فيديو| حسن الشرق: من «زاوية الأموات» إلى العالمية
كتب – سمر شومان:
على بعد 15 كيلو مترا من محافظة المنيا، تقع قرية زاوية سلطان أو «زاوية الأموات»،حيث نشأ الفنان حسن عبدالرحمن حسن..المعروف فنيا باسم «حسن الشرق». هناك؛ فى تلك القرية أسس متحفه الخاص، بعد أن حقق شهرة عالمية، معتمدا على موهبته الفطرية، وعلى قدرته في أن ينقل تراث الصعيد والريف المصري بريشته، ومن هنا وصلت لوحاته إلى الكثير من متاحف العالم.. «باب مصر» زار متحف الفنان للتعرف على مسيرته.
حسن الشرق
استمد الفنان حسن الشرق، اسم «الشرق» من اسم قريته «زاوية سلطان» التي تقع شرق النيل، «تمثال أخناتون ولوحات من الشرق وطراز ريفي بسيط»، أبرز الملامح التي تلفت النظر في مدخل متحف الفنان.
يحكى الفنان عن نشأته وطفولته، فيقول لـ«باب مصر»: ولدت في قرية زاوية سلطان التابعة لمحافظة المنيا، وكان والدي يعمل جزارا ، وأنا أفتخر كثيرا بنشأتي في القرية التي شكلت عاملا أساسيا في موهبتي، واستوحيت منها لوحاتي التي عكست موهبتي بين البحر والجبل.
وتابع: لم يرحب والدي بموهبتي وطالبني بالعمل معه في الجزارة، ولكني رفضت، فكانوا ينظرون لي في القرية نظرة “الملبوس” حينما كنت “أشخبط” على الورق وارسم رسومات، لم أعرف أن هذا فن، ولكني أحببت ما أفعله ووجدت روحي فيه.
سر الألوان
يستكمل “الشرق” حديثه عن لوحاته الفنية والألوان التي يستخدمها فيها، فيقول: عندما كنت صغيرا كانت العطارة مكتبتي، أذهب للعطار واشترى منه اللون الأحمر، فيعطيني المادة الخاصة التي تستخدم في صناعة “اللفت”، والأزرق يعطيني مسحوق “الزهرة” التي تستخدم في الغسيل، وريشتي كانت من الطبيعة، كنت أقص من ذيل الحصان الخاص بوالدي وأصنع ريشتي، أما عن المادة المستخدمة في تركيب الألوان مع بعضها، فهذه احتفظ بها لنفسي.
لوحاته الفنية
«أردت أن أوثق التراث الشعبي وحياة الريف البسيطة» هذا ما يقصده “الشرق” بلوحاته الفنية، ويقول: شكلت حكاوي الجدة التي تحكيها لي، والألعاب الشعبية مثل السيجا، وليالي الأفراح، فليلة الحنة هنا في الصعيد تختلف عن غيرها في باقي المحافظات، كذلك أثرت السيرة الهلالية وحكاويها للأبنودي في شخصيتي، فرسمت لوحة “السيرة الهلالية” وأيضا رسمت لوحة “ألف ليلة وليلة” عن قصة الأديب جمال الغيطاني.
الطريق إلي العالمية
يتحدث الفنان عن لوحاته التي استقرت فى أشهر متاحف العالم.. يقول: كنت أقوم برسم جدران منازل الحجيج في القرية لمدة تخطت الـ25 عاما، حتى جاءت الصدفة بقدوم المستشرقة الألمانية “أورزولا شيورنج” في زيارة إلي قريتي مع وفد ألماني، في زيارة لمقابر بني حسن الأثرية، وعندما شاهدت لوحاتي أعجبت بها كثيرا، فكان لها دورا مميزا في اكتشافي عام 1985. وبالفعل أقامت لي معرضي الأول في ألمانيا بمدينة شتوتجارت، ثم في ميونيخ عام 1989. وفي عام 1991 أقمت معرضًا بفرنسا، وفي متحف اللوفر ثم في سويسرا، وفى عام 1994 بقصر “برج برنبخ” بألمانيا، وبعدها حصلت علي مفتاح مدينة “نوربيرج” الألمانية عن مجموعة أعمالي الفنية، وتم تأليف كتاب عني بعنوان “حسن الشرق والريف المصري” وتُرجم إلى العديد من اللغات، كما عرضت لوحتان من أعمالي بالصالة الحديثة بمتحف اللوفر بفرنسا، وحصلت على المركز التاسع عالميا في بينالي في أمريكا.
حلم المتحف
اختتم الشرق حديثه: كان من أحلامي بناء متحف خاص بي، أعرض فيه أعمالي لتوثيق الفن الفطري الذي أتميز به، فأسست بجهودي الذاتية هذا المتحف، وصرفت كل ما أملك على بناءه. يضم المتحف 1000 لوحة متنوعة من اللوحات الخاصة بي في ثلاث غرف، كما نقيم ورش عمل للأطفال لتشجيعهم على الرسم، وأصبح المتحف قبلة للسياح والزوار.