تصفح أكبر دليل للفعاليات الثقافية فى مصر

الدليل - تعالى نخرج

مُترجمو كتابات صنع الله إبراهيم: تأثر بـ«همنجواي» وتحرر من رهبة «النص الأصلي»

تجاوزت أعمال الأديب الكبير الراحل «صنع الله إبراهيم» حدود اللغة والجغرافيا، إذ تُرجمت العديد من روايات أبرز الكتّاب المصريين إلى لغات مختلفة، مما جعله من أكثر الأدباء العرب حضورًا وانتشارًا على الساحة العالمية. هذا الامتداد لم يكن فقط بسبب قيمته الأدبية، بل أيضًا بسبب الطابع السياسي والفكري لكتاباته، وارتباطها الوثيق بتحولات مصر في العقود الأخيرة.

من تأثير الاتحاد السوفيتي، إلى حياة المصريين في ظل الاحتلال الفرنسي. وجد كل مترجم في كتابات صنع الله إبراهيم، ما يبحث عنه، وما يرغب في إعادة تقديمه لقراء بلاده.. ويستعرض «باب مصر» أعمال الأديب الراحل في أعين مترجميه، الذين تحدثوا عنها في حوارات سابقة.

ومن بين أعماله المترجمة، ترجمة مارجريت ليتفين لرواية “الجليد” إلى اللغة الإنجليزية. وترجمة رواية “العمامة والقبعة” إلى الإنجليزية بواسطة بروس فادج، وإلى الفرنسية بواسطة المستعرب الفرنسي ريتشارد جاكيمون. كما صدرت ترجمات حديثة نسبيًا لرواية “بيروت”، بيروت بترجمة شيب روزيتي عام 2014. ورواية “تلك الرائحة” وكتاب “ملاحظات من السجن” بترجمة روبين كريزويل للإنجليزية عام 2013.

روايات صنع الله إبراهيم بالفرنسية

قدم ريشار جاكيمون، المستعرب الفرنسي والأكاديمي البارز، وأستاذ اللغة العربية المعاصرة وآدابها في جامعة “آكس أون بروفانس” الفرنسية، أعمال الأديب صنع الله إبراهيم للقارئ الأجنبي باللغة الفرنسية. مثل رواية “تلك الرائحة” في عام 2011، وروايتي “الجليد” و”وردة”.

عاش جاكيمون أكثر من 15 عامًا في مصر، وتعلم اللغة العربية وأتقنها. وعمل مديرًا لقسم الترجمة في البعثة الثقافية الفرنسية. وعن “تلك الرائحة”، التي كانت قد تعرضت للرقابة عند نشرها عام 1966 ولم تظهر كاملة إلا بعد عشرين عاما. يصف صنع الله إبراهيم فيها المصالحة الصعبة مع الحرية التي يعيشها سجين سابق، تنقذه كتاباته من الكارثة.

“تلك الرائحة” بالإنجليزية مرتين

رغم وجود ترجمة سابقة لرواية تلك الرائحة بالإنجليزية، فإن روبين كريزويل، الناقد والباحث والمترجم الأمريكي وأستاذ الأدب المقارن في جامعة براون، أعاد ترجمتها مع كتاب “ملاحظات من السجن”.

كتب إبراهيم الرواية في منتصف الستينيات، بعد فترة قصيرة من قضاء عقوبة سجنه. وتدور أحداثها حول حياة رجل بعد أيام من إطلاق سراحه، وهو يحاول إعادة الاندماج في الحياة اليومية بالقاهرة. بينما تسيطر عليه صدمة ثقافية بسبب السجن.

وفي حوار مع صحيفة جيرنيكا ديلي، تحدث كريزويل عن تجربته في نقل غرابة الرواية، التي تنشأ – على حد وصفه – من إشارات إلى همنجواي. وقد اختار ترجمتها، رغم ترجمتها السابقة، لأنه يعتبرها من أفضل أعمال إبراهيم، مضيفا: “عندما نشرت الرواية في منتصف الستينيات، صُدم القراء المصريون. من المواقف الجنسية التي كانت فاضحة إلى حد ما، لكنني أعتقد أن ما أزعجهم حقًا هو الأسلوب”.

التجريد من المفردات

أضاف كريزويل: “لقد صقل إبراهيم البلاغة العربية وجرّدها من مفرداتها تمامًا. تخلّص من الاستعارات، ورفض استخدام الألفاظ البذيئة. إنها روايةٌ لا تقبل المساومة. وبالنسبة لي، كآبتها مبهجةٌ بشكلٍ غريب. أعتقد أن الترجمة الإنجليزية السابقة، التي نفدت طبعتها منذ فترة طويلة، لم تنصف غرابة الرواية”.

ملاحظات من السجن

ضمّن كريزويل في النسخة المترجمة من “تلك الرائحة” كتاب “ملاحظات من السجن”، وهي مجموعة مختارة من مذكرات إبراهيم التي احتفظ بها في السجن في أوائل الستينيات، قبل أن يصبح كتابا. وتابع في الحوار مع صحيفة “جيرنيكا ديلي”: “نُشرت المذكرات في القاهرة عام 2004. ووجدتها في مكتبتي المفضلة بوسط المدينة، وأذهلني أنها ليست سجلاً للحياة اليومية في السجن، بقدر ما هي مذكرات قارئ”.

غلاف رواية تلك الرحلة
غلاف رواية تلك الرحلة
التأثر بأدب إرنست همنجواي

يشير كريزويل إلى أن ما يميّز علاقة إبراهيم بالأدب العالمي، وخاصة المترجم منه، ليس “التأثر” بالمعنى التقليدي. بل قدرته على اختيار ما يخدم مشروعه الأدبي وتجاهل ما لا يتوافق معه. ويؤكد أن قراءة إبراهيم لأرنست همنجواي كانت مفصلية، بل إن إبراهيم نفسه أقرّ بأهمية هذا التأثير. خاصة على مستوى الأسلوب.

ويضيف: “بساطة لغة إبراهيم وتحديده في السرد، تعود بشكل كبير إلى همنجواي، الذي كان يعتبر أن كتابة الحقيقة تبدأ بتسجيل ما يرى ويسمع. كما جاء في (التلال الخضراء في إفريقيا). وقد تبنى إبراهيم هذه المقاربة كأساس لكتابته”.

التحرر من رهبة النص الأصلي

يرجح كريزويل أن قراءة إبراهيم لأعمال مثل همنجواي، جويس، ويفتوشينكو- التي وصلته عبر ترجمات جزئية أو مختارات- أتاح له التحرر من رهبة “النص الأصلي” وقراءتها بذهن منفتح وغير مقيّد. ويضيف أن إبراهيم مارس نوعًا من “البريكولاج الأدبي”. أي بناء النصوص من عناصر متفرقة، بشكل إبداعي لا يخضع للوصفات الجاهزة. واصفا أسلوب بأنه “التجربة المستمرة” .

الأدب اليساري في مصر

أشار كريزويل، في مقدمة “تلك الرائحة”، إلى أن أشخاصًا من نفس التوجه السياسي لإبراهيم شاركوا الإخوان المسلمين السجون في الخمسينيات والستينيات. لكنهم لم يتواصلوا اجتماعيًا، ولم تكن بينهم علاقة ودية بين الشيوعيين المصريين والإسلاميين. وعن قلة ترجمة الأدب العربي إلى الإنجليزية مقارنة بالفرنسية أو الإسبانية، أرجع السبب إلى ضعف شبكة الناشرين والمترجمين والمراجعين الأدبيين، لكنه أكد أن هذا الوضع بدأ يتغير.

كما أشار إلى مقال إدوارد سعيد عام 1990 بعنوان “الأدب المحظور”. انتقد فيه الناشرين الأمريكيين لقلة اهتمامهم بأي عمل مكتوب بالعربية، باستثناء أعمال نجيب محفوظ.

“الجليد” باللغة الإنجليزية

ترجمت مارجريت ليتفين، أستاذ الأدب العربي والمقارن بجامعة بوسطن الأمريكية، رواية “الجليد” للأديب الكبير صنع الله إبراهيم، الصادرة عام 2011، من العربية إلى الإنجليزية. وصدرت الترجمة عن دار نشر “سيجال بوكس” عام 2019، بتوزيع من مطبعة جامعة شيكاغو.

أولت ليتفين اهتماما خاصا بترجمة هذه الرواية بعد سنوات من عملها على ترجمة أعمال عالمية أخرى. وحرصت، بصفتها مؤرخة ثقافية عابرة للحدود، على زيارة مصر ولقاء المؤلف عام 2018.

مؤرخ مصري في موسكو

تدور أحداث الرواية في عام 1973 حول المؤرخ المصري شكري، الذي يُكمل عاما في الدراسات العليا بموسكو من دون الحصول على شهادة جامعية.

ويتعرف القارئ عبر السرد على الحياة السوفيتية في عهد بريجنيف وما صاحبه من أزمات، مثل التوترات العرقية داخل الاتحاد السوفيتي. والمتقاعدون الروس العاجزون عن شراء علبة لحم. وزميل السكن القرغيزي الذي يحضر صديقته الروسية للعيش في غرفة يسكنها أربعة أشخاص. إضافة إلى موظفي السفارة العربية الذين يتاجرون في السوق السوداء والنساء الروسيات المحررات لكنهن يشعرن بعدم الأمان.

يسجل شكري هذه التفاصيل بأسلوب واقعي، استنادًا إلى تجربة إبراهيم الشخصية في الدراسة بالمعهد الروسي للسينما في موسكو خلال الفترة من عام 1971 إلى عام 1973.

من شكسبير إلى صنع الله إبراهيم

في حوار مع مجلة “آراب لايت”، تحدثت ليتفين عن التحول في مسيرتها. إذ اتجهت إلى ترجمة رواية صنع الله إبراهيم بعد دراساتها العديدة عن أدب الإنجليزي ويليام شكسبير.

وترى الباحثة أن الاتحاد السوفيتي لعب دورًا محوريًا في تشكيل التفاعل الثقافي بين العالم العربي وأوروبا الشرقية. خاصة في ما يتعلّق بتلقي أعمال شكسبير وتأويلها في السياق العربي، ولا سيما المصري.

وأوضحت أن الاتحاد السوفيتي كان بمثابة الجسر الذي ربط الثقافتين. وقالت: “لفت انتباهي بشكل خاص الكتاب العرب الذين تأثروا بالثقافة الروسية أو عاشوا تجارب شخصية هناك. وهو ما دفعني لإطلاق بحثي الحالي حول العلاقات الثقافية العربية-السوفيتية”.

مؤرخ لمصر في زمن العولمة

أشارت ليتفين إلى أنها ترجمت رواية “الجليد” بعد 8 سنوات من صدورها بالعربية، ووصفتها بأنها عمل أثار اهتمامها بشدة. وعلقت قائلة: “أسلوب صنع الله إثنوغرافي ودقيق تاريخيًا. إنه بمثابة مؤرخ لمصر في زمن العولمة. وقد شدني بشكل خاص ما كتبه عن تجربته مع الاتحاد السوفيتي، ورؤيته لذلك العالم”.

وتعد هذه المقاربة جزءًا من اتجاه بحثي أوسع يستكشف تأثّير التبادل الثقافي بين العرب والسوفييت على الأدب والمسرح. وحتى على التكوين السياسي والفكري لعدد من أبرز المثقفين العرب في القرن العشرين.

هدية مفاجئة

في سياق بحثها الأكاديمي عن العلاقات الثقافية بين العالم العربي والاتحاد السوفيتي، وجدت ليتفين في رواية “الجليد” ما يشبه “الهدية المفاجئة” التي سقطت في أحضان مشروعها. وقالت إنها قرأت، في مرحلة الدراسات العليا، روايات صنع الله إبراهيم مثل “تلك الرائحة” و”اللجنة” و”ذات”. وعندما صدرت “الجليد” عام 2011، شعرت بأنها الأنسب لترجمتها إلى الإنجليزية.

وترى أن الرواية نجحت في تقديم رؤية إثنوغرافية دقيقة للواقع السوفيتي من خلال عين شخصية أجنبية تشعر بالاغتراب.موضحة: “صنع الله إبراهيم يُغرب كل التفاصيل: الطعام، الموسيقى، النكات. وحتى الأشياء اليومية مثل أسماء المساكن الطلابية. أصر على إظهار مدى الغرابة التي شعر بها المصري هناك”.

واستشهدت بمثال تكرّر في الرواية، حيث يخرج الراوي “شكري” مرارًا إلى الشارع. ويسرد قائمة طويلة من الملابس الشتوية التي يرتديها: القبعة، المعطف، القفازات، الوشاح، الجوارب، والحذاء الثقيل. في كل مرة يكرر الطقس البارد كعائق رمزي للتواصل الإنساني ودليل على اغتراب واضح.

غلاف رواية برلين 69
غلاف رواية برلين 69
شيوعي في وارسو وبرلين

قبل ترجمة الرواية، درست ليتفين السيرة الذاتية لصنع الله إبراهيم، وقالت: “كان إبراهيم شيوعيا من عام 1959 إلى عام 1964. وقضى بعض الوقت في السجن لهذا السبب. بعد ذلك سافر إلى وارسو وبرلين الشرقية، وعمل في وكالة الأنباء الألمانية الشرقية Allgemeiner Deutscher Nachrichtendienst كمصحح للغة العربية.

كتب رواية عن هذه الفترة بعنوان “برلين 69″، ثم سافر إلى موسكو، وحصل على زمالة في معهد VGIK للتصوير السينمائي في موسكو. هناك التقى بالعديد من السوريين؛ الذين أصبحوا لاحقا كبار المخرجين، وشارك الغرفة مع المخرج محمد ملص. كان كلاهما يكتب – أو على الأقل كان ملص يطمح بالفعل إلى أن يكون كاتبًا– وسجلا ملاحظات عن بعضهما. لكنها لم تكن موجهة إلى جهاز المخابرات السوفيتي.

دونا أحلامهما الأدبية، كما أنتجَا فيلمًا مشتركًا بعنوان “كل شيء في مكانه، وكل شيء في النظام، يا سيدي الضابط”. مثّل فيه صنع الله نفسه كسجين سياسي يقرأ الصحف، رغم أنه لا يجيد التمثيل.

لماذا درس في روسيا؟

كانت روسيا في السبعينات ملتقى المثقفين العرب بسبب وفرة المنح الدراسية وقلة تكاليف المعيشة. وبرغم أنها دولة شمولية، فإن تلك الفترة شهدا قدرا من الحرية وتعددا في الجنسيات العربية هناك.

وتوضح ليتفين أن صنع الله إبراهيم أراد مكانا يستطيع فيه الجلوس والكتابة. إذ لم يكن الوضع آمنًا بالنسبة له في مصر كشيوعي في عهد السادات. لذا، وجد له أحدهم منحة دراسية. كما أن الأدب الروسي كان جذابًا. إذ عملت الدبلوماسية الثقافية السوفيتية على جعله متاحا بترجمات جيدة وبأسعار معقولة. وكانت الروايات الروسية أقل ثمنا من نظيرتها العربية.

مصير أرشيف صنع الله إبراهيم

تطرقت مارجريت للحديث عن لقائها الشخصي بصنع الله إبراهيم في منزله بالقاهرة، وقالت: “أخبرني صنع الله أن رواية الجليد صدرت في الوقت الخطأ، لأن يوم النشر كان 25 يناير 2011. وبسبب الانشغال بالأحداث السياسية لم يتم نقده أدبيا. وقد اعترضت بعض المقالات على عرضه لروسيا، لكن لم يثر الكثير من التعليقات على أسلوبه الأدبي”.

ووصفت أرشيف صنع الله الشخصي بأنه “كنز”، قام بتخزينه في صناديق كثيرة في شقته بمصر الجديدة. وعبرت له عن أمنيتها في عدم التفريط فيه، وأن تقرِّر مكتبة كبيرة اقتناء هذا الأرشيف.

في هذه الصناديق، احتفظ صنع الله بكل شيء: تذاكر السفر والبطاقات البريدية التي تلقاها، ومذكراته وشهادة مدرسة السينما. وتوثيق العديد من مراحل حياته وعمله، وقصاصاته من الصحف المصرية وأرشيفه المنزلي للتاريخ المصري. وأشارت إلى أنه أولى اهتماما بفهم مسيرة جمال عبد الناصر وإرثه. وعلاقة جيله به، واستغل هذا البحث في روايته “1970” كمحاولة لفهم التاريخ المصري ما بعد الاستعمار.

العمامة والقبعة

تُرجمت رواية “العمامة والقبعة” لصنع الله إبراهيم إلى أكثر من لغة، مثل نسختها باللغة الفرنسية بواسطة ريشار جاكمون. وأخرى باللغة الإنجليزية بواسطة بروس فادج أستاذ اللغة العربية بجامعة جنيف. عن دار نشر “سيجال”.

تدور أحداث الرواية عن حياة المصريين خلال الاحتلال الفرنسي، والمواجهة الاستعمارية لمصر. إذ يقدم الكتاب كنص لمخطوطة لم تكتشف من قبل، وهو عبارة عن يوميات كتبها أحد طلاب المؤرخ القاهري الكبير عبد الرحمن الجبرتي، الذي وثّق بشكل مشهور احتلال نابليون بونابرت لمصر لمدة ثلاث سنوات من عام 1798 إلى عام 1801.

مصر خلال الاحتلال الفرنسي

في مقابلة مع “بروس فادج” أجرتها مجلة “آراب لايت”، تحدث عن ترجمته لرواية صنع الله إبراهيم، إذ اطلع على أدبه لأول مرة عندما كان طالبًا في القاهرة في التسعينيات. وقرأ رواياته “تلك الرائحة” و”اللجنة” و”ذات”، إذ كان من بين كتابه المفضلين.

وفي الثمانينات بدأ مشروعه في ترجمة مكتبة الأدب العربي، وكان من بينها “100 ليلة وليلة” الشبيه بـ “ألف ليلة وليلة”، وبعدها أراد ترجمة شيء آخر حديث.

واهتم حينها بنابليون بدافع شخصي، ووجد هذه الحقبة هامة لأن المصادر تمنح صورة واضحة عن تلك الفترة وخاصة القاهرة، ووجد رواية “العمامة والقبعة” لصنع الله إبراهيم تدور حول الأحداث نفسها.

وكان ذلك بعد ترجمة “روبين كريسويل” لرواية “تلك الرائحة”، وقرر ترجمتها بسبب أمران، هما، الجانب التاريخي والجغرافي للرواية، والجانب السياسي، إذ كتب إبراهيم الرواية خلال الاحتلال الأمريكي للعراق.

خيال صنع الله إبراهيم

الشخصية التاريخية الرئيسية في الرواية بعد الجبرتي، هي بولين فوريس، عشيقة بونابرت في مصر. ويصف فادج الرواية بقوله: “يستحوذ خيال صنع الله إبراهيم على الرواية، إذ لا نعرف الكثير عنها وعن عملها تحديدًا في مصر، وعلاقتها بالراوي مُختلقة، متجاوزا بها التفاعل السياسي بين الفرنسيين والقاهريين”.

ووصف أسلوب صنع الله إبراهيم بأنه يتميز بـ”أسلوب أدبي خاص”، مستخدما الوثائق المتاحة لتلك الفترة التي كتبها المراقبون الفرنسيون والمصريون. ومن أبرز التحديات التي واجهها وجود الكثير من المفردات الإدارية والعسكرية من لغة الجبرتي التي لم يكن يعرفها، ولم يعثر عليها في القواميس.

اهتمام المترجمين بكتابات صنع الله إبراهيم

عند سؤاله عن سبب اهتمام المترجمين بأعمال إبراهيم، أوضح: “يعود ذلك إلى شهرته وخبرته الطويلة، ومعظم الأجانب الذين يتعلمون العربية سيصادفون رواياته في مرحلة ما. والأمر الآخر أن معظمها روايات أفكار يمكن ترجمتها بشكل أفضل، ويتناول مواضيع مهمة مثل الثورة، الرأسمالية، الشيوعية”.

وتابع: “تأثر إبراهيم بالاتجاهات الأدبية والفنية خارج العالم العربي، وهذا يجعله أكثر انفتاحًا على القراء الدوليين”.

اقرأ أيضا:

قاهرة صنع الله إبراهيم: مدينة شاحبة في زمن التحولات

صنع الله إبراهيم في مذكرات محمد ملص: يوميات «موسكو»

ملف| صنع الله إبراهيم: تجربتي الروائية

صنع الله إبراهيم يجيب على السؤال: كيف أكتب؟

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر
إغلاق

Please disable Ad blocker temporarily

Please disable Ad blocker temporarily. من فضلك اوقف مانع الاعلانات مؤقتا.