“الشمندر” فنان تشكيلي رأى العالم عبر لوحاته الفنية

“الشمندر” شخصية خيالية لرسام تشكيلي، استطاع صانعها خالد الخميسي، إلى تحويلها من خلال عناصر حياتية مختلفة رصدها في صفحات روايته، إلى إنسان تختلف الأقاويل عليه بعد قارئتهم للرواية.

قال عنه  داود عبد السيد والذي أضفى على الشخصية طابعًا أسطوريًا بإنها شخصية ظهرت واختفت فجأة له، وهو لا زال ينتظر حضوره، فعندما يأتي سوف يكتب ويخرج فيلم عن حياته، أما حفيدة سلفادور دالي “الرسام الإسباني”، عندما قرأت الرواية قالت “التهمت بسيرة شهاب الشمندر وأنتظر في كل صفحة أن يكبر اسمه، ووجدته قد رأي في وجه أحد الغواصين جدي سلفادور دالي ولكنه لم يذكر ولو بكلمة شيئًا عن برشلونة”.

أما منى سالمان، المذيعة، والتي أدارت حلقة النقاش عن رواية “الشمندر” لخالد الخميسي، مساء أمس، بحضور عماد أبو غازي وزير الثقافة الأسبق والفنان جورج بهجوري والدكتور صلاح فضل والفنان محمد عبلة، والدكتور أنور مغيث، أوضحت أنها مستفزة من هذا الرجل الذي تجتمع عليه حلقة النقاش، وأنها تتخذ موقف غريب تجاهه بعد قراءتها للرواية.

وأوصى شهاب الشمندر، بطل روايتنا، أن يعرف الناس عليه من خلال فنانين كبيرين قد يجعلان الحضور يحبون شهاب الشمندر، وهما الفنانة سلوى محمد علي، والفنان مفيد عاشور، مع موسيقى العود لمحمد حافظ، قارئين بعض أجزاء من الرواية.

 

خالد والشمندر

يعرف خالد الخميسي، شهاب الشمندر بأنه  فنان تشكيلي عاش لمدة 60 عامًا ولد عام 1958 وتوفي عام 2018، انتمى لطبقة متوسطة قاهرية، التحق بمدرسة أجنبية بوسط البلد، عاش مع ناس مختلفة سافر إلى دول كثيرة، دخل في علاقات غرامية وعاطفية متعددة، ورسم مئات ومئات من اللوحات، في كل فصل من الرواية لوحة، وفي كل لوحة حكاية وتضافرت رسوماته مع الحكايات والرسوم والزخارف، مشيرًا إلى أنه مر عامين على كتابة الرواية.

اختار شهاب أن يكون فنانًا تشكيليًا في سن مبكرة، وهو الأمر الذي ربطه بأصدقائه الثلاثة في المدرسة، فقد اختاروا أن يكونوا رسامين منذ صغرهم، وتعاملوا مع أصدقائهم ومعلمي المدرسة، كأنهم شخصيات تُرسم.

“في الراوية: كل فصل داخل الرواية يتضمن بورتريه عن مشاهد مختلفة، كمشهد من القاهرة مشهد الحياة ومشهد في حياة الشخصية”.. هكذا توضح منى سالمان، في سؤالها عن الفترة الزمنية التي عاصرها شهاب الشمندر، وهي السبعينات والتي قد تكن لها احتمالية ذات تأثير على شخصيتها، في حين أن خالد الخميسي، أوضح أن ما يهمه هو أمر الفنان التشكيلي وسلوكياته وأفعاله.

في الرواية: هناك شخصيات لم ترسم كشخصية لها تاريخ، ترسم كقطعة من مشهد أو لمحة من مشهد، فيوضح الخميسي أن حياتنا في حد ذاتها عدد من المشاهد المتتالية، وفي كل لوحة مرسومة داخل الرؤية لحظة من حياة شهاب وعالمه، والذي يتضمن بيته في المنيرة مع جدته بستان، ووالدته وخال والدته وأصدقاء المدرسة والجامعة، وهما جميعًا عالم الشمندر الذي استمر معه في الرواية.

 

 

الشمندر والمرأة

علاقة الشمندر مع المرأة قد تكون هي النقطة التي استفزت مني سالمان، وترى أنها قد تواجه اختلافًا كثيرًا خاصة من النساء، فهو شخصية متعددة العلاقات، فمثلًا يخون زوجته، وعندما يكون هناك ثمرة يرفض الاعتراف بها.

“هذا هو هو رجل”.. الخميسي لم يدافع أو يؤيد، لكنه يوضح أن كل شخصية طبيعية تتسم بمواصفات نفسية ومرتبطة بميراثها الجيني، فيقول: “شهاب لم يكن عنده عمق في تعامله من المرأة، فهو تعامل مع العالم كله باعتباره مشروعات لوحات، نماذج في حاجة للرسم، فشهاب لا يرى الدنيا سوى من خلال الرسم والأجساد التي توضع على الورق”.

وعن رده عن حبه أو كره لشهاب الشمندر، يوضح الخميسي أن لديه شعور تعاطف مع جميع البشر، لأنهم نتائج مجموعة كبيرة من العوامل النفسية والوراثية والاجتماعية والاقتصادية، فهو يحب كل الشخصيات التي يكتب عنهم لأنه يجد مبررات منطقية جدًا لسلوكيات كل إنسان.

أما عن حالة التقمص التي يعشها الكاتب في الراوية، فعندما يكتب عن شخصيات مختلفة، يرى الخميسي أنه ليس من الصعب على أي كاتب أو راوي التقمص، وأن يكتب بصوت الشخصية، ولكن المشكلة في المدى الزمني، في التوقف ثم العودة للتقمص مرة أخرى.

 

خالد والطبقات

شرط رئيسي لكل كاتب القدرة على الانفتاح  على الآخرين، والاستماع لحكاياتهم في الحياة، وهنا كانت مدخل خالد الخميسي في رواية التاكسي، فيقول “لم أختلف مع سماعي لحكايات التاكسي، أنا ابن عائلة مهمومة بالقضايا الاجتماعية من وقت ما ولدت بالفقر والجهل، وحالة عدم العدالة الاجتماعية العنيف، فما استمعت إليه لم يعدل مسار همي ولكن عمقه”.

لم يهتم خالد الخميسي بطبقة بعينها، فسائقي التاكسي عندما كانوا في وضع مالي مزري، وكانوا طبقة كادحة، أما في سفينة نوح كان في شرائح اجتماعية مختلفة طالبة من الطبقة المتوسطة إلى الأغنياء إلى فقراء، فهو يتحرك وسط الشرائح الاجتماعية.

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر