«ملامح السرد الروائي»: مؤتمر اليوم الواحد لأدباء الفيوم

تحت عنوان «ملامح السرد الروائي في الفيوم.. حسين عبدالعليم -حسام طه» دراسة تطبيقية نظم قصر ثقافة الفيوم مؤتمر اليوم الواحد الأدبي. وترأس المؤتمر الكاتبة بهيجة حسين. وأمين عام المؤمر الكاتب عصام الدين الزهيري بحضور قيادات ثقافية ولفيف من مثقفي محافظة الفيوم.

كلمات افتتاحية

بفقرة من رواية موزاييك الحوارية التي كتبها الروائي الراحل حسين عبدالعليم، والتي أهداها لروح الأصدقاء، استهل الكاتب عصام الدين الزهيري، أمين عام المؤتمر كلمته التي رحب فيها بالضيوف: “وصفي وديع كل ما يقابلني يقولي صلاح جاهين.. فؤاد حداد.. أصل وصفي ده عايش هناك، متهيألي ده لو عاش هنا لازم يموت فورٍا.. سواء من الميكروباص أو الدي جي أو الجلافة أوالغباء وانفلونزا الخنازير وجوايز ساويرس والفريق القومي.. وحكاية أنك كل ما تقول لحد حاجة يقولك عادي عادي.. كله عادي”.

وقال الزهيري: “ميراث النبل والمحبة بيننا هي رسالة هذا المؤتمر، الذي خصصه أدباء الفيوم، لهؤلاء الذين احترفوا الفن والكتابة، والترقي في مراتب الإنسانية احترافًا، وامتلكوا من خلال ذلك القدرة على أن يعيشوا هنا وهناك في مستقبل يبشر به ويؤكده وجودهم بيننا”.

وتابع: لعل إسهامنا بهذا المؤتمر الذي يحتفي برمزين من رموز الكتابة بالفيوم ومصر، وهما الكاتب الكبير الراحل الذي تزهو بإبداعه غير العادي الثقافة المصرية، وهو حسين عبدالعليم. وكاتب آخر اختطفه الموت وهو على عتبات عطاءه الكبير حسام طه. يكون إضافة مشرفة في بناء الثقافة المصرية، ولصالح مستقبلها الشامخ.

من المؤتمر
من المؤتمر
جلسة الأبحاث الأولى

وبدأت فعاليات المؤتمر بجلسة الأبحاث الأولى، والتي أدارها الدكتور أشرف عبدالكريم. وقدم فيها كل من الدكتور صلاح السروي، والكاتب الروائي سعيد نوح، والكاتب جمال الطيب، أبحاثهم حول أعمال الكاتب حسين عبدالعليم.

قدم السروي ورقته البحثية تحت عنوان “جدل التكيف والانفصال في أعمال حسين عبدالعليم ـ رواية المواطن ويصا عبد النور”. وأوضح أن تلك الرواية تنطلق من بنية كبرى مهيمنة يمكن تسميتها ببنية “الاختلاف”، وهي التي تقضي بوجود أبطال هذه الأعمال على مسافة غير قريبة، أو غير متسقة مع واقع مجتمعهم، وربما مع ذواتهم، وذلك على الرغم من محاولاتهم المستمرة من أجل التكيف والتواؤم.

وأشار السروي إلى أن الرواية، هي رواية أجيال، فهي تتناول نوعًا من صراع الأجيال، وفيها يحاول المواطن ويصا وزوجته التأقلم مع الواقع. حيث يعتبرون مصر بلدهم في حين يصر ابنهم “متى” على الهجرة إلى كندا وترك مصر.

لعبة مصائر

وتحت عنوان “سعدية وعبدالحكيم.. لعبة مصائر حسين عبدالعليم”، قدم الكاتب سعيد نوح ورقته البحثية، والتي بدأها بتلك الفقرة: ” كشلال دافق يموج بالصور والألوان والأصوات، والأحاسيس والمشاعر المفعمة بالبؤس والحرمان. وكثيرًا من الاشتهاءات والأحلام والكوارث والأحزان والإحباطات. ومن أديم الأجساد الحية والمريضة، وبتفاصيل متناهية الدقة والصرامة في المعلومة، نكتشف تلك السعدية وأخاها عبد الحكيم المطلوب أن يقتلها”.

وأضاف أنه من مذاق الملح الكاوي والمغوي، خرجت الأحلام في ذلك العمل المبهر، في لغة تقريرية مليئة بالمعلومات حينا، والشاعرية حينًا آخر. وبمشاهد بسيطة لكنها مليئة بالشحن المعرفي، والشجن المأساوي. ويكشف لنا الكاتب حسين عبدالعليم، عن حيوات مختلفة بألوانها.

وتناولت الورقة البحثية الثالثة للكاتب جمال الطيب، “نستالوجيا… الزمان والمكان والناس والرائحة”، حول رواية “إلتماع الخاطرة بالسيرة العاطرة” للروائي حسين عبدالعليم. حيث أشار إلى أن الرواية وكما يشير عنوانها هي عبارة عن ذكريات من حياة الكاتب، وهي أقرب للسيرة الذاتية، يحكيها كما جالت بخاطره، دون التقيد بالتسلسل الزمني. بل هي أقرب إلى شذرات من هنا وهناك، ونراها تتشابك في سرده لأحداثها، قافزًا بين الأزمنة والأماكن، دون قيود تكبله أو محاذير تعوقه.

واستعرض الطيب، أجزاء من الرواية التي تقع في 83 صفحة، من القطع الصغيرة التي حملت الكثير من الأحداث. في إشارة منه أنها كانت تحتاج إلى زيادة صفحاتها إلى أضعاف.

جلسة الأبحاث الثانية

وضمت جلسة الأبحاث الثانية التي أدارها الدكتور محمد سيد عبدالتواب، ثلاثة أوراق بحثية أيضًا حول أعمال الكاتب حسام طه لكل من الدكتور مجدي توفيق، والدكتور عمر صوفي، والقاص عيد كامل.

“نحو المجهول”، كان عنوان الورقة البحثية التي قدمها الدكتور مجدي أحمد توفيق، حول المجموعة القصصية التي حملت نفس الاسم للقاص الراحل حسام طه. مشيرًا من خلال دلالات المجموعة إلى أن القاص الراحل حسام طه يخطو نحو المجهول وهو يقدم مجموعته القصصية بنفس الاسم.

واستعرض توفيق مشوار الكاتب القصصي وبداياته الحقيقية التي افتتح بها الألفية الجديدة، من الكتابة الجادة والمتميزة. لافتًا أن كتاب الفيوم وبعد عملهم الأول، يشهد كل منهم مسارًا آخر من التطور.

فاعاليات مؤتمر اليوم الواحد بالفيوم
فاعاليات مؤتمر اليوم الواحد بالفيوم
سلطان الطغيان

فيما قدم الدكتور عمر صوفي، ورقته البحثية تحت عنوان “مقاومة سلطان الطغيان.. قراءة في إبداعات حسام طه”، الذي قال عنه: “حسام طه هو أحد كتاب الفيوم الذين أثروا الحياة الأدبية، بالعديد من الإبداعات في مجال القصة القصيرة والرواية. وهو كاتب كان يؤرقه الهم المجتمعي، والواقع المؤلم. مشيرًا إلى أن الأدب علاوة على دوره الجمالي. لابد أن يكون أحد محركات الوعي وكشف الزيف والتبشير بمجتمع عادل، تسمو فيه الحرية والكرامة الإنسانية فوق كل اعتبار”.

وجاءت الورقة البحثية الثالثة تحت عنوان: “ما يشبه الحلم.. الكاتب حسام طه”، والتي قدمها القاص عيد كامل. وأشار فيها إلى ما يواجهه بعض الكتاب من التهميش، وعدم الالتفاف لهم بالمناقشة أو الدراسة، والاهتمام الكافي الذي يليق بمستوى إبداعهم.

وقال عيد عن طه: “حسام طه أحد من شكلوا جيل الوسط في المشهد السردي بالفيوم، بعد الجيل الأول من الكتاب، وكان يتميز بالإخلاص لأصدقائه وكتاباته.

الشهادات

وجاءت جلسة الشهادات التي أدارها الدكتور أشرف عبدالكريم، تحمل مزيدًا من الشجن والحب نحو الراحلين (حسين عبدالعليم وحسام طه). وقدم خلالها كل من القاص عويس معوض، ومريم ابنة الكاتب حسين عبدالعليم، والدكتور محمد طه عليوة، شهاداتهم عن الكاتب حسين عبدالعليم.

وروت مريم حسين عبدالعليم، ابنة الكاتب الراحل عن علاقتها بوالدها. وكيف كانت أقرب للصداقة. وكيف كان وهو الأب المعلم والناقد الأول لإنتاجها الإبداعي. وكيف كانوا يتبادلون الملاحظات حول كتاباتهما، عن طريق الأوراق المطوية والتي يتركونها بعضهم البعض، بجوار فناجين القهوة.

وتحدث الدكتور محمد طه، عن صديقه الكاتب الراحل حسين عبدالعليم. حاكيًا كيف كانا يتقابلان في شبابهما، على المقهى هو وباقي الأصدقاء. لتتحول الجلسة إلى ما يشبه الندوة الثقافية. وكيف كانوا ينتظرون قدوم عبدالعليم من القاهرة إلى الفيوم، كي تبدأ السهرات.

عن الراحلين

وتحدث الكاتب عويس معوض، عن الراحلين عبد العليم وطه، في شهادته التي حملت عنوان “بين بناء اكتمل وبيت لم يكتمل”. قال فيها: “وقفت متأملا حسين صديق رحلة طويلة، وحسام الذي ظهر ثم اختفى. فقد كان حسين يتنقل ما بين القاهرة والفيوم، ويأتي للفيوم في نهاية الأسبوع. حيث اجتماع الأصدقاء، الذي كان مثمرًا في طرح ومناقشة الإنتاج الأدبي، حيث كان حسين لا يثق في نقاد وأدباء القاهرة. وكان يقول عنهم “لقد لوثتهم العاصمة، واللهاث وراء الحداثة”، وكان يثق في آراء أصدقائه في أعماله.

وتحدث الروائي محمد جمال الدين في شهادته عن الراحل “حسام طه”، وحملت شهادته عنوان “صداقة لا يعصف بها الغياب”. وقال فيها: الحياة والرحلة والانقطاع والتواصل والموت. هذا لغز كبير، وأن أصعب المواقف حين يصدمك اتصال عبر الهاتف بوفاة شخص عزيز، شاركك جزء كبير من حياتك ورحلة وجودك على مدار ثلاثون عامًا. وتذكر جمال الدين كيف كان يشارك صديقة الراحل السهرات وغيرها، وتذكر عندما كان يكتب له رسائل لمحبوبته نيابة عنه.

واختتم المؤتمر بأمسية شعرية، شارك فيها العديد من شعراء الفيوم، أدارها الشاعر محمد شاكر، رئيس نادي أدب قصر ثقافة الفيوم، وتخللتها أغنيات رائعة للفنان عهدي شاكر.

اقرأ أيضا

«صنع في المنيا»: مبادرة فنية تدعم مواهب الشباب في المحافظة

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر