قصيدة "تَغْرِيْدَةُ الأبَدْ" للشاعر عبد الحميد سرحان
أنْ تَحْمِلَ جَبَلًا صَخْرِيًّا
هُوَ ذَاكَ الحُبّْ
أَنْ تَمْشِى دُوْنَ حِذَاءٍ وَرِدَاءٍ
مَا بَيْنَ جَلِيْدٍ صَلبْ
أوْ فَوْقَ صَهِيْبِ رِمَالِ الصَّحْرَاء
أمْرٌ صَعبْ
هُوَ ذَاكَ الحُبّْ
فَضَعِى فِىْ فِكْرِكِ أنَّ هُنَالِكَ شَخْصًا مَا
قَدْ فَتَحَ لِرِمْشِكِ مُدُنَ القَلبْ
فَاقْتَحَمَ حُصَانُكِ طُرْوَادَةْ
وَاحْتَلّتْ رُوْحُكِ أكْبَادَهْ
وَالرِّمْشُ رَمَى
هُوَ ذَاكَ أنَا
….
فَإِلَى العَالَمِ أنْتِ وَحِيْدَةْ
لَكِنْ بِالنِّسْبَةِ لِىْ
أنْتِ العَالَمُ
وَإلَىَّ العَالَمُ لَا يَعْنِى
مِثْقَالَ حُرُوفِ التَّغْرِيْدَةْ
فَلِمَاذَا يَا ظبْيَةُ عَنِّى
أنْتِ شَرِيْدَةْ ؟!
وَلَدَىَّ العُشبْ
وَالقَلْبُ حَنَا
هُوَ ذاكَ أنَا
….
فَالحُلْمُ الشَّاخِصُ فِىْ أعْيُنِكُمْ
أنْ تَصْدَعَ سِرَّ العَالَمِ وَتَرَاهْ
فَلِنَارِ الشّوْقِ فُضُوْلٌ فِىْ رُؤْيَاهْ
لَكِنْ حُلمْىِ فِىْ رُؤيَاكِ
لَا يَعْنِى العَالَمُ إلَّاكِ
وَيَتِيْمٌ حُلْمِى
نَجْمٌ حُلْمِى
كَالعَنْقَاءِ
كَطَائِرِ فِيْنِيْقٍ فَوْقَ جِبَالِ الأُوْلِمبْ
وَزِيُوْسُ هُنَا
هُوَ ذَاكَ أنَا
…..
فِىْ قَامُوسِ الشّوْقِ
الأصْغَرُ فِى الكَلِمَاتِ ( أنَا )
فِىْ قَامُوْسِ الشّوْقِ
الأحْلَى فِى الكَلِمَاتِ ( إلَى )
هَلْ أنْسَاكِ إِذَنْ ؟!
كَلَّا .. !!
أفْتَقِدُكِ كُلَّا
أتَجَرَّعُ ذُلّا
وَإِذَنْ فَهُنَاكَ مَكَانٌ لَيْسَ سُوَاهْ
أحْتَجِزُكِ فِيْهِ وَمَعَكِ الْآهْ
فِىْ أحْلَامِىْ
فَلْيَخْلُدْ لِلْأَبَدِ مَنَامِىْ
وَالله لَنَا !!
هُوَ ذَاكَ أنَا !!
هُوَ ذَاكَ أنَا !!
الشاعر عبد الحميد سرحان ، من الأصوات الشعرية المميزة فى نادى الأدب بالفيوم، له تحت الطبع ديوان ” يحسبه الظمآن ماء” ، ونشرت قصائده فى العديد من المجلات الأدبية والثقافية.