جرافيتي الحج «كعبة وطيارة وسفينة».. خطاط: أهالي القرى يفضلونه يدويًا

كتب – محمود المصري
تصوير – أحمد دريم

بصوت يخرج من سماعات كبيرة ليعلو ويملأ جنابات إحدي مناطق ريف أبنوب، تنشد إحدى المغنيات الشعبيات، أغنية “الكعبة دي في حرم نبينا، يا فاطمة يا فاطمة يا بنت التهامي افتحي البوابة يا فاطمة أبوكي دعاني، رايحة فين يا حجة يا أم شال قطيفة رايحة أزور النبي محمد والكعبة الشريفة”، وعلى الجانب الآخر خطاط ورسام يستعد لرسم جرافيتي الحج.

عبدالغنى يستعد لرسم جرافيتي الحج

عاشت “ولاد البلد” مع عبدالغني مصطفى أحمد، 40 عامًا، خطاط ورسام من مركز أبنوب، بضع ساعات رصدت فيه كيف يعمل في مهنته، بداية من التجهيز وحتى إنهاء العمل بالشكل النهائي.

يقلب ألوان منها الأصفر والأخضر والأحمر، كل منهم في علبة مختصة، ينتهي من التقليب ليعتلي سلم يرتفع عن الأرض نحو 4 أمتار، ويمسك ريشته وفرشته وألوانه، ليرسم الكعبة والطيارة والسفينة، وفي أعلى وقفته مساحة بيضاء، بدأ يكتب عليها بطباشير البسملة، وآية قرآنية “ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا”، وحج مبرور وذنب مغفور، والحاج فلان الفلاني، ليعود ويلونها، كل هذا وأكثر من الرسومات والكتابات اليدوية على المنازل أعتاد عليها أهالي حجيج بيت الله الحرام، خاصة في القرى والعزب، والتي ربما تختلف عنه بعض الشئ في المدن التي بدأت تستخدم البنرات الجاهزة بدلا من الرسم اليدوي “الجرافيتي” في موسم الحج.

عبدالغنى يعتلي سلم يرتفع عن الأرض نحو 4 أمتار، ويمسك ريشته وفرشته وألوانه

في أثناء عمل عبدالغني تجمع نفرا من الجيران وعدد من الأطفال ملتفون حول السلم الذي يعتليه ليشاهدون ما يفعله، والبعض يسارع ليلتقط صورًا له، وعن طبيعة عمله يقول عبدالغني، بدأت العمل في مهنة الخط العربي والرسم من نحو 20 عامًا، وأثقلت موهبتي أثناء أداء الخدمة العسكرية من خلال رسم الخرائط هناك وحصلت على نصيب وافر، منوهًا أنه درس في معهد الخطوط العربية لمدة عامين.

عدد من الأطفال ملتفون حول السلم الذي يعتليه ليشاهدون ما يفعله

وعن أنواع الخطوط والفرش التى يستخدمها يوضح عبدالغني، أنه يميل إلى استخدام الخط الديواني، والرقعة والنسخ والثلث، ويفضل اللون الأحمر في كتابة العناوين الأساسية “مثل الحج فلان”، أو اسم المؤسسة، واللون الأسود والأزرق للعناوين الفرعية.

يهبط من على السلم ويعود للخلف بضع خطوات، وينظر لعمله لربما هناك بعض الأمور تحتاج للتعديل أو زيادة ألوان، يحدق ويطول في ما أنهاه، وبعد بضع ثوان يقرر إضافة ظل أصفر لبعض الكلمات.

يهبط من على السلم ويعود للخلف بضع خطوات، وينظر لعمله ويقوم بتصويره لربما هناك بعض الأمور تحتاج للتعديل

وعن تفضيل الرسم والخط اليدوي يشير عبدالغني، إلى أن أهالي القرى والنجوع والعزب والعربان والمناطق الصحراوية هم أكثر تمسكًا بهذا النمط من أنماط كتابة ورسومات الحجيج “اليدوي”، بخلاف ما يراه في أهالي المدن وأن أغلب سكان الحضر يستخدمون الكتابة الإلكترونية “البنرات الجاهزة”، والرخام.

وينوه الخطاط والرسام إلى أن التكنولوجيا أثرت على مهنة الخط اليدوي، وهو ما اضطره لمواكبة التطور وفتح محل دعاية لطباعة البنرات الجاهزة، بالإضافة لعمله اليدوي الذي يفضله.

محمد كرم علم، ابن أحد الحجاج، يرى أن الرسم اليدوي أفضل وأحب، لأن له فرحة ومعنى مختلف عن الكتابات الإلكترونية الجاهزة، وهو ما يسعدنا جميعا بطبيعة وجود الخطاط وتجمع الأهل والجيران، وهو تراث اعتدنا عليه من الجدود.

وكان للتكنولوجيا دورا آخر في ذلك وأثناء رسم الخطاط، كان هناك اتصال فيديو من أحد حجاج بيت الله عبر شبكة الإنترنت ليرى ما تم من رسم وكتابات.

اتصال فيديو من أحد حجاج بيت الله عبر شبكة الإنترنت ليرى ما تم من رسم وكتابات.

وبعد نحو 6 ساعات من العمل أنهى عبدالغني مصطفى أحمد، خطاط ورسام عمله في جرافيتي الحج، ليستقر الحال على رسومات للكعبة والمسجد النبوي، وطائرة وسفينة ونخلة وعبارات منها “لبيك اللهم لبيك”، و”حج مبرور وذنب مغفور”.

جرافيتي الحج

جرافيتي الحج

جرافيتي الحج

جرافيتي الحج

جرافيتي الحج

جرافيتي الحج

جرافيتي الحج

جرافيتي الحج

اقرأ أيضا

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر