فيديو وصور| أماكن| تعرف على ديوان سعد زغلول بنجع حمادي قبل 97 عامًا

قبل 97 عامًا من الآن، وتحديدًا في شهر أكتوبر 1921، مراكب شراعية تلتف حول باخرة تدعى “نوبيا” في النيل أمام قرية الشرقي بهجورة بمدينة نجع حمادي، شمالي قنا، على متنها زعيم وطني نبيل ورفاقه من الوطنيين، الحاملين هم الوطن وقضية استقلاله من الاحتلال الإنجليزي في ذلك الوقت.
هتافات مشتعلة وزعماء شعبيين في المراكب منادين باسم الزعيم سعد باشا زغلول، والذي كان في أول زيارة له لصعيد مصر، وبعد 3 سنوات من قيام ثورة عام 1919م، في محاولة لإشعال فتيل الكفاح من أجل الاستقلال مرة أخرى، وتوحيد الصف الوطني في جميع انحاء البلاد، والتي مر خلالها على عدة محطات بعينها داخل محافظة قنا.
بعد استقبال كريم داخل الديوان الذي استقبل سعد باشا زغلول، وعدد من الزعماء الوفديين الوطنيين، شاركنا الحاج محمد عزت الكلحي، أحد احفاد حافظ بك الكلحي، الزعيم الشعبي الوطني بقريته حينها، ذكريات استقبال جده وأهالي القرية لسعد باشا زغلول، قائلًا: “داخل هذا الديوان كانت أول محطة استقبلت سعد زغلول في قنا، في هذا الصالون”.
وعند وصول الأخبار بقدوم سعد باشا لزيارة الصعيد، بناءً على دعوة من الزعماء الشعبيين الوطنيين، أخذ حافظ بك الكلحي الإعداد لاستقباله بعمل مرسى وسلالم، وإشعال الحماس في الناس لاستقباله، ولكن عند وصول الرحلة إلى أسيوط ثم جرجا وردت الأخبار بوجود اشتباكات ومحاولات لعرقلة الرحلة من قبل الحكومة، وتعلميات من الحكومة بعدم تواصل سعد باشا زغلول مع الناس، عن طريق منعه من النزول أو أن ترسي الباخرة “نوبيا” في أى منطقة من البلدان المارة بها.
ويقول الحاج عزت إنه رغم تعليمات مأمور المركز، بعدم استقبال سعد باشا زغلول تنفيذًا لأوامر رئيس الحكومة حينها، بألا تطأ قدمي سعد باشا الأرض من على متن “نوبيا”، رفض حافظ بك “جده” الامتثال للأوامر واستقل والمواطنين المراكب الشراعية الصغيرة مجبرين بهتافاتهم نزول سعد باشا، واستقبلوه بالطبول والمزمار والخيول في هذا الديوان هو ورفاقه.
وروى الكلحي: “ظلت الطبول والمزمار البلدي والخيول والاجتماع بالمواطنين في الديوان حتى المساء يومها، ومن ذلك الوقت صار هذا الديوان قبلة كبار المسؤولين حينها، وخاصة الوطنين الوفديين منهم، حتى أطلقنا عليه وأهالي قرية الكلح ديوان سعد”.
يذكر أن الباخرة “نوبيا” رست في مدينة نجع حمادي، بعد ذلك حيث قرية السجيرات الملاصقة للمدينة، حيث منزل الشيخ والقطب الصوفي أبو الوفا الشرقاوي، ثم قرية هو عند عائلة خلف الله، وفق فخري عبدالنور، الوفدي والذي كان مرافق سعد باشا زغلول في الرحلة وشاهد عيان، حسب ما جاء في مذكراته عن الزيارة.