“لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب”.. شهر رمضان والأمثال الشعبية
يحظى شهر رمضان المبارك بمنزلة خاصة في قلوب المسلمين، لذلك ارتبطت الأمثال الشعبية بسلوكيات المصريين خلال الشهر الكريم، وأيضًا استخدموا توقيتاته لضرب المثل على بعض السلوكيات والممارسات..”باب مصر” يفتح على الأمثال المرتبطة برمضان.
أمثلة
المرق والحلق والخرق
يقول الكاتب والباحث في التراث الشعبي الدكتور إبراهيم عبدالعليم، لكل شهر من العام ما يميزه سواء كان بسبب مناخ أو زراعة محصول أو مناسبة دينية، ويعتبر شهر رمضان أفضل الشهور لدى المصريين، حيث اتخذت السعادة الروحية طريقها إلى قلوبهم.
ويضيف، شهد هذا الشهر الكثير من الطقوس والعادات المصرية المميزة، وقسم المصريون شهر رمضان إلى ثلاثة أقسام، كل قسم 10 أيام “عشرة مرق، عشرة حلق، عشرة خرق”، ويقصد بذلك بأن أول عشرة أيام في شهر رمضان “المرق” وهي التي تكثر فيها الولائم والتفنن في طهي شتى أصناف الطعام المصرية، والتي غالبًا ما يستخدم فيها مرق اللحوم.
أما العشرة “الحلق” فهي التي تجهز وتصنع خلالها كل البيوت البسكويت والكعك “الكحك” المستدير الذي يشبه الحلق والذي يعد لتقديمه في عيد الفطر، وهو من العادات المتأصلة لدي المصريين، وأخيرًا العشرة “الخرق” والخرق هنا تشير إلى الملابس، حيث إن آخر عشرة أيام تستعد فيها كافة الأسر لشراء الملابس الجديدة استعدادا للعيد.
يخلط شعبان برمضان
يقال هذا المثل لمن يحاول خلط الأمور بقصد أو دون قصد، فكأنه يصوم شعبان ويتبعه بصيام رمضان فلا يشعر بالشهر الجليل.
إذا عشر دشر أو متى ما عشر دشر
يدل هذا المثل على سرعة انتهاء رمضان، فهو ضيف عزيز، وبمجرد أن يمر منه عشرة أيام يشعر المسلمين بأنه أوشك على الانتهاء، ومعنى “دشر” أي ترك.
شهر إن هلّ زَلّ
يتفق هذا المثل مع المثل السابق بأن شهر رمضان زائر خفيف ما أن يبدأ في الوصل حتى نشعر بأنه سرعان ما ينتهي.
اللى يتسحر مع العيال يصبح فاطر
يقال للحث على النظر للأمور بكثير من الجدية وعدم التهاون بعيدا عن ما يتسم به لعب الأطفال.
صامت يوم واتمخطرت للعيد
يضرب هذا المثل لمن لا ينهي عمله على أكمل وجه، لكنه يبادر للاحتفال وكأنه أكمله على ما يرام.
اللي ما يصوم ويصلي رزقه يولي
هذا المثل للدلالة على فضل الصيام والصلاة والتقرب من الله، فإن ذلك فيه زيادة الرزق والخير والبركة.
أمثال للدلالة عن بعض السلوكيات
هناك أيضا العديد من الأمثال الشعبية التي تناولت الصيام أو شهر رمضان لضرب المثل على بعض السلوكيات الخاطئة، أو للدلالة على سوء الحظ وقلة البخت، ومن تلك الأمثال وحسب كتاب الأمثال العامية لـ”أحمد تيمور” وما يتناوله المصريين في كلامهم اليومي كانت الأسماء التالية.
جيت أبيع الحنة كترت الأحزان ورحت أعمل مسحراتى قالوا خلص رمضان
يقال هذا المثل للدلالة على سوء الحظ، حيث يفكر الشخص في أمر ما، لكن لسوء الحظ لا يستطيع استكماله بل وتقف أمامه العراقيل.
يصوم يصوم ويفطر على بصله
بالطبع الصوم هنا هو الامتناع عن فعل شيء محبب وضروري لمدة طويلة، لكن بعد هذا الصوم والامتناع يكون الجزاء أقل ما يجب ومما هو منتظر، مثل من صام طويلاً وعند الإفطار الذي يفترض أن يكون شهيًا لم يجد غير بصلة للإفطار، وهي دلالة على الشئ الزهيد.
صلى وصام لأمر كان فإذا قضى الأمر لا صلى ولا صام
يشار به إلى من يؤدون الفروض الدينية لله عز وجل، لابتغاء قضاء بعض المطالب الدنيوية، وبعد أن تتحقق يرجع إلى ترك العبادة وأداء فروض الله.
اللي يكدب نهار الوقفة يسود وشه نهار العيد
يشار بهذا المثل على أن لكل بداية نهاية، وأن كل كذب لابد له بأن ينكشف سريعًا.
اللي اتسحر اتسحر واللي ما اتسحر طلع عليه الفجر
من الأمثلة التحفيزية على أداء المهام بسرعة وهمة ونشاط في وقتها حتى لا يفوت الأوان أو يداهمنا الوقت، مثل موعد السحور فمن تسحر يصوم وهو مطمئن ومرتاح، ومن لم يفعل ذلك يداهمه الوقت ولا ينفع معه بعد ذلك الطعام.
بعد العيد ما يتفتلش كحك
بالطبع لكل شيء أوان ولو جاء الشئ في غير أوانه لا يكون له مكان، مثل كحك العيد بدون العيد ليس له معنى، وهو مثل يحفز على عدم تأجيل المهام وتنفيذها في موعدها.
لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب
مثل يشار به على الشخص الذي لا يعجبه شئ مطلقا، حتى وإن كان هذا الشئ تطوع مثل صيام شهر رجب.
2 تعليقات