«والت ديزني».. فأر يؤسس أكبر شركة للرسوم المتحركة في هوليوود
مرت أيام على ذكرى وفاة والتر إلياس الشهير بـ”والت” ديزني، صاحب أكبر شركات الإنتاج شهرة في مجال الرسوم المتحركة للأطفال في هوليوود، مثل ميكي ماوس وبطوط، كما أنشأ ملاهي ديزني لاند.
استحوذت شركته “والت ديزني” على النصيب الأكبر من شركة “فوكس”، أحد أكبر شركات الإنتاج العالمي، ليعيد ديزني تشكيل العالم الفني من جديد بعد مرته الأولى في صناعة أفلام الكرتون.
ولد ديزني في أسرة بسيطة في شيكاغو، وكانت طفولته لبضع سنوات مثالية كما وصفها، ولكن سرعان ما حل بالعائلة ضائقة مالية اضطرته وأخواته للعمل في توزيع الصحف في عمر السابعة بجانب دراسته. عرفه أحد أصدقاء المدرسة على العالم الفنون الساحر بما فيه من استعراض مسرحي وصور متحركة، الأمر الذي فتح أبواب الانبهار للطفل الصغير لما فيه من فن.
التحق بفصول دراسة الفنون في شيكاغو أثناء دراسته الثانوية، وعمل كرسام كاريكاتير في صحيفة البلدة المحلية، وكانت هذه أولى خطاه في عالم الرسوم.
نوادر ديزني
“إذا كنت تستطيع أن تحلم به، فإنك تستطيع أن تحققه”.. كانت تلك المقولة التي لطالما رددها شعاره العامل به في الحياة. فبعد أن عمل لعامين في شركة للدعاية، قرر فتح شركته الخاصة مع صديق له في إنتاج أفلام كارتون قصيرة مأخوذة من القصص الأكثر شهرة مثل “سندريلا”، وكان ديزني من يقوم برسم “كادرات” الأفلام المتحركة.
“كل الأحلام من الممكن أن تتحقق، لو عندك الشجاعة لتتبعها”.. بدأت رسومات ديزني بالانتشار والشهرة وسرعان ما توسعت شركته لتضم عددا من المصممين العاملين، وكان أشهر ما انتجته الفيلم الذي غير التاريخ “أليس في بلاد العجائب”، والذي جمع للمرة الأولى ما بين الواقع والخيال والشخصيات الحقيقية والمستوحاة من الإبداع.
سرعان ما أغلق ديزني الشركة راحلا إلى لوس أنجلوس مع كل ما يملك مبلغ صغير من المال، وفيلم كبير في العبقرية والإبداع.
“إنه من الممتع القيام بما هو مستحيل”.. حط ديزني رحاله في مدينة العالم للأفلام، والتقى بمارجريتوينكلر، المنتجة التي أبدت إعجابها بفيلمه “أليس في بلاد العجائب” ووافقت على تمويل مشروع ديزني الجديد، على أن يكون جامع ما بين الواقع والخيال كما السابق، ومن هنا بدأ ديزني مسلسل من حلقات “أليس في البحر” الذي كان يرسم شخصياته الخيالية.
ديزني وميكي
“أحب ميكي ماوس أكثر من أي امرأة قابلتها على الاطلاق”.. قالها ديزني بكل العرفان لما حمله “ميكي” من تأثير على حياته. قام ديزني بتصميم الفأر المحبوب بشوش الوجهة للمرة الأولى عام 1928. حكى ديزني عن قصة اختراع ديزني قائلا: إن “شخصية الفأر الضحوك باغتته وهو في إحدى رحلات السفر من مانهاتن إلى هوليوود، أنارت شخصية ميكي في رأسي حينما كانت أحوال العمل في أسوأها وكنت أرى الكارثة تنتظرني ليس ببعيد”.
كان أول لقاء لـ”ميكي” بالجمهور في فيلم صامت كباقي إصدارات ديزني المتزامنة له، ومن ثم بدأت الأفلام أن تكون صوتية وأدى صوته والت ديزني بنفسه.
حقق “ميكي ماوس” نجاح باهر لم يراه ديزني من قبل وأصبح حديث العالم، ووصل الأمر إلى أن أثنى عليه الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت، روزفلت، حتى كافئة عصبة الأمم ديزني بإعلان “ميكي ماوس” رمزا دوليا للنوايا الحسنة.
ذكر ديزني في حديث له أن سر نجاح ميكي وضحك الجمهور عليه لكونه “إنسان إلى أقصى حد، وهذه سر شعبيته”.
الأقزام السبعة
حينما قرر ديزني أن يستمر في مجال الأفلام الكرتونية الطويلة، كان فيلم “بياض الثلج والأقزام السبعة” أول من تحمس له، وبقدر ما وجد المحيطين به جنون أن يستثمر ديزني كل ما يملك من أموال لإنتاج فيلم جديد، إلا إنه استمر فيه حتى نفذ منه كل الأموال واضطر للاقتراض.
ولكن مع أول عرض للفيلم في السينما عام 1937، لاقى نجاحا أكبر وأعظم من الذي لاقاه ميكي ماوس، وحقق للمرة الأولى مبلغ 8 ملايين دولار ليسجل كونه الفيلم الأكثر نجاحا على شباك التذاكر.
في عام 1940 وبعد أن بنى ديزني إمبراطورية أفلامه المتحركة التي ضمت “بطوط” و”جوفي” والعديد من الشخصيات المحورية في تاريخ فن الكارتون، أراد أن يبني مدينة ترفيهية للعاملين وعائلاتهم، بمرور الوقت أصبحت تلك المدينة المتواضعة، ديزني لاند العملاقة. وبرغم ما كانت الفكرة تبدو محملة بالجنون، استمر ديزني فيها حتى أنه قال عنها “إنها مصنوعة من الحب وليس فقط من المال، على الرغم من أن كل من قابلتهم آمنوا أنها كارثة مالية ستغلق بعد سنة واحدة من انشائها”.
رحل جسد ديزني بمرض سرطان الرئة في عام 1966، وبقيت ذكراه في كل ضحكة ترسمها إحدى شخصياته على وجه كل من يراها حتى اليوم.