“مركز ألوان” يجذب فراشات المنيا ويؤسس أول مدرسة باليه في الصعيد
تصوير – أحمد دريم
على موسيقى هادئة تتحرك الفراشات في خفة ومرح، كما النسيم إذا داعب الزهور.
نحن الآن في أول مدرسة لتعليم البالية، بمركز “ألوان” ومقره المنيا، عروس الصعيد، والمدرسة تجربة شبابية فريدة، قائمة على الجهود الذاتية.
الفراشات هن طفلات تباينت أعمارهن واتفقت حركاتهن، كان يجب أن تتفق حركاتهن على أنغام الموسيقى، في غرفة تسع الزهرات اللواتي يتعلمن فن البالية، أحيطت جدرانها بمرايات.
“نفسي أكون لاعبة بالية مشهورة وأعمل عروض على مسارح” هكذا تقول نردين ماجد، 16 سنة، واحدة من المتدربات، كانت تمارس لعبة “زومبا” بالمركز إلى أن عرضت عليها المدربة تغيير نشاطها إلى البالية، بعد أن لاحظت رشاقتها.
بضحكة برئية تخطف الأنظار وبصوتها المرح تقول حلا خالد، 10 سنوات، “بحب البالية من وأنا صغيرة كنت بألعب من غير ما أعرف اسمها كنت بقلدها وأقف على صوابع رجلي، ماما كانت عرفت من أختي أن فى مدرسة باليه قدمتلي علطول”.
على ناصية غرفة التدريب تقف لتلتقط صورًا لطفلتها أثناء تدربيها الباليه، الدكتورة رانيا ندي، طبية، والدة المتدربة كارول وسيم، صاحبة الـ9 أعوام، تقول “التحقت ابنتي بمركز ألوان منذ افتتاحه وكان هناك نشاطات عديدة بين الرسم والموسيقي، إلا أن افتتح المركز مدرسة الباليه فانضمت كارول للدفعة الأولي، مشيرة إلي أنها لاحظت تغيرًا كبيرًا على ابنتها، التي أصبحت أكثر رشاقة، كما أن الباليه ساعدها على إخراج طاقات إيجابية وضحت في تفوقها الدراسي”.
وترى ندى أن افتتاح مدرسة باليه في الصعيد فكرة مميزة، وحازت على إعجاب الكثيرين، خاصة أن المدربين على قدر عال من الكفاءة والتعاون، كما أن وجود الفكرة في الصعيد، يخلق جيل متزن نفسيا على دراية بالفن خاصة أن الباليه فن راق قائم على الموسيقى والحركات الهادئة.
الدكتورة نهى محمد، ولي أمر الطفلة سارة، 7 أعوام، تقول إنها “كانت تلاحظ حب طفلتها لفن الباليه، فقد كانت تقلد ما تشاهده في التليفزيون من حركات الباليه، ما دفعها إلى إلحاقها بمدرسة الباليه فور افتتاحها”، مشيرة إلى أن الفكرة مميزة خاصة بعد أن لاحظت تغير طريقة ابنتها في المشي والحركة وأيضا أسلوب الكلام والتعامل الذي اتسم بالهدوء.
تتمنى نهى أن تستمر الفكرة وأن تدعمها وزارة الثقافة، وكذا توسيع المكان وزيادة عدد المتدربين.
بعد انتهاء التدريب تحدثنا مع الدكتورة فاتن زيدان عباس، معيدة بكلية التربية الرياضية، مدربة بالية بالمدرسة، تقو إنها بدأت تدريب نحو 30 طفلًا في بداية الافتتاح، إلا أن العدد زاد كثيرًا، وأصبحت المدرسة تضم 3 مدريبن، أصبحت هي مشرفة عليهم.
توضح أن طريقة تدريب للأطفال يبدأ بشرح معنى الباليه لتهيئهم للتمرين، وبعدها البدء بمستويات تعليمية، وهي 10 مستويات تعد نقطة بداية، وقد تم الوصول بأول مجموعة تدريب إلى المستوى الرابع.
تبلغ مدة التدريب ساعة ونصف الساعة لكل مجموعة، ولا يقتصر دور المدرب على التدريب فقط، بل المتابعة أيضًا، من خلال استمارة لكل طالب، لتدوين جميع التدريبات والتأكيد على أولياء الأمور على مراجعه ذلك مع أطفالهم، بالإضافة إلى التوصية باتباع نظام غذائي معين، واختيار أنواع معينة من الموسيقى للأطفال لسماعها.
تشير أية مصطفي، 22سنه، مدربة باليه، خريجة كلية تربية رياضية، إلى أن انتقادات المجتمع أولى الصعوبات التي واجهت الفكرة، والذي يعتبره العديد “رقص”، ولكن سرعان ما تغير الأمر وازداد الإقبال على التدريب.
يعرف ماركو عادل، مؤسس مجموعة ألوان، 28عاما، “ألوان” مجموعة مكونة من 8 شباب خريجين كليات مختلفة يملكون مواهب عديدة كالرسم والتصوير والتمثيل قرروا في عام 2014 ممارسة أنشطة حرة كالنزل فى الشوارع ورسم الأسوار وعمل معارض فن تشكيلي واكتشاف مواهب من القرى، ليقرروا بعد ذلك افتتاح مركز فني ثقافي بالجهود الذاتية دون مساعدة من أحد، هدفهم نشر الفن وخلق مناخ جديد للنشء، وإتاحة الفرصة في الصعيد وعدم فرضية السفر إلى القاهرة لممارسة الفنون خاصة البالية.
يكمل: افتتح المكان بالفعل وضم تعليم جميع أنواع الفنون كالرسم والموسيقي، وفى عام 2015 افتتحت مدرسة البالية بعد إجراء استطلاع رأي أجمع على ترحيب أولياء الأمور بالفكرة، مع تجاهل انتقادات من قبل بعض أفراد المجتمع للفكرة، وتم توفير مدربين متخصصين في هذا المجال وتطور من أنفسهم أيضا من خلال التمرين على أحدث التطورات بمجال البالية، مشيرا إلي أن مجموعة البالية بدأت بحوالي 30طفل إلي أن أصبح العدد الآن 150طفل.
يضيف أن التدريب على البالية قائم طول السنة وهم الآن في مراحل التأسيس والتدريب ليتجهوا بعد ذلك لمرحلة العروض فريبا، وذلك بالتعاون مع معهد البالية بالقاهرة، كما أن المركز سيبدأ في عمل تعاون مع كبرى المدارس بالمحافظة لتبادل الخبرات والزيارات للتعريف بالمركز ونشر الفكرة بشكل أوسع.