابتهم.
الأغنية الرئيسية للألبوم “عازف الأوتار” تحكي قصة حياة الطنبورة على مدار 30 سنة، منذ أن بدأ الريس زكريا – منشئ الفرقة – الخطى الأولى لتوثيق التراث الثقافي الغنائي الخاص بهم عام 1989 وصولا إلى الوقت الحالي؛ وسط التغير الطارئ على المجتمع والذي أثر على أذواقه العامة وتعاملاته الإنسانية.

الريس زكريا

كتب ولحن الريس زكريا الأغنية بتتبع سلسلة التوثيقات التي تقوم بها الطنبورة، مع توثيق تغير المجتمع وسماته عبر الثلاث عقود الأخيرة.
وقال الريس زكريا لـ”ولاد البلد”، إن الأغاني المسجلة في الألبوم تغنيها الفرقة بانتظام في حفلاتهم الدورية، إلا أنها لم يتم تسجيلها ولا توثيقها قبل الألبوم، إضافة إلى “جزء من الأغاني إصدارات جديدة مثل أغنية زمنك الجميل التي قام بكتابتها وتلحينها محسن العشري”.
وقال محسن إن الطنبورة تسعى باستمرار على الحفاظ على النهج الذي بدأته واستمرت عليه لسنوات، وهو إعادة إحياء الأغاني التراثية التي على وشك النسيان، على مدار 30 عاما اشتملت الفرقة على أكثر من 100 عضو، توفى الله بعضهم و لم يستمر الآخر ووصل العدد الحالي إلى 15 عضوًا.

روح الأغاني القديمة

وأضاف “حتى الأغاني الجديدة اللي بنعملها فيها روح الأغاني القديمة من عزف السمسمية والإيقاع السريع.. واستحضار البيئة المحيطة بينا، بنفصل القماشة الجديدة على تراثنا.. بحيث تكون ماشية على النهج اللي ماشيين عليه”.
على الرغم من اختلاف الفن الرائج تجاريا في السنوات الأخيرة.. إلا أن ذلك لم يؤثر على فئة الجمهور المستمعين للطنبورة والمتابعين لهم.. مما جعلهم يستحقون لقب أسرة الطنبورة.
“الجمهور دول هما اللي بيدونا الروح إننا نكمل برغم كل حاجة بتحصل”.. قالها العشري مبتسما. قبل أن يضيف “ومساحة جمهور المتابعين في تزايد مستمر.. الناس اللي بتيجي من اختلاف الأعمار والخلفيات وبيجوا بانتظام”.
واتفق معه مرسي، أحد أعضاء الفرقة.. قائلا: “آه تلات أرباع الجمهور بيسمع الفن الشعبي الرائج زي أوكا وأورتيجا.. لكن الربع الأساسي الثابت غير المتغير بيسمعنا وعنده ولاء لينا على مدار 30 سنة”.

أصول الغناء والسمسية

شارك في الحفل ثلاثة من طلاب مدرسة الطنبورة البورسعيدية، الذين تعلموا فيها أصول الغناء والسمسمية.. إضافة إلى الإيقاع والرقص، اشترك أصغر طالب عزف سمسمية ذو السبع سنوات مع الفرقة على المسرح ليقود عزفه على السمسمية غنائهم لأغنية “يا لالالي”.. إضافة إلى عضوين أساسيين في الغناء انضموا إلى الفرقة بشكل دائم.
يتولى العشري تدريب الطلاب في مدرسة الطنبورة على مختلف الفنون المُمارسة من قبل الفرقة.. وبحسب العشري يتم تسكين كل شخص بقدر موهبته وفنه.. تدرس مدرسة الطنبورة فنون التراث البوسعيدي لحوالي 18 طالبا حاليا من مختلف الأعمار.. من 8 سنوات حتى 25 سنة.
“المدرسة خرجت جيل عملت فرقة اسمها صحبة.. وحاليا بتوثق التراث برضه بس بطريقة حديثة وشبابية” أضاف العشري.. موضحًا “أنا قضيت عمري كله بعزف سمسمية.. وبقيت من نظرة أعرف اللي قدامي موهبته إيه وممكن يطلع منه إيه.. ومن خبرتي دي بقرر كل شخص هيتعلم إيه تحديدا والمدة الزمنية اللي بيحتاجها”.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر