في محاضرة ضمن أيام التراث السكندري.. كنوز منسية داخل حدائق الإسكندرية التاريخية
ضمن فعاليات أسبوع التراث السكندري الذي ينظمه المركز الفرنسي للدراسات السكندرية، تحدثت الدكتورة ريم حمدي، أستاذ علوم النباتات في كلية العلوم جامعة القاهرة. خلال محاضرة اليوم الثلاثاء، عن أهمية “الحدائق التراثية في الإسكندرية”، بمقر المعهد السويدي في الإسكندرية.
الحدائق التراثية
وفي بداية المحاضرة، أكدت الدكتورة ريم المتخصصة في “البحث في النباتات الأثرية والتراثية”، أهمية الحفاظ على الحدائق التراثية، والتي ارتبطت بأحداث تاريخية. كما أنها تحتوي على نباتات نادرة من الصعب تعويضها، مشيرة إلى أن كثير من هذه الحدائق في الإسكندرية والقاهرة، تعاني بسبب عدم الرعاية والاهتمام بها.
واستعرضت أستاذ علوم النباتات – خلال المحاضرة – تاريخ الحدائق التراثية في الإسكندرية. وما تحتويه من نباتات نادرة، ومن أهم هذه الحدائق “المنتزة”، “أنطونيادس”، و”حديقة الحيوان”، و”النزهة”، و”الورد”، و”حديقة الشلالات”.
وتحدثت عن تاريخ هذه الحدائق، والأحداث التي ارتبطت بها، وأنواع النباتات النادرة داخلها. حيث استعرضت عدة صور أرشيفية، إضافة إلى صور التقتطتها للحدائق في عام 2010. مبينة أن أكثر الحدائق التي تعتبر محافظ عليها نوعًا ما حتى الآن في الإسكندرية، هي “حديقة المنتزه”.
حديقة أنطونيادس
ومن بين الحدائق التي استعرضت تاريخها تفصيليًا هي حديقة “أنطونيادس”، التي أنشأت في القرن 19. وكانت ملكًا لأحد الأثرياء اليونانيين، ثم تملكها محمد علي باشا، وبعد ذلك انتقلت لثري يوناني يسمى “جون أنطونيادس”. ثم بعد ذلك انتقلت ملكية الحديقة إلى بلدية الإسكندرية، وحاليًا تتبع مركز بحوث البساتين، التابع لوزارة الزراعة.
واحتوى تصميم الحديقة على عدة طرز، من بينها الإسلامي والأندلسي والإيطالي. متمثلة في شكل بعض المقاعد والأحواض، وأيضًا اليوناني الذي يتميز بالنافورات، حيث يوجد بها 7 نافورات.
حديقة المشاهير
ووفق المحاضرة التي ألقتها الدكتورة ريم، تضم “أنطونيادس” حديقة تسمى بـ”حديقة المشاهير”. حيث صممت على شكل دائرة تحتوي على 6 تماثيل، من بينها شخصيات المستكشفين “فرناندو ماجلان، وكريستوفر كولومبوس، وفاسكو دي جاما”. كما يوجد أيضًا بالإضافة إلى هذه التماثيل 17 تمثالًا آخرين من المرمر، يمثلوا الآلهات اليونانية. من بينهم تمثال “فينوس” آلهة الجمال.
واستضاف القصر عددًا من قادة الدول أثناء إقامتهم في الإسكندرية، منهم ملوك اليونان وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألبانيا. حيث أقام في قصر أنطونيادس لفترة الملك زوغ الأول ملك ألبانيا وزوجته الملكة جيرالدين. وذلك بعد خروجهما من البلد، عقب اجتياح مملكة إيطاليا الفاشية في فترة حكم رئيس الوزراء بينيتو موسيلينى.
كما أقامت ابنة الملك فؤاد الأول الأميرة فوزية “امبراطورة إيران”. وزوجها الامبراطور محمد رضا بهلوي “شاه إيران” السابق بالقصر في الأشهر الأولى من الزواج.
وتابعت: “من الأحداث التاريخية التي شهدتها الحديقة شهر العسل للأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق على شاه إيران. كما شهدت توقيع اتفاقية الجلاء عام 1936 بين النحاس باشا والإنجليز. وتم غرس شجرة وقتها تخليدًا لهذه الذكرى”.
كما استضاف القصر أول اجتماع لإغاثة اللاجئين، إضافة إلى أول اجتماع للأولمبياد. وأيضًا الاجتماع التحضيري لإنشاء جامعة الدول العربية عام 1944. واختيار مصر مقر لها، وذلك هذا الاجتماع الملك فاروق.
نباتات نادرة
كما تحدثت الدكتورة ريم حمدي، عن النباتات داخل الحديقة، قائلة: “عادة أقوم بمقارنتها بحديقة الأورومان في القاهرة، والتي تحتوي على حوالي ألف نوع نباتي على مستوى الحدائق، تليها حديقة النباتات بأسوان”.
وتشير إلى أن هناك أنواع من النباتات، لا توجد إلا في حديقة أنطونيادس، ومنها النباتات المتسلقة. وتسمى “أنتيجونا لاكتبوس” ذو الزهر الأبيض، وشجرة “الكوكولوبا”. وهي شجر من أشجار الزينخ، وبها نبات يسمى “ستيفيا” وهو مغذي ومصدر للسكر.
حديقة الورد
ثم استعرضت أستاذ النباتات، بعد ذلك تاريخ حديقة الورد المجاورة لأنطونيادس، والتي تعد من الحدائق الغاطسة. حيث أنشأها المهندس دي شارل عام 1928، وهي مقامة على خمسة أفدنة ومكونة من مدرجات على 4 مستويات و8 أحواض و4 مثلثات. ويحيطها من الخارج برجولات بها أنواع نباتات كثيرة، ومن أشهرها شجر السنديان ولاجوناريا.
واستعرضت أيضًا خلال المحاضرة تاريخ حديقة الحيوان، والشلالات التي يعود إنشاؤها إلى أوائل القرن الـ20. حيث يوجد داخلها بقايا سور الإسكندرية الأثري، الذي يعود إلى العصر اليوناني والبطلمي.
حديقة المنتزه
الدكتورة ريم حمدي، أستاذ علوم النباتات، استعرضت أيضًا بالصور، تاريخ حديقة المنتزه وما تحتويه من قصور ومبانٍ تراثية ونباتات نادرة. كما شمل الحديث حدائق القاهرة التراثية والتاريخية، ومن بينها حديقة قصر محمد علي بشبرا، وحديقة الأورمان، وحدائق القناطر الخيرية، وحديقة الحيوان,، وحديقة الزهرية، وحديقة قصر الأمير محمد علي، وحديقة المتحف الزراعي.
وفي ختام المحاضرة، عبر الحضور عن سعادتهم بالمحاضرة التي لفتت نظرهم للأهمية التاريخية لهذه الحدائق. وتمنوا بأن يكون هناك تحرك للحفاظ على هذه الحدائق، التي تعبر وتحوي الكثير من تراث وتاريخ مصر، وأهمية وجود الأماكن الخضراء للتقليل التلوث، وزيادة الجو النقي والأكسجين.
كما عبر البعض عن حزنه لما وصلت إليه بعض الحدائق التراثية من عدم الاهتمام في الإسكندرية.
2 تعليقات