تصفح أكبر دليل للفعاليات الثقافية فى مصر

الدليل - تعالى نخرج

«ملتقى السمسمية».. احتفاء بتوثيق عالمي ومطالب محلية لدعم العازفين

بينما كانت الدكتورة نهلة إمام، مستشار وزير الثقافة للتراث غير المادي، تطالب في حفل «ملتقى السمسمية الثالث» بمدينة الإسماعيلية بضم عازفي الآلات الشعبية، ومن بينها السمسمية، إلى نقابة الموسيقيين، لأنهم في حاجة إلى تأمين اجتماعي ومعاشات ودعم نقابي. كان محمد ميدا، آخر صانع لآلة السمسمية بالمدينة، يجلس وحيدا في بهو خارجي أمام المسرح، مطالبا بدعم وإعفاء من دفع قيمة حق الانتفاع لمعرضه بوسط المدينة.

وقدم محمد ميدا مقتنياته وإنتاجه من آلة السمسمية في معرض مفتوح أعد على عجل في صباح يوم الملتقى دون تحضير مسبق، أمام الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، واللواء أكرم جلال، محافظ الإسماعيلية، واللواء خالد فودة، مستشار رئيس الجمهورية للتنمية المحلية. إلا أنه لم يدخل لمتابعة عروض الاحتفال، وفضل الجلوس وحيدا وسط آلاته.

دعم عازفي السمسمية

قالت الدكتورة نهلة إمام في كلمتها خلال افتتاح الملتقى: “أتمنى من نقابة الموسيقيين أن تنظر في ضم عازفي السمسمية لعضويتها. فمن حقهم الحصول على دعم تأميني ونقابي، حفاظا على الآلة وتراثها”. وأضافت: “من حقنا أن نفتخر بكوننا حملة تراث السمسمية. وقد استطعنا الحفاظ عليه عبر الزمن رغم التحديات والصعوبات”.

وقال محمد ميدا لـ«باب مصر – بحري»: “أنا بعمل السمسمية والمعرض من معاشي، وأنا على المعاش بقالي 7 سنين. والحي طالب مني حق انتفاع للمعرض بميدان عرابي. وأنا أطالب وزير الثقافة ومحافظ الإسماعيلية برفع الرسوم المطلوبة عني بحق الانتفاع من معرض الإسماعيلية، تكريما لي، لأني منتمي للثقافة والمحافظة. وعملت المعرض ده للحفاظ على تراث الآلة والمحافظة”.

ويدير ميدا معرضا لآلة السمسمية بمنطقة ميدان عرابي بوسط الإسماعيلية منذ ما يقرب من 10 سنوات. يعرض فيه إنتاجه كصانع للآلة ومقتنياته من آلات قديمة عزف عليها. حينما كان عازفا أساسيا بفرقة الإسماعيلية للآلات الشعبية التابعة لوزارة الثقافة قبل خروجه إلى المعاش.

وبرغم دعوة محمد ميدا كآخر صناع الآلة بالمدينة، لم يحضر مراسم تكريم رموز السمسمية خلال الافتتاح. حيث كرمت وزارة الثقافة اسمي الراحلين زكريا إبراهيم، مؤسس فرقة الطنبورة ببورسعيد، ويحيى موللر، مدير فرقة الإسماعيلية للآلات الشعبية. وأيضا “سيد كابوريا” أقدم عازف وصانع للآلة بمدينة السويس.

ملتقى السمسمية في الإسماعيلية - تصوير محمد عوض
ملتقى السمسمية في الإسماعيلية – تصوير محمد عوض
غياب رموز آلة السمسمية عن الملتقى

اختيار ثلاث شخصيات للتكريم من مدن قناة السويس لاقى ترحيبا كبيرا. إلا أنه واجه في الوقت ذاته انتقادا من عازفي الآلة الذين تمنوا تكريم أسماء ساهمت في تطويرها. أو على الأقل دعوتهم لحضور اللقاء.

وقال العازف موسى أحمد موسى، لـ«باب مصر – بحري»، إنه حضر الملتقى دون دعوة. حيث إن قصور الثقافة لم توجه دعوات للعازفين وأصحاب الفرق المستقلة عنها لحضور اللقاء. وهناك أكثر من اسم بارز في الحفاظ على تراث السمسمية وتطويرها لم يحضروا اللقاء. ولا نطلب تكريم إنما دعوة حضور.

وأضاف: “قيمة آلة السمسمية في الحضور الشعبي وسط الناس في الشوارع والضمة. لكن لما تقطعها وتخليها في فاترينة وسط المسارح، كده الآلة بتفقد جمهورها الحقيقي”.

الأمر نفسه اتفق معه محمد ميدا، قائلا: “لو عايزين نحافظ على الآلة لازم نخليها مفتوحة ومتاحة للناس زي الزمان في الضمة على القهاوي والجناين والمهرجانات في شم النسيم والفراولة والمانجا. إنما لما تتحول السمسمية لمجرد آله مسرحية، بتفقد كتير من جمهورها التلقائي”.

اهتمام رسمي بتسجيل التراث المصري

قال الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، عقب حفل الملتقى: “هناك اهتمام بتسجيل عناصر التراث والثقافة المصرية. والآن لدينا 11 عنصرا مسجلا في القائمة التمثيلية باتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي. ونسعى لتسجيل عناصر أخرى”.

وأضاف: “وجودنا في الإسماعيلية ومنطقة قناة السويس احتفال بإنجاز وطني نفتخر به جميعًا. وهو تسجيل آلة السمسمية على قوائم التراث الثقافي غير المادي باليونسكو، كرمز أصيل من رموز الهوية المصرية. إذ لا تزال صوتًا نابضًا بوجدان أهل القناة، وشاهدًا على تاريخ طويل من الكفاح والصمود، ورفيقة الانتصارات، وحافظةً لذاكرة المكان”.

عروض فنية متنوعة

جمع الحفل الرئيسي للمتلقى تسع فرق فنية هي: فرقة الإسماعيلية للفنون الشعبية، الطور التلقائية، السويس للآلات الشعبية، الصحبة البورسعيدية، بورسعيد للآلات الشعبية، شباب السويس، الإسماعيلية للآلات الشعبية، الوزيري بالإسماعيلية، وبورسعيد للفنون الشعبية. وقدمت هذه الفرق عروضا متصلة في المضمون، منفصلة في الأداء. أظهرت مدى ثراء تراث السمسمية.

وقال د. محمد شبانة، أستاذ الأدب الشعبي بأكاديمية الفنون وعضو لجنة تسجيل السمسمية باليونسكو، لـ”باب مصر – بحري”، إن السمسمية وصلت لمدن القناة مع حفر القناة. وهي موجودة أيضا في مدن حوض البحر الأحمر، لأنها ارتبطت بحركة التجارة والسفن. حيث كان البحارة يتنقلون ومعهم موسيقاهم، وهو ما ساهم في انتشارها قديما. لكن ما يميزها في التراث المصري هو الطابع الخاص. فكل مدينة تعزف السمسمية بطريقتها وروحها.

<p>وأضاف: “اليوم نجد السمسمية في مدن أخرى غير التي نشأت بها، بفضل توسعات هيئة قصور الثقافة، فتجد نماذج من أغانيها في رأس غارب، مطروح، النوبة، الدقهلية، بخلاف مدن القناة المشهورة بها”.

اقرأ أيضا:

«سياحة المانجو» في الإسماعيلية.. فرجة الصيف وفرحته بنكهة تراثية

«الأرغول».. محاولات لإحياء تراث آلة الريف المصري

معرض فني يوثق أول طابع بريد للكشافة المصرية في المتحف القومي للحضارة

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر
إغلاق

Please disable Ad blocker temporarily

Please disable Ad blocker temporarily. من فضلك اوقف مانع الاعلانات مؤقتا.