"إشراقة نقادة" جماعة أدبية ..عقدت اجتماعاتها بمنازل أعضاءها وأصدرت كتاباً يحمل اسمها
عرف الناقد الأدبى ستيفن فريدمان، الجماعة الأدبية بأنها عملا أميل إلى التجمع الواعي منه إلى التشكل العفوي، وبأنها شكل من “النفي الذاتي” ومحاولة لحشد مجموعة من “الآخرين الذين يفكرون بطرق متشابهة” داخل “شبكة من الدعم المتبادل” توخيا للتغلب على العزلة والقلق واستكشاف إمكانيات العمل الثقافي في المجتمع” وتشكل جماعة إشراقة الأدبية التى تكونت عام 1990 ، وما زالت شاهدة علي الحركة الأدبية في نقادة، التي تعاني اليوم بعض القصور، ربما بسبب ضعف الميزانية أو قلة الإقبال علي المجال الأدبي، نموذجا للجماعة الأدبية التى قررت التغلب على عزلتها واكتشافها إمكانيات للعمل الثقافى داخل مجتمعها المحلى .
مرت السنوات سريعاً لكن مرورها لا يعني أن يتجدد الحديث عن إشراقة عصرها ، فما بين بحة البوح واشتعال الصمت ولدت “إشراقة نقادة” هكذا يحدثنا عنها حمدي مهدي عمارة عضو اتحاد كتاب مصر والعضو المؤسس لجماعة إشراقة نقادة الأدبية ، قائلاً:” وفق نظرية “الفن للحياة” لا تعد الثقافة نوعاً من الترف لقضاء وقت فراغ ، ولا غزو ، فالثقافة هي الحياة أو علي أقل تقدير هي القابض علي دفة مركبها”.
ويتابع عماره عن “إشراقة نقادة” كان للحركة الأدبية انطلاقتها الكبري مع بداية تسعينات القرن المنصرم حيث تقدم الركب العديد من الكتاب ومنهم ، الطيب أديب ، دسوقي الخطاري ، مهني موسي ، حمدي عمارة ، الشاعر محمد الطيب ، الشاعرة فاطمه صديق ، عبد الحميد آدم ، القاص محمد مهران ، الشاعر فتحي حمد الله ، حسام الدين حماده ، مصطفي عبد الله ، عيد أبو هاشم ، محمود عوض الله ، حمدته مهدي ، القاص عبد الصبور بدر، القاص أيمن حسين ، الشاعر مختار أحمد ، محمد حسين ، مني حمدي ، رفاعي يونس ، محمد عليو، محمد حسن ، هنداوي ماهر ، وغيرهم الكثير، وأن هذه هي الجماعة ، حيث تتابعت اللقاءات وعقدت الاجتماعات ، بمنازل الأعضاء تارة وعلي المقاهي وبجمعية الشباب المسلمين ، وبقاعات نادي نقاده الرياضي وبيت ثقافة نقادة تارة أخرى”.
فكان لنقاده إشراقتها التي عنونت لمشهد أدبي يحمل اسم ” جماعة إشراقة الأدبية ” والتي فعلت نشاطها بإقامة مهرجانها الأدبي عام 1990 وحضره يومها كوكبة من الأستاذة والأدباء، ثم تم إصدار مجلة “طيبة الإذاعية ” بإذاعة الشباب والرياضة وكان يقدمها في وقتها الإذاعي محمود عبد العزيز ، كما أصدرت الجماعة أربع أعداد من كتاب “إشراقة “ووقف الدعم المادي حائلاً أمام الإصدارات ، وكان قد أشهرت الجماعة “جمعية رواد بيت ثقافة نقاده ” بالشئون الاجتماعية لسنة 1994 لتصير غطاء شرعياً وقانونيا لنشاط الجماعة ولكن لم تحصل الجمعية علي دعم مادي يدعم أنشطتها .
يتابع العضو المؤسس لإشراقة نقادة” تشرع الجماعة في مشروع توثيق التراث النقادي ، إحصاءً ونشراً وتسجيلاً وتصويراً ، وتفعيل اكتشاف المواهب الشابة عن طريق القوافل الثقافية إلي المدارس والقري المحرومة ومراكز الشباب والتعاون مع الجميعات الأهلية، والعمل علي تفعيل أداء اللجان الثقافية والأدبية والتوعية بها ، فلا ثقافة دون حياة كريمة ولا مثقفين دون قضية يحاربون من أجلها”.
” لم توجد حياة أدبية في نقادة قبل تأسيس إشرافة” هكذا يشير فتحي حمد الله ، أديب وشاعر نقادي ، متحدثاً عن نشأة الجماعة الأدبية في تسعينيات القرن وتبني مجموعة من الأدباء النقادية لها لكي تساهم في نشر الإبداع يقول حمد الله” كان يتم تسجيل الحلقات النقاشية أو الأدبية للجماعة بالكاسيت وإرسالها إلي الإذاعة كى يتم بثها على جمهور الإذاعة الأوسع”.
وعن تمويل الجماعة المالى يقول حمد الله ” كان الدعم المالى ذاتياً من جيوب الأدباء ، حيث كان كل عضو يدفع من ماله الخاص 5 جنيهات لكي يتم طباعة كتاب “إشراقة” والذي يصدر بعد موافقة وإجراء التصاريح المطلوبة، ومن الصعوبات التي كانت تواجه الأعضاء أن مركز نقادة مترامي الأطراف والمسافات بعيدة بين الأدباء ، ما شكل عائقا أمام وصول إشراقة إلي جميع أنحاء المركز” .
ويسرد أيمن حسين ، روائي وقاص جزء من حكاية “إشراقة” فيقول “كانت إشراقة وقتها النافذة الوحيدة لأدباء نقادة وذلك لتفردها وعدم توافر غيرها , ومثلت الجماعة حلقة وصل ما بين الأدباء والحركة الأدبية في القاهرة ، وكانت أعمال الأدباء ترسل إلي المجلات والصحف الكبري في القاهرة مثل الأخبار والثقافة الجديدة ، وإبداع ، ومجلة الشعر، ونشر لي عملين تم اختيارهم من ” كتاب إشراقة “.
صدر العدد الأول لكتاب “جماعة إشراقة الأدبية” في صيف 1999 وحينها كان رئيس التحرير الطيب أديب وتكون مجلس التحرير من حمدي مهدي ، أيمن حسين، عبد الصبور بدر ، وشهدت الصفحات الأولي افتتاحية رئيس التحرير والتي احتوت بين أسطرها الحديث عن تأسيس الجماعة في صيف1992 وكذا اكتشافها العديد من المواهب في الشعر والمسرح والقصة ، وتحدث عن الكتاب الذي يصدر عن جمعية الرواد ببيت ثقافة نقاده علي نفقة أعضاءها .
شارك في أعمال العدد الأول من الكتاب ، أدباء من قوص ، دشنا ، المحروسة، نجع حمادي ، قنا .
تعليق واحد