حوار| مديرة مركز الدراسات السكندري: على الجهات الحكومية الثقافية تبني نشاط المعهد السويدي بعد إغلاقه

ترجمة: مايكل عياد

في سبيل توثيق تراث الإسكندرية، نشأ مركز الدراسات السكندري، ليعمل في مجالات عدة، منها الحفائر والتنقيب وإصدار الكتب التاريخية. إلى جانب التعاون مع الجهات الحكومية وغير الحكومية، بغية تنظيم فعاليات تمس تراث الإسكندرية الخالد.

“ولاد البلد” التقى الدكتورة ماري دومنيك نينا، مديرة مركز الدراسات السكندرية، والتي تولت المنصب منذ 3 سنوات. تقول: إن مهمة المركز هي توثيق تاريخ الإسكندرية. وقد أجرينا العديد من حفائر الإنقاذ، في الفترة ما بين عام 1992 إلى 2002، ومن بعدها اتجه المركز إلى العمل بضواحي الإسكندرية منذ عام 2002 حتى وقتنا هذا.

الدكتورة ماري دومينك، كان لديها الكثير لتحكيه عن مركز الدراسات السكندري التي تصفه “صون لتراث الإسكندرية”، إلى نص الحوار:

متى نشأ المركز؟ وما هي مهامه الرئيسة؟

نشأ مركز الدراسات السكندري في عام 1990 على يد العالم “جو أيفر”، والذي أتى إلى الإسكندرية مع مجموعة من الباحثين الدارسين للأدب الكلاسيكي وعلم المصريات. أو الأدب الكلاسيكي عن الحضارة اليونانية الرومانية. وكان يعمل حينها عضو في الهيئة العلمية والسكرتير العام لمدرسة الآثار في أثينا. وهي مدرسة فرنساوية “أولك فرنسيس”.

كان جو أيفر في زيارة إلى الإسكندرية. فقرر إنشاء المركز ليكون مهتم بكل ما هو مختص بالدراسات السكندرية، على مر تاريخها الممتد على مدار ألفين و400 عام.

وهناك نوع آخر من العمل، وهو أرشيف الإسكندرية، كعلم الإيقونات والنقوش والكروت البريدية واللوحات الفنية المرسومة. التي قامت بها شخصيات من الإسكندرية. أو الأرشيفات العائلية للعائلات الكبيرة، التي كانت تعيش وما زالت هنا. والأرشيفات التي تتملكها بعض المؤسسات هنا بالإسكندرية، وهم في صورة ورقية وهي تمثل مادة لكتابة التاريخ.

ما هي مجالات العمل بالمركز وأقسامه؟

مركز الدراسات السكندري يعمل به 10 أجانب و56 مصريًا، ويحتوي على العديد من الأقسام. بعضها المتصل بعلم الآثار والحفائر، وفي هذا الإطار لدينا علماء آثار في الفريق. بالإضافة إلى متخصصي علم الفخار القديم المهتمين بدراسته. كما لدينا مساحين يعملون فى قسم المساحة، الذين يساعدون في رسم خرائط لموقع العمل، ودراسة المدينة عبر الخرائط.

لدينا أيضًا رسامين أثرين يقومون برسم الموروثات الأثرية. إضافة إلى فريق الترميم، ومتخصصين في النشر والطباعة القائمين على كتابة الكتب الإلكترونية قبل طباعتها.

يحتوي المركز كذلك على العديد من الكتب والوثائق والأرشيف وقسم التصوير وفريق إداري. وقسم المطبخ وقسم الإشراف يقومون بمهام النظافة في المبنى، وبعض الشقق السكنية لاستضافة الزائرين والباحثين.

حدثيني عن أهم الأبحاث الموجودة في المركز؟

بما أننا نعمل فى مجال وعلم الآثار على اليابسة والبحر، قمنا بتوثيق لموقع الحفائر الواقع عند سفح قلعة قايتباي والذي يمتد على مساحة 1 ونصف هكتر. ويحتوي على أكثر من 3 آلاف و500 قطعة آثارية ما بين المنحوتات والأجزاء المعمارية.

قمنا بتأليف كتاب عن الماء في الإسكندرية يسمى “من النيل إلى الإسكندرية”. وهو يعطي فكرة كيف كان امتدت المياه لتصل إلى المدينة في القديم وحتى يومنا هذا.

توثيق الإسكندرية القديمة والعصور الوسطي من القرن السابع الميلادي حتى القرن الثالث عشر ومن 1570. عندما احتل الأتراك مصر بدأنا ندرس مرحلة الإسكندرية العثمانية، والتي استمرت حتى مرحلة محمد على. الإسكندرية العثمانية تم دراستها من خلال القلاع والحصون ونظام تغذية المدينة بالمياه.

كما نتحدث عن الإسكندرية بين القرن 19 والـ20. حيث يمكن رؤيتها عبر الوثائق والكتابات، والتي أحدهم والأهم هي الصحافة الفرانكفونية، فأكثر من 700 جريدة مكتوبة باللغة الفرنسية. منذ حملة نابليون بونابرت حتى عام 1960 تم توثيقهم.

وفي إطار الصحافة الأجنبية نسعى لتوثيق أعمال الفنانين، الذين عاشوا في الإسكندرية في القرن الـ20 خصوصا الكُتاب. فقد أصدرنا كتاب كتبه أحد السكندريين الذين هاجروا إلي كندا في الستينات. لأننا قررنا أن تلك المذكرات لا يجب إغفالها.

ما الهدف من تنظيم فعاليات أسبوع التراث السكندري كل عام؟

نحن مؤسسة حكومية فرنسية تعمل تحت إدارة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي فى فرنسا. وأيضَا جزء مهم الخروج والوصول إلى جمهورنا العريض. ولذلك منذ 9 أعوام حتى اليوم نقوم بتنظيم احتفالية أيام التراث السكندري.

هو حدث فريد من نوعه وهو أحدي أشكال مشاركتنا في المجتمع السكندري. كاحتفالية العلوم التي تقام في المكتبة الإسكندرية في إبريل ويوم الآثار الذي ينظم في يوليو

هذا الحدث أكبر وأسع خاصة أنه منفتح أكثر أمام الفنانين السكندريين وأيضُا الباحثين. لذلك نري أيام التراث السكندري يكمن أهميته في زيادة عدد المشاركين في كل عام عن الذي يسبقه. فبلغ عدد المشاركين العام الماضي حولي 5 آلاف فرد في الفعاليات بمختلف الأنشطة سواء مسرحيات أو عرض فنية أو جولات ومحاضرات.

ما هى الجهات التي تتعاونون معها؟

مركز الدراسات السكندري يتعاون مع وزارة الآثار المصرية. وهي الجهة التى تعطي تصريح بالعمل فى الجهات المختلفة ونمدهم بتقارير العمل. فمثلًا منحتنا مكان لتخزين كل المواد الأثرية التي أكتشفها المركز خلال الحفائر والتى قمنا بترميمها.

جامعة الإسكندرية نعمل مع أساتذة من الجامعة وعليه نقوم حاليا بعمل “كتالوج” بالمواد الأثرية التي يحتويها متحف كلية الآداب. وهذا الكتالوج سيكون باللغة العربية والانجليزية لأنهم من المهم تراجمه المفردات بلغات مختلفة. كما أننا طرف في مشروع أوربي يسمي “أرسنوس”.

وزارة الثقافة لدينا معهم تعاون جديد متمثل في متحف الفنون الجميلة. كما نتعاون مع كل المركز الثقافية مثل المعهد الفرنسي بمصر معهد جوته الألماني والمعهد السويدي. نتجمع جميعًا في احتفالية أسبوع التراث السكندري.

كما لدينا شركاء على الجانب الفرنسي هي جهات تعمل في مصر كالمعهد الفرنسي للدراسات الشرقية في القاهرة بالمنيرة. ويمكن نعتبرها أم البعثات الفرنسية فى مصر. حيث إنها مؤسسة كبيرة وهي من تقود البحث العلمي في مصر. كما لدينا المركز المصري الفرنسي لدراسة معابد الكرنك كما لدينا مركزًا فرنسي يهتم بالتاريخ الحديث في مصر.

خارج مصر لدينا أيضًا شاركه مع مؤسسات تعمل بعلم الآثار. فالإسكندرية تثير انتباه الجميع فهى مدينة جميلة والحياة فيها مثيرة في العديد من الجوانب على مر التاريخ.

ذكرتي أن من ضمن المشاركين للمركز المعهد السويدي.. فماذا بعد إغلاقه؟

نشعر بالأسف بشدة لقرار إغلاق المركز الثقافي السويدي وإيقاف نشاطاته. خاصة وأن لدينا نشاطات عديدة معه خلال عامين ماضين في يوم التراث العالمي، رغم عملنا بشكل جد معه إلا أننا لا نملك تثنيهم عن قرارهم.

هل من الممكن أن ينبني المركز نشاطاته الثقافية بالإسكندرية فيما بعد؟

الأمر مختلف لأنه يوجد ثلاثة أنوع من المعاهد والمؤسسات الأجنبية. فلدينا مراكز ثقافية كالمعهد الفرنسي بمصر ومعهد جوته ومعهد الثقافة الإسباني. وهي معاهد تعلمك اللغة وتاريخ هذه البلاد، ومركز الثقافة السويدي يختلف فهو مقر للدبلوماسيين ويقدم أنشطة ثقافية ونحن لسنا دبلوماسيين بل مجموعة من البحث العلمي.

برأيك.. ما هي الجهة المنوطة بتبني دور المعهد؟

هذا الدور من المفترض أن يقوم به باقية المركز الثقافية بالإسكندرية والمراكز الثقافية المصرية ومكتبة الإسكندرية. كما يوجد جمعية الآثار أحدي مؤسسات المجتمع المدني. فجميعًا عليهم التفكير في كيف نستكمل عمل المعهد السويدي.

كيف ترى دور الإعلام المحلي بالنسبة لعملك خاصة والإسكندرية عامة؟

من المهم جد لنا أن ننفتح على الجمهور وأن نريهم نتائج أبحاثنا أيام التراث السكندري تعد امتداد للقسم الموجود الذي أنشئ في المركز القطاع التربوي. الذي أنشئ عام 2002 يعمل طول العام مع الصغار من الجمهور المدارس الدولية والفرنسية والحكومية أيضًا. كما يعمل أيضا مع طلبة الجامعة على توعية الجمهور بأهمية التراث السكندري، دوركم إبلاغ الجمهور وتعريفهم وتوصيل تلك المعلومات لكي نصل إلي أكبر عدد من الجمهور.

كيف ترين مشاركتكم مع مؤسستنا هذا العام؟

هذا العام سعداء للتعاون مع مؤسسة ولاد البلد، وذلك من خلال عرضهم للأنشطة التى نعدها. خاصة من تغطيتهم قبل وأثناء الفعاليات التي ستجري في أسبوع التراث السكندري. وأتمنى أن يكون البرنامج مثمر لنا وللإسكندرية، وأن برنامج الفعالية يصل إلي عدد أكبر من السكندريين من خلال المواد التى ستنشر عبر موقع “ولاد البلد“.

اقرأ أيضا:

حصري| قنصل عام فرنسا: هناك قصة حب بين الفرنسيين والإسكندرية

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر