“أبو دياب”.. الفائز بجائزة الشارقة: لوثة الرواية لن تدوم وهذا سبب تراجع القصة القصيرة

“سلكت درب القصة وأنا أتطلع للخلود وسقفي السماء، تقدمت العام الفائت لجائزة الشارقة ولم أفز لكن حصلت على تنويه من لجنة التحكيم، كان مؤشرًا جيدًا بالنسبة لي حفزني على المضي قدمًا وإعادة الكرّة، وبفضل الله وتوفيقه حققت في نهاية هذا العام جائزة الشارقة للإبداع العربي (الإصدار الأول) بمجموعتي القصصية (التقاط الغياب)”.

هكذا يعبر القاص القنائي أحمد أبو دياب، عن سعادته لحصوله على جائزة الشارقة للإبداع العربي، في سياق الحوار الذي أجراه معه “ولاد البلد”، والذي كشف من خلاله عن مشواره الأدبي، وتحوله من شاعر إلى قاص وأسباب تراجع القصة القصيرة أمام الرواية.

قدم لنا في عجالة سيرتك الذاتية؟

أحمد جمال صادق جابر المشهور، والمعروف أدبيًا باسم أحمد أبو دياب، من مواليد مدينة نقادة بقنا عام 1994، حصلت على ليسانس الآداب في اللغة الإنجليزية من جامعة جنوب الوادي عام 2017,.

بدأت اهتماماتي بالأدب منذ المرحلة الثانوية، وتشكلت موهبتي الحقيقية بعد دخولي الجامعة، وكنت دائما من المشاركين في المسابقات الأدبية، وحصلت على العديد من الجوائز المصرية والعربية في مجال القصة القصيرة والمسرح، ونشرت لي أعمال قصصية في مجلات وصحف مصرية وعربية، وحاليًا أشغل منصب نائب مدير بيت الأدب بمؤسسة تنويرة الثقافية في محافظة قنا، وعضو نادي أدب بيت ثقافة نقادة.

كيف أصبحت القاص أحد أبو دياب؟

في عام 2016 كلفت للمشاركة في مسابقة إبداع في مجال الشعر، فاقترح عليّ أحد الأصدقاء أن أشارك في مجال القصة القصيرة بجوار الشعر، وفعلت وتقدمت بقصة عنوانها “بعد المشاهدة”، وتميزت بطابعها الصوفي الوجداني.

وكانت المفاجأة أنني فزت في مجال القصة ولم أفز في الشعر، وبعدها بأربعة أشهر كتبت قصتي الثانية (شجرة متعبة)، وبعدها قصتي الثالثة (قبل الحياة بدقائق) والتي نشرت في جريدة الأهرام،.

وأخيرا وبعد صراع أدبي بين القصة والشعر، انتصرت القصة وقررت أن أخلص لهذا المجال ليكون مشروعي الأدبي.

صف لنا شعورك بعد حصولك على جائزة الشارقة للإبداع؟

سعيد بالجائزة وبالأخص أنني المصري الوحيد الفائز في مجال القصة القصيرة في هذه الدورة؛ الدورة 22 من جائزة الشارقة للإبداع العربي، بالإضافة إلى كوني تقريبًا أصغر قاص مصري يفوز بجائزة الشارقة للإبداع العربي “الإصدار الأول”.

هل تتبع أسلوبا محددًا في كتابة قصصك؟

أترك هذه التفاصيل تستدعي نفسها عند الكتابة، درست القصة القصيرة في الأدب العربي والإنجليزي إبداعًا ونقدًا خلال فترة دراستي بكلية الآداب، بجانب إطلاعي واجتهادي الشخصي بقدر المستطاع، أن أكون ملمًا بتقنيات القصة القصيرة وفنيات هذا المجال الوعر، حيث إن القصة القصيرة لها خصوصيتها في كل شيء.

حدثنا عن مجموعتك الفائزة “التقاط الغياب”؟

مجموعتي مكونة من 25 قصة، تتفاوت ما بين الصفحتين إلى الست صفحات، موزعة على خمسة أقسام كل قسم يحوي خمس قصص، المجموعة يناسبها تصنيف “المشروع”، حيث تتبنى فكرة الغياب بأقسامها الخمسة عند: البشر والحيوانات والأشياء وفي الفانتازيا وفي الصوفية.

حاولت فيها استخدام أشكال مختلفة للقص بتقنيات وأصوات سردية كثيرة، بحيل وتقنيات تختلف من نص لآخر، القصص منها الواقعية أو الواقعية السحرية أو الفانتازية، بمستويات متعددة للغة ومعالجة تناسب كل نص شكلًا ومضمونًا، أرجو أن تلاقي المجموعة الاحتفاء المناسب والتقييم المنصف من الجمهور عند صدورها، كما لاقته من لجنة التحكيم لمّا فازت بالجائزة.

في رأيك لماذا يعد الإنتاج الأدبي حاليًا في مجال القصة القصيرة أقل رواجًا؟

ربما يرجع الأمر لحسابات وقتية خاصة بالظروف المحيطة، الناس تبحث عن الرواية لأنها عمل طويل يستغرقهم، فيغرقون فيه لينسوا الحياة الصعبة الحالية، نحن في عصر التخدير، القصة القصيرة هي الأصغر في الحجم لكنها الأصعب في البنيان من نظري.

ربما هذا أيضًا من أسباب عزوف الناس عن كتابتها أو تلقيها، يستطيع الجميع الاستطراد في الحكي لكن التكثيف وكل ما يتعلق من تفاصيل فنية شائكة خاصة بالقصة قصيرة قليل من هم قادرون على الإتيان به في النصوص.

وأقولها بثقة: لوثة الرواية هذه لن تدوم طويلًا.

هل تعتقد أن الأديب يمكن أن يتحقق أدبيًا وإبداعيًا من خلال حصد الجوائز؟

بالتأكيد لا، فهناك كبار وعظام لم يكن لهم حظ من الجوائز أو التكريمات لكن هم كبار وعظام بما كتبوا لا بقدر ما احتفى الناس بكتابتهم.

وعلى النقيض لن أنكر الدعم المعنوي الذي تقدمه الجوائز كحافز ودفعة للاستمرار، والدعم المادي الذي يحتاجه المبدع ليقتات.

كيف ترى مشكلات مبدعي قنا؟

مشكلات متجذرة في تربة الزمن، سقاها الجهل ورعاها الإهمال، لا حل إلا أن يتحد مثقفو ومبدعو قنا لوضع خطط ورؤى واضحة، وذلك يحتاج لجدية وإخلاص أرى أنهما غير موجودين بشكل كافٍ حاليًا، حيث كل مبدع مشغول بنفسه فقط دون النظر إلى إشكالية الجمع، ومن أهمها مشكلة إنشاء فرع للهيئة المصرية العامة للكتاب في قنا.

وقد أثرت أنا هذا الموضوع من نحو عام مضى، وقام عضو مجلس الشعب النائب محمود الضبع بتلبية طلبي على الأوراق بموافقة من وزيرة الثقافة، لكن إلى الآن لم يحدث جديد على أرض الواقع.

ما هي مشروعاتك الأدبية المستقبلية؟

قريبًا أبدأ التحضير لنص مسرحية تاريخية ذات طابع صوفي، تتعرض لسيرة وجوانب من حياة أحد الأئمة الزاهدين الذين عاشوا قديمًا في بغداد، بالإضافة إلى مجموعة قصصية جديدة أضع تفاصيلها وخطوطها العريضة حاليًا.

ما هي أحلامك على المستوى الشخصي والعام بالنسبة لحركة الأدب في قنا ومصر؟

أحلامي على المستوى الشخصي أن أحقق ما لم يسبقني إليه غيري في مجال الأدب وبالتحديد القصة القصيرة، وأن يكون هناك شارعًا باسمي في يوم من الأيام بعد رحيلي.

بالنسبة لقنا أرجو أن يُنحي الجميع الخلافات الشخصية والأيديولوجية جانبًا، والعمل على إعادة التوازن للمشهد الأدبي الصعيدي ونفض غبار التعصب والجهل وكل السلوكيات والموروثات الخاطئة التي تؤرق صعيدنا الطيب الأصيل، وكذلك توحيد المطالب والكلمات حتى تكون لها صوت مسموع عند صناع القرار فيما يخص الثقافة والفن.

وأقرأ أيضا: ابن قنا “أبو دياب” يفوز بجائزة”الشارقة”للإبداع العربي

 

مشاركة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر