عودة «بينالي الإسكندرية» بعد انقطاع دام أكثر من 12 عاما.. كيف سيكون شكله؟

أعلن الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، عن عودة «بينالي الإسكندرية» لدول حوض البحر الأبيض المتوسط، بعد انقطاع دام أكثر من 12 عاما. ودعا وسائل الإعلام إلى نشر الوعي بالبينالي، حتى يصبح لفظا دارجا ومفهوما لدى جميع فئات المجتمع. جاء ذلك خلال المؤتمر الذي عقد بمركز الحرية للإبداع بالإسكندرية للإعلان عن تفاصيل الدورة القادمة.
وأكد وزير الثقافة أن بينالي الإسكندرية يجب أن يكون له تأثير قوي على الجمهور، ليس فقط من خلال فعالياته وعروضه. فالثقافة ليست مجرد فعاليات ثقافية أو عروض أدبية أو تشكيلية، بل هي سلوك عام وجزء من حياة الإنسان. وأضاف: «سنسعى جاهدين إلى زيادة هذا التأثير في كل دورة عن سابقتها. خاصة على الشباب، عبر غرس القيم الجمالية والفنية فيهم».
وشدد «هنو» على دور الصحافة والإعلام كشريك أساسي في غرس هذا التأثير في الجمهور، قائلا: «أنا عمري ما اعتبرت نفسي وزيرا. ولكن منسقا للمثقفين ليدلوا بدلوهم عبر الوسائط المختلفة والملائمة لهم. وبالتالي فالإعلام أيضا شريك أساسي في التعريف ورفع الوعي الثقافي». وتوقع نجاحا كبيرا لهذه الدورة من بينالي الإسكندرية يمتد إلى جميع أنحاء مصر.
الإسكندرية مدينة الفن والثقافة
عبر وزير الثقافة – خلال كلمته- عن فخره وسعادته بعودة “بينالي الإسكندرية”، مؤكدا أن الفن جزء من هوية المدينة وركيزة من ركائز قوتها الناعمة. فالإسكندرية، منذ نشأتها، تُعد ملتقى الحضارات وميناء الفكر والفن وحاضنة للعلم والثقافة.
وأعلن أن فعاليات الدورة القادمة ستتخطى حدود المتاحف والمسارح لتشمل الشوارع والمباني التاريخية والحدائق العامة. لتتحول مدينة الإسكندرية بأكملها إلى معرض مفتوح يشارك فيه الجمهور ويشعر بأنه جزء من تفاصيله. وأشار إلى أن شعار هذه الدورة هو: “هذا أيضا سيمر”. بما يحمله من رسالة أمل وثقة في قدرة الفن على تجاوز التحديات بروح أكثر إنسانية.
واستعرض «هنو» تاريخ بينالي الإسكندرية، موضحا أنه تأسس عام 1955 كثالث أقدم بينالي في العالم بعد فينيسيا وساو باولو. كما يُعد أول بينالي في العالم العربي وإفريقيا. ويظل البينالي منصة رائدة للحوار الثقافي والإبداع الفني. وفي دورته الجديدة يتبنى رؤية شاملة للفن، ويمنح المباني التاريخية حياة جديدة. مع اهتمام خاص بالحرف التقليدية من خلال التعاون مع الفنانين. كما يسهم في تنشيط السياحة والاقتصاد المحلي. ويعزز صورة الإسكندرية كواجهة عالمية للإبداع.

اهتمام بالقضايا البيئية
أضاف وزير الثقافة أن هذه الدورة ستضع القضايا البيئية في صدارة الاهتمامات، عبر الممارسات الفنية المستدامة وأعمال تعكس وعيًا بقضايا المناخ. وأعلن وزير الثقافة عن مشاركة دول مثل فرنسا وإيطاليا وفرنسا وتركيا. إضافة إلى جميع دول البحر المتوسط. بما يضفي قيمة فنية للحدث ويعيد الإسكندرية بقوة إلى خريطة الفعاليات الثقافية الدولية، كمنصة للحوار بين الشعوب.
واختتم حديثه قائلا: “قدر الإسكندرية أن تكون بؤرة للتفاعل الثقافي والفني في مصر بأكملها. وأن يمتد تأثيرها إلى دول البحر الأبيض المتوسط والإقليم العربي. وستصل الثقافة من خلالها إلى جميع محافظات مصر وأقاليمها”.
فتح باب التعاون والشراكات مع مؤسسات مصرية وأجنبية
قال الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية ورئيس البينالي: “لم نغفل المؤسسات التعليمية في الإسكندرية؛ جامعة الإسكندرية، الجامعات الخاصة، الجامعة اليابانية، والأكاديمية العربية. فجميعها ضمن خطة التعاون مع بينالي الإسكندرية. كما أن هناك شراكات مع المجتمع المدني في مصر ودول حوض البحر الأبيض المتوسط، سواء كانت مؤسسات ثقافية أو فنية”.
وصرح الفنان معتز نصر، قوميسير عام البيانلي، بأن موجة إبداعية متنوعة ستجتاح شوارع الإسكندرية ومبانيها التاريخية. وستتخللها عروض حية. وأوضح أن الدورة الـ27 من بينالي الإسكندرية، التي تحمل عنوان “هذا أيضا سيمر”، تعكس نظرة مستقبلية متفائلة بأن كل شيء سيتطور للأفضل. وأضاف: “سيكون هناك العديد من أوجه التعاون مع المجتمع المدني على مستوى المنطقة كلها، وليس داخل مصر فقط. وقد تلقينا بالفعل عدة طلبات للمشاركة في الدورة القادمة أو على هامشها”.
أجانب سيأتون للعمل في مصر
أشار قوميسير عام البيانلي إلى أن بعض الأعمال الفنية ستأتي مباشرة من الخارج. بينما الأهم أن الفنانين الأجانب سيأتون للعمل هنا، ليتحول المكان إلى ورشة عمل يشارك فيها شباب الفنانين المصريين. وهنا ستكون الاستفادة أكبر كثيرا فنياً وعلمياً وسياحيا.
ودعا وزير الثقافة كل من لديه أفكار تنويرية التقدم بها فورا لدراستها ووضعها في خطة العمل، التي بدأت بالفعل منذ فترة وتستمر لمدة عام، حتى موعد إقامة الدورة الـ27 من بينالي الإسكندرية في سبتمبر 2026.

جولة لوزير الثقافة داخل قصر فيني
بعد انتهاء فعاليات المؤتمر الصحفي، تجول الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، سيرا على الأقدام في شارع النبي دانيال- أقدم شوارع مدينة الإسكندرية- ومنه إلى شارع فؤاد التاريخي حتى وصل إلى قصر فيني التاريخي. وهو القصر الذي انضم حديثا إلى المراكز الفنية والثقافية بالمدينة، وسيكون له نصيب كبير من عروض البينالي في دورته القادمة.
ومنذ حوالي شهرين، وقعت وزارة الثقافة المصرية اتفاقية مع البنك الأهلي المصري، المالك الحالي للقصر، ليصبح المكان مركزا للعروض الفنية والمتحفية تحت إشراف قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، برئاسة الدكتور وليد قانوش.
ويعود هذا القصر في الأصل إلى أحد أبرز تجار القطن في مصر- إن لم يكن أكبرهم- وهو “أوزلد فيني” الإنجليزي الجنسية، وكان القصر مقر إقامته. وقد تفقد “هنو” جميع أجزائه، مشيداً بتاريخ المكان ومقتنياته الأثرية الفريدة.
اقرأ أيضا:
«مذبحة أشجار أبوقير».. مشروع توسعة مرورية يُثير الغضب في الإسكندرية
بلا فعاليات أو ندوات.. كيف أضاع معرض الإسكندرية العاشر للكتاب فرصته؟