لذلك قالوا: “الذوق مخرجش من مصر”
هل سمعت من قبل المثل القائل “الذوق مخرجش من مصر”؟، هل تعرف قصته؟ الإجابة تجدها على أعتاب بوابة الفتوح، أحد آثار القاهرة الفاطمية الباقية، والمدخل الرئيسي لشارع المعز.
عند بوابة الفتوح قبة خضراء صغيرة وهلال ذهبي اللون أعلاها، وقد غطاها غبار أيام طويلة، يغطيها غبار أيام طويلة، ومسطور على باب الضريح “ضريح العارف بالله سيدي الذوق“.
زوار هذا المكان يتندرون أحيانًا بجملة مجازية “الذوق مدفون هنا”، لكن أكثرهم لا يعرف السر وراء هذا الضريح.
تواصلنا عبر “فيسبوك” مع سامح الزهار، الباحث الأثري.
يقول: “في عصر الدولة المملوكية كان هناك رجل يدعى حسن الذوق، مغربي الأصل كان يعيش بالمحروسة.. وكان أحد تجار الحسين، كما كان من فتوات المحروسة بالمعنى الشعبي”.
عرف الذوق بحسن خلقه وصلاحه ورجاحة عقله، حتى اتخذه أهل المحروسة حكمًا بينهم.. يفصل في المشادات والمشاحنات بين الأهالي ويصلح بينهم.. ويحكم بالعدل بينهم، لما له من قوة ووقار، إلى جانب حب الناس.
يضيف الزهار: “ذات يوم نشب شجار عجز “الذوق” عن فضه والصلح بين المتخاصمين.. وكانت تلك المرة الأولى، التي يفشل في أداء مهمته في فض النزاع.. ووصل الأمر للحاكم العسكري الذي أمر بحبسهم في السجون العسكرية”.
بعد تلك الواقعة شعر “الذوق” بالحرج، وأحس أن مكانته تهاوت فقرر الخروج من مصر دون أن يحدد وجهته.
خرج “الذوق” من مصر حزينًا ولم يمر من بابا الفتوح حتى سقط مغشيًا عليه.. وهنا تجمهر الناس حوله، وكانت الفاجعة “لقد مات الذوق”، فقرروا دفنه مكان سقوطه، بحسب الزهار.
يتابع الزهار: تمر الليالي والأيام، وجاء من يشكك في صدق وفاة “الذوق” في مصر.. فكان يرد عليه الناس “الذوق مخرجش من مصر” لكن مات على أبوابها حزنًا وأسفًا.
على مر العصور تتردد المقولة هنا وهناك، إلى أن أصبحت مثلًا سائرًا يقال في حسن التعامل.. لذلك قالوا “الذوق مخرجش من مصر”.