أين توجد أقدم ساعة في العالم؟

تعد الساعة الحجرية في منطقة نبته بلايا شمال غرب أبوسمبل، أقدم ساعة في العالم ، إذ يرجع تاريخها إلى 7 آلاف سنة قبل الميلاد، وتتفوق في قدمها عن ساعة  “ستونهنج” الموجودة غرب إنجلترا، والتي يرجع تاريخها إلى آواخر العصر الحجري وأوائل عصر البرونز (3000 – 1000 ق.م)، ومع ذلك يزورها نحو مليون سائح سنويا في إنجلترا.
يقول الدكتور أحمد صالح، مدير عام آثار أسوان، إن منطقة نبته بلايا التي تقع على مسافة 100 كم شمال غرب أبوسمبل من أهم وأقدم المواقع الأثرية في مصر، ويرجع تاريخها إلى العصر الحجري الحديث، كما عثرت البعثات الأثرية على رؤوس للأبقار، حيث كانت هذه المنطقة مأهولة بالسكان قبل أن تقل الأمطار بها ويهجرها الإنسان.
أقدم ساعة في العالم

الاتجاهات الأربعة

وأوضح صالح أن ساعة نبته بلايا عبارة عن دائرة حجرية لها أبواب ومداخل توضح الاتجاهات الأربعة الشرق والغرب والشمال والجنوب، ويوجد داخل الدائرة 6 أحجار متوازية كأنها تعبر عن كوكب أوريون، وتوضح هذه الساعة موعد الانقلاب الصيفي الذي يتواكب مع نزول المطر في 18 يونيو من كل عام، حيث يوجد بجوار هذه الدائرة حوض لتجميع المياه، لتستخدم فيما بعد في الأغراض المعيشية.

قيمة تاريخية

وأشار مدير عام آثار أسوان إلى أن هذه الساعة الحجرية كانت موجودة في منطقة صحراوية بعيدة شمال غرب أبوسمبل، وخوفا عليها من العبث والسرقة تم نقلها مؤخرا إلى متحف النوبة بمدينة أسوان للحفاظ عليها من التكسير أو الضياع.
وأضاف أن منطقة نبته لها قيمة تاريخية كبيرة، لاكتشاف البعثات الأثرية دفنات بيوت تحت الأرض بها، إذ كانت هذه البيوت منظمة ومقامة على شكل شوارع، مما يؤكد أن القدماء المصريين عرفوا تخطيط المنازل منذ العصر الحجري الحديث.

بداية الحضارة

يقول الأثري أسامة عامر، مفتش آثار بأسوان، إن الحضارة المصرية نتاج عدة حضارات بدائية سبقتها بآلاف السنين، ويعتبر موقع نبتة بلايا الذي يقع غرب مدينة أبوسمبل هو أحد أهم المواقع الدالة على بدايات الحضارة المصرية.
وأضاف أن هذا الموقع هو نتاج مجتمع حضري متقدم؛ نشأ منذ حوالي 11 ألف سنة، إذ تم اكتشاف هذا الموقع لأول مرة عام 1974 على يد مجموعة من علماء جامعة ساوثرن ميثوديست بولاية تكساس، تحت قيادة واحد من أهم علماء الأنثربولوجي وما قبل التاريخ بروفيسور فريد وندورف.

الانقلاب الصيفي

وأوضح أن الدائرة الحجرية التي عثر عليها في موقع نبتة بلايا تعتبر من أهم الهياكل بالموقع، إذ يعود تاريخها إلى ما لا يقل عن 7000 سنة قبل الميلاد، حيث صممت كتقويم لسكان تلك الحضارة، كما يعتقد أنها استخدمت للاحتفال بظواهر فلكية كبيرة مثل الانقلاب الصيفي، وكذلك ترتيب النجوم في السماء وتحديد الاتجاهات الأربع.
وقال عامر إن هذه الدائرة الحجرية يبلغ قطرها 4 أمتار، وتتكون من مجموعة من الأحجار العمودية، ويوجد في وسط الدائرة صفين من ثلاثة أحجار، ووضعت في شكل مرتب ودقيق.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر