"عندما يختبئ الظِلّ " قصيدة للشاعر مؤمن سمير   

عندما يختبئ الظِلُّ مني
أخرجُ من جَيْبي
سحابتي الخَوَّافةُ
دوماً…
أحوطها بالصوفِ مرةً
ومرةً بالطينِ…
آكلها وأرتديها…
أَمُطُّها لآخرها وأحرقُ حوافها…
أبدأُ العرضَ مبكراً
وأُغمِضُ
عَيْني…
“تَوْبَة”
كان الظِلُّ في اللوحةِ
يصرخُ جوعاً
والناسُ يمرون عليه
ولا يلمسون الأنينَ
الطافحَ
في الحَوافِ
وفي اللون المنسكبِ على ظهرِكِ
وكنتُ أنا في زجاجتي
أدفنُ صرخاتي
في الرملِ
وأرشُّ عليها من أريجكِ
لتصيرَ أشجاراً ينام تحتها يقيني
وطيوراً لخوفي الطائرِ
وعزائمَ لهالاتِ النورِ
وتوبةً نصوحاً
لِطَيْفِكِ الأصفى
من سورةِ النبعِ..
“حدائقُ الحروب”
أَحْفُرُ أُخدوداً في صالةِ المنزلِ
وأُلقي أعضاءَ أطفالي
عضواً عضوا..
ألهثُ لكني لا أتوقف
صوت الطائرة يقترب..
.. وهكذا تتيحُ الحربُ لنا
أن نُصلِحَ علاقتنا بأولادنا
ونحتفظ في حضنِ
جثثنا المحترقة ،
بفمهم الذي يضحك
للأبد
للأبد…

الشاعر مؤمن سمير من مواليد عام 1975، يعمل باحث قانونى بالنيابة العامة وزارة العدل ، يكتب الشعر والمسرح والقصة والدراسات النقدية،  عضو اتحاد كتاب مصر. 
أصدر العديد من الدواوين الشعرية والأعمال المسرحية والكتابات النقدية ومنها :
“بور تريه أخير لكونشرتو العتمة”، نشر خاص، “هواء جاف يجرح الملامح” ، ” غاية النشوة” و ممر عميان الحروب”عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، و”السيريون القدماء ” و بهجة الاحتضار ” عن الهيئة المصرية العامة للكتاب
“بقع الخلاص” مونودراما، الهيئة العامة لقصور الثقافة، “إضاءة خافتة وموسيقى”مجموعة مسرحية ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، “أوراد النوستالجيا ” مقالات نقدية . إقليم القاهرة الكبرى الثقافي .

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر