فيديو| «هنا يجلس بيكاسو».. حكاية نحات القرنة

أسفل عبارة مدون عليها «هنا يجلس بيكاسو» في مصنع سخمت للألباستر، يجلس بدوي طايع مرتديا جلبابه الصعيدي. إذ يقوم بعمله في نحت قطعة حجرية بدقة عالية. لقب “بيكاسو” لم يكن وليد الصدفة، ولكن بسبب دقة وجمال أعماله أطلق عليه سائحون “بيكاسو” وبالطبع هذا يسهم في الذهاب والتردد عليه لمعرفة سر هذا اللقب بل وشراء أعماله.. «باب مصر» يتعرف على قصته.

بيكاسو الصعايدة

يقول بدوي طايع، 45عاما لـ«باب مصر»: “أعمل في مهنة النحت منذ أكثر من 30 عاما. كانت في البداية مجرد هواية ولكن بعد ذلك تطورت لتصبح مهنة أمتهنها وأحصل منها على قوت يومي”.

وتابع: تعلمت الصنعة من أخي الأكبر، وسبب تسميتي “بيكاسو” يرجع إلى أحد السائحين الذي أعجب بلوحة قمت برسمها، فقال لي أنت تشبه بيكاوس في براعتك وفنك وجمال ودقة لوحاتك أيضا. ومن هنا أطلقوا علي اسم بيكاسو. وتم تحديد مكانا باسمي مدون عليه “هنا يجلس بيكاسو”. الأمر الذي جعل كل السائحين يتساءلون من هو بيكاسو الذي يجلس هناك. وبمجرد القدوم ورؤية لوحاتي يؤكدون فعلا اللقب.

يوضح طايع أن سبب شهرته الأكبر هي لوحة المحكمة الشهيرة المكونة من 42 قاضيا بعدد أقاليم مصر. ويمثلون مبادئ “ماعت” ربة النظام والعدل والحق الـ42 مبدأ. ولوحة أخناتون ولوحات أخرى شهيرة بعضها نكتب عليه اسم السائح باللغة الهيروغليفية كنوع من التذكار.

ممارسة النحت

يشير طايع إلى أن كثرة الممارسة في النحت جعل لديه ذاكرة فنية لتفاصيل اللوحة وألوانها وأبعادها وكذلك حفظ اللغة الهيروغليفية. حيث كانت في البداية صعبة “كنت أحتاج إلى صورة للوحة حتى أستطيع إتقانها ونحتها بشكل صحيح”، مؤكدا أنه تخصص في نحت اللوحات التذكارية الصغيرة وكذلك تلوينها.

وعن الأحجار التي يستخدمها طايع يقول: “الأحجار موجودة في الأقصر، وتحديدا في قرية الحبيل ومدينة إسنا جنوب المحافظة. حيث يتوافر الحجر الجيري بكثرة، والألوان التي نستخدمها عبارة عن خلطة أكاسيد تتحمل درجات الحرارة والعوامل المناخية لمدة طويلة، لكن بالطبع لن تدوم طويلا مثل الألوان التي استخدمها المصريون القدماء والتي مازالت موجودة حتى الآن.

يختتم النحات حديثه ويقول: “هناك بعض النحاتين البارعين الذين يستطيعون تقليد اللوحة تماما مثل الأصلية. لذا نقوم بعمل عيوب في الصورة تسهل فحصها والتأكد من عدم أثريتها، وإعطاء السائح أيضا فاتورة من المكان أو المصنع الذي اشتراها منه حتى يستطيع السفر بها”.

اقرأ أيضا

زيارات الملوك: كيف احتفظ «العادلي» بـ500 صورة فوتوغرافية للأقصر في 100 عام؟

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر