بائعو الفوانيس في زمن الكورونا: “في كل أزمة فايدة”
“هاتوا الفوانيس يا ولاد هاتوا الفوانيس.. هانزف عريس يا ولاد.. هيكون فرحوا تلاتين ليلة هنغني ونعمل هوليله”، على نغمات أغنية محمد فوزي، تمتلئ ساحات ميادين مصر بفوانيس رمضان كل عام، إلا أنه مع فرض حظر التجول وتقليل ساعات العمل والنزول في الشوارع، اختلف المشهد كثيرًا، إذ تنطفئ الأنوار مبكرا.. “باب مصر” يفتح على تأثير فيروس كورونا على بائعي الفوانيس هذا العام.
موسم البيع
“لا حيلة مع الرزق”، هكذا يقول كريم خلف، 30 عامًا، صانع فوانيس، الذي يفتح أبواب ورشته في الإمام الشافعي، مع بدء ساعات الحظر لبيع فوانيس رمضان التي جهزها من بداية العام، منتظرا شهري رجب وشعبان موسم البيع والشراء لفوانيس رمضان.
يقول خلف، على الرغم من أن الحظر فرض قيود على العمل وجعل الموسم يختلف عن الأعوام السابقة، إلا أنه بالنسبة لي وللكثير فرصة للمنتجات المصرية التي كان يطغي عليها المنتجات الصينية المستوردة.
ويتابع: نعتمد في شغل الفوانيس على جودة الخامة والتغليف والتعقيم، وأصنع الفوانيس من الخيامية، الخامة والتصنيع عاملين هامين لضمان تسويق الفوانيس، خاصة وأن شغل الخيامية هو المفضل لكثير من ربات البيوت، باعتباره ديكور كامل في المنزل لشهر رمضان مع زينة الخيامية.
المنتج المصري
بداية البيع وفرش بائعي الفوانيس قبل ساعات الحظر، خلقت فرصة جيدة للبائعين أيضا، إذ يوضح خلف، أن أغلب الورش التي تصنع فوانيس رمضان تنهى عملها مع بداية شهر رجب وتبدأ في تخصيص ساحات للبيع، التي تركت بشكل تام للمنتجات المصرية هذا العام لتنتشر وتظهر جودة وأصالة المنتج المصري أي أنها “جت بفايدة” على حسب وصفه.
“كريم” أيضًا أدخل سبل جديدة للبيع هذا العام منها، التسويق الإلكتروني وإشراك أهل المنطقة في صناعة الفوانيس كنوع من تعليمهم الحرفة، فيوضح أن عملية البيع والشراء تحسنت كثيرًا وأصبحت الطلبات على المنتجات تأتي من خلال صفحات الفيسبوك، فأصبح هناك أكثر من منفذ للبيع أيضًا.
ويري أنه برغم ما فرضه فيروس كورونا من قيود، إلا أنه منح الكثير فرصة للتغير والتطوير وابتكار سبل البيع.
“التأقلم هو الحل” كان على أم محمد، بائعة فوانيس، في ميدان الجيزة، أن تغير من بعض العادات التي اعتادت عليها كل عام، ومنها الافتراش طول اليوم في شهر رمضان، فأصبحت تبدأ العمل وتنهيه باكرًا، فتقول: عملية البيع والشراء هذا العام قلت تقريبا إلى النصف بسبب فرض الحظر الذي يحكم بضيق ساعات العمل، وأيضًا تزامن فترة البيع مع مواعيد عمل الموظفين قلل عملية البيع والشراء.
فوانيس المنزل
ما زالت بهجة رمضان حاضرة في نفوس المصرين، تشير أم محمد، إلى أن الناس كأنها تنتظر شهر رمضان لتخرج من الغائمة السادة في الجو العام، فهناك من يقبل على الشراء بصدر رحب وهناك أيضًا من يحاول أن يفرح “وربنا مايقطعلنا عادة”.
يقول الحاج فاروق محمد، 60 عامًا، صاحب محل لبيع مستلزمات الفوانيس، إن هناك إقبالا على خامات الفوانيس، كالخيامية، والشمع، والأسلاك، واتجه كثير من المواطنين إلى صناعة الفوانيس في المنزل، للبعد عن التجمعات والتزامًا بساعات الحظر، مضيفا أن أسعار الفوانيس هذا العام أصبحت في متناول الجميع نظرًا لقلة عملية البيع.
أصل الفانوس
يوضح محمد خليل، مدير إدارة الوعي الأثري، أن الفانوس هو رمز من الرموز الأساسية لاحتفال المسلمين بشهر رمضان، ويعود إلى الدولة الفاطمية حين استقبل المواطنين المعز لدين الله الفاطمي عند دخوله مدينة القاهرة بعد تأسيسها ليلًا، فكانت الفوانيس بالقناديل والشموع، ومن هنا بدأت تستخدم القناديل في الاحتفالات الرسمية في منتصف شهر رمضان.