«سناء أسامة»: عندما يجتمع الطب بالفن

سناء أسامة، فتاة عشرينية، تجمع بين موهبة الرسم ودراسة الطب بجامعة جنوب الوادي بمحافظة قنا، إذ تؤمن بأن الفن والطب لا يتعارضان وكلاهما يحتاج للآخر. برزت موهبة سناء منذ صغرها وكان يحرص والديها على ذهابها لقصر الثقافة مع شقيقاتها وممارسة هوايتهن.. «باب مصر» يتعرف على موهبتها.

موهبة من الصغر

تقول سناء أسامة لـ«باب مصر»: موهبتي بدأت منذ صغري، إذ بدأت الرسم مع شقيقاتي الثلاث مناظر طبيعية للبيئة المحيطة من شجر وتفاصيل الشوارع، وشخصيات كرتونية محببة، وكان يتناوب والدي على اصطحابي وشقيقاتي إلى قصر الثقافة بالمدينة، بعد ملاحظتهما موهبتي في الرسم. فكان ذلك بمثابة دفعة وتشجيع لي على الاستمرار رغم صغر سني، مع إصراري على تحقيق أهدافي واكتساب خبرات إيجابية.

وتتابع: في الأعوام الأولى لي بقصر الثقافة، تعلمت الأساسيات والمبادئ الأولى للرسم وأيضا رسم الأشياء البسيطة ومن هنا أحببت الرسم وأصبح رفيقي حتى الآن. وبدأت في رسم البورتريه مع دخولي عامي الأول بالجامعة بعدما تعلمته تدريجيا وفهم النسب المطلوبة.

رؤية خاصة

الفتاة العشرينية لا تملك موهبة فطرية تعمل على تطويرها فقط، إنما لديها رؤية خاصة عما تريد توصيله للجمهور عبر رسوماتها، وتقول: “الوشوش تجذبني لأعبر عنها بالرسم عن المعاني التي أشعر بها، وما أراه من تأثير للمجتمع على ملامح الناس”.

وتضيف سناء، أنها لا تميل لرسم المشاهير، لأنها تجد في رسم البسطاء والأشخاص العاديين مساحة أوسع للتعبير ومجال أكثر خصوبة للخيال وتوصيل الرسائل أو المعاني الفنية التي تسعى لتوصيلها.

لم تتوقف سناء عن الرسم وحبها له، رغم التحاقها بكلية الطب التي تستلزم ساعات طويلة من المذاكرة، فتقول: الرسم كان الصديق الذي وإن قلت رؤيته ما زال موجودا. مشيرة إلى أنها أتقنت الرسم بالرصاص أيضا، وكذلك الرسم بالفحم، وتتنوع رسوماتها بين مناظر طبيعية وبورتريهات.

تحكى أسامة عن العقبات التي تواجهها، فتقول: محافظة قنا تفتقر المراكز الثقافية لتنمية المواهب والمهارات، ففي الوقت الذي اتجهت فيه لتطوير موهبتي في بداية المرحلة الجامعية عن طريق الورش الفنية في بين الثقافة، كنت أرغب في خوض تجربة الرسم بالزيت ولكن أجد مقومات، لذلك لجأت لشراء الخامات والتعلم بنفسي من خلال مقاطع فيديو على اليوتيوب، ووصلت لمستوى جيد وأطمح للمزيد، كما أني أواجه ضغط في تقسيم الوقت بين المذاكرة والامتحانات خاصة العامين الأخيرين وبين الرسم، لذلك قلت لوحاتي.

وتذكر سناء سبب عدم التحاقها بإحدى كليات الفنون تماشيا مع موهبتها، فتقول: رغم أن كلية الطب تبدو علمية بحتة، ولكنها تحتوى على جزء كبير من الفن والتخيل، فمثلا مواد التشريح والجراحة تحتاج لأشخاص لديهم تخيل وقدرة على الرسم، وفي العام الماضي حصلت على جائزة من قسم الجراحة بسبب تصميمي رسومات تشريحية نحتاج لها في الدراسة، فالطب لا يتعارض مع الفن.

المعارض والمسابقات

شاركت سناء في العديد من المعارض والمسابقات بالجامعة وحصلت على المركز الأول، كما شاركت في مسابقة “إبداع 4” وحصلت على المركز الأول في الرسم بالرصاص على مستوى الجامعة، وشاركت في مسابقة “إبداع 5″، فضلا عن معارض الكلية ومركز الفنون في الجامعة ومركز تنويرة الثقافي. لافتة إلى أهمية تشجيع ودعم أسرتها التي تحب الرسم جميعها.

«أسعد لحظة حين تنال لوحاتي إعجابا ولو بسيطا» هكذا ترى سناء، مشيرة إلى أن التقدير يدفعها للأمام كثيرا ويشعرها بقيمة ما تبذله من مجهود، وبشكل خاص تذكر مشاركتها في زيارة مستشفى الجامعة منذ عامين ورسم رسومات في القسم الخاص بالأطفال لإدخال البهجة والسعادة في نفوسهم.

وتقول سناء: “الفن يوسع مدارك أي شخص له علاقة به، وعند المرور بفترة إحباط الفنان الحقيقي لا يترك الفرشاة والرسم حتى في الأوقات العصيبة، وعند إخراج لوحات أقل من المستوى هذا يعد جزءا من التعلم، وأزمة كورونا خير دليل فبالرغم من صعوبتها وتأثيرها على كل شيء خاصة نحن الطلاب في الامتحانات والتخرج وفرض حجر صحي في المنازل، إلا أنني استغليت هذه الفترة في الرسم وأنتجت عدد له بأس به من اللوحات المختلفة”.

طموحات وسعي

ترى  سناء أنها اكتشفت مؤخرا ضرورة السعي لخلق توازن بين جناحي حياتها: الرسم والطب على حد تعبيرها، فتقول: تركيزي في أحدهما دون الآخر يشعرني بالنقص، وسأكمل دراستي في الطب بالتوازي مع تطوير موهبتي في الرسم واحترافه أيضا، لأن الرسم يشعرني بذاتي وأخرج فيه كل مشاعري.

اقرأ أيضا

«مروة ونانسي»: ترميم الأثاث بالعملات الخشبية

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر