تصفح أكبر دليل للفعاليات الثقافية فى مصر

الدليل - تعالى نخرج

«سياحة المانجو» في الإسماعيلية.. فرجة الصيف وفرحته بنكهة تراثية

لا شواطئ هنا، لا متاحف مكيفة ولا معابد ولا آثار تحكي تاريخا. فقط أشجار نستظل بها من حرارة شمس الصيف، وأجواء ريفية تفتح بابا لنزهة عائلية بطقوس مختلفة، تبدأ بجمع فاكهة محببة من مصدرها، وقد يتحمس البعض لتذوق ثمرة حتى قبل غسلها، من فرط الشغف بقطف أول ثمرة في مهرجانات سياحة المانجو بنفسك.

تشهد مدينة الإسماعيلية رواجا سياحيا خلال فترة الصيف. حيث يمكن للزائر الاستمتاع بوجبة سمك لذيذة من بحيرة التمساح، وشراء ثمار المانجو الشهيرة بالمدينة. وحاليا، أصبح بإمكانه قضاء يوم في مزرعة لأشجار المانجو وقطف ثمارها بنفسه. في نزهة جديدة أصبحت جزءًا من سياحة بيئية متصاعدة بالإسماعيلية.

هنا بدأت سياحة المانجو

مع انطلاق النسخة الأولى من مهرجان المانجو عام 2022، بدأت مزرعة خاصة فتح أبوابها للزوار ليستمتعوا بتجربة قطف الثمار وقضاء يوم ريفي بسيط بين أشجار المانجو والطعام الريفي. وقد جذب الإقبال على المزرعة اهتمام مزارع أخرى لإتاحة أشجارهم للزائرين من خارج الإسماعيلية، في إطار سياحة المانجو.

ويقول محمد صباح، صاحب مزرعة بالإسماعيلية: “ندير مزرعة عائلية، ولكنها متاحة الآن للزيارات في مواسم جمع المانجو والفراولة. إنها فرصة جديدة لزيادة نسبة السياحة في المدينة. وأيضا فقرة جديدة لزوار الإسماعيلية والاستمتاع بتجربة جمع المانجو، أشهر فاكهة في مصر”.

ويشرح صباح أنه يقدم للزوار تعليمات حول طريقة جمع المانجو باستخدام خطاف بدائي مثبت بعصا طويلة للوصول إلى الثمار في الأشجار العالية. مع التنبيه بعدم قطف المانجو التي ما زالت خضراء، وتمييز الناضجة منها، وأيضا بعدم اللعب والقفز على الأشجار حتى لا تتضرر الثمار.

أصبحت مدينة الإسماعيلية مقصدا لرحلات السياحة الريفية. ضمن قرى مصرية مسجلة على قوائم الأمم المتحدة للسياحة، كأفضل المقاصد للسياحة، مثل غرب سهيل بأسوان، وأبو غصون بالبحر الأحمر، ودهشور بالجيزة. إضافة إلى مناطق أخرى تستقبل السياحة الريفية، مثل الفيوم، والبرلس، وواحة سيوة بمطروح.

سياحة المانجو في الإسماعيلية
سياحة المانجو في الإسماعيلية
خسائر بسيطة أمام المتعة

يضيف “صباح”: “رغم التعليمات، أحيانا تحدث خسائر في الزرع بسبب قطف مانجة بالخطأ. والفاقد قد يكون بنسبة تتراوح بين 10 إلى 20% من الشجرة، لكن تعودت على نسبة الفاقد حتى في الأوقات العادية، من غير زيارات. ومفيش حاجة بتم 100% من غير خساير”.

وتابع: “أكيد هذا النوع من السياحة فتح بابا لدخل إضافي للمزرعة بجانب بيع المحصول، لكنه في الأساس دعم معنوي. ويكفيني أن الزائر يشكرنا علي طعم مانجو أورجانيك هو قاطفها بيده، وشعر بطعمها المختلف. هذا بالنسبة لي أهم من أي مكسب مادي”.

ومع تزايد عدد زيارات سياحة المانجو بالإسماعيلية، تستعد المدينة لإطلاق النسخة الثالثة لمهرجان المانجو في 8 أغسطس الجاري. كنوع من استثمار رواج الفاكهة الأشهر بالمحافظة.

ترويج دبلوماسي للمانجو

في سبتمبر 2020، انتشرت تدوينة للسفير النيوزيلندي لدى القاهرة، غريغ لويس، عبر فيها عن شغفه بالمانجو، خاصة نوع “العويس”. ووصفها بأنها “سفيرة فوق العادة لمصر”. وبعدها، بدأ السفير تبادل المانجو مع سفراء أستراليا وكندا كهدايا. التقط صاحب مزرعة خاصة هذه المبادرة. وبدأ في تجهيز مزرعته لاستقبال زيارات دبلوماسية ومدوني فيديو للترويج لسياحة المانجو قبل انطلاق المهرجان الرسمي عام 2022.

وتقول بلادييه صلاح الدين، منسقة رحلات بمدينة الإسكندرية، إنها أصبحت تدرج زيارة لمزرعة مانجو خلال رحلاتها إلى الإسماعيلية. بجانب المتاحف أو الجولة ببحيرة التمساح. لأن المشاركة في جمع ثمار المانجو تجربة لا تتكرر مع روتين العمل اليومي.

وتضيف: “زيارة المزرعة وسط المانجو وتناول الأكل الريفي أصبح طلبا متزايدا للإحساس بالطبيعة. خاصة أن المانجو فاكهة محببة للنفس، وفرصة رؤيتها على الأشجار يتيح تجربة مختلفة. لأننا لا نرى مراحل الجمع والنقل من الحقل إلى السوق”.

وتؤكد: “مدينة الإسماعيلية مشهورة بالمانجو، لذا من الممتع أن تحصد مانجة في أفضل مكان لها. إنها تجربة رائعة، لأن المانجو فاكهة مميزة، لا نراها في زراعات كثيرة مثل الخضار. فهي تنمو وسط مزارع كبيرة وأشجار عالية، وأيضا صعبة في طقوس حصادها”.

قطف المانجو
قطف المانجو
الطبيعة تشفي

الأمر نفسه تتفق فيه معها سمر عابد، مدربة لياقة بدنية، خلال زيارتها لمزرعة مانجو في نزهة عائلية تركت فيها لنجلها المجال للتنزه وسط الأشجار وتجربة يوم ريفي. حيث تقول: “أحب أن تكون جزء من الزيارات مع أسرتي لمكان طبيعي، ومزارع المانجو في الإسماعيلية أصبحت مكانا مثاليا. ففي أجواء الريف يشعر الإنسان وكأنه يُغسل من الداخل وسط الزرع والمانجو”.

وتضيف سمر، التي تعرف نفسها باسم “كابتن مورا” ومتخصصة في تدريبات اللياقة البدنية: “الطبيعية تفيد في تحسين الحالة النفسية وتبعد الكآبة. وفي عملي كمدربة لياقة بدنية، أفضل العمل في الأماكن المفتوحة. سواء في الطبيعة أو بالخروج إلى الريف والبحر. فالأجواء هناك لطيفة وتحدث فرقا مع الأولاد وتجدد نشاطهم خلال الإجازة والاستعداد لعام دراسي جديد”.

زيارات سياحة متعددة الأوجه

أشرف سليمان، مدير إدارة السياحة بديوان عام محافظة الإسماعيلية، يقول: “الإسماعيلية معروفة بسياحة اليوم الواحد. وهو يمثل تقريبا 70% من الدخل السياحي للمحافظة. وفي السنوات الأخيرة بدأت المحافظة تتجه إلى أن تكون الزيارات السياحية متعددة الأنشطة”.

ويضيف: “بدأت تظهر بوادر ذلك من خلال أنشطة المهرجانات الرياضية وزيادة المزارات الأثرية. وأيضا سياحة المهرجانات، خصوصا المهرجانات المتخصصة في المنتجات الزراعية مثل الفراولة منذ الثمانينيات. وحاليا مهرجان المانجو ونعد نسخته الثالثة”.

ويتابع: “بالتزامن مع مهرجان المانجو، انتشر نوع من السياحة البيئية أو الريفية. حيث يقضي السائح يوما في مزارع المانجو، يطهو طعامه بيده. ويصطاد الأسماك من البحيرة بنفسه، ويخوض تجربة قطف الثمار”. ويقول: “هذا النوع من سياحة المانجو استقطب نوعا جديدا من زوار المدينة. وخاصة السائح الأجنبي، الذي يفضل قضاء يوم في تجربة ريفية خالصة ومنتجات ريفية أورجانيك”.

التوسع في سياحة المانجو

يشير أشرف سليمان إلى دور مزرعة يديرها أحمد شجيع، عضو لجنة تنظيم مهرجان المانجو، في فتح مزرعته للزيارات الخارجية. وتبعه في ذلك مزارعون آخرون مثل “دندش” و”أبو صباح”. ويضيف: “نعمل حاليا مع مديرية الزراعة على توعية المزارعين بإمكانية تجهيز مزارعهم لاستقبال الزائرين. لما في ذلك من نفع اقتصادي، كنوع جديد من سياحة المانجو”.

ويقول: “سياحة المانجو أطلقت حركة تنشيطية للسياحة في الإسماعيلية. وهنا يأتي دور إدارة السياحة في متابعة أنشطة المزارع، وإعداد برامج زيارات تشمل مناطق سياحية مثل المتاحف، أو جولات حرة بالحي الفرنسي. أو زيارة شواطئ بحيرة التمساح وقناة السويس”.

ويضيف: “نستهدف أن تكون الإسماعيلية وجهة سياحية متعددة الأوجه. سواء من خلال فعاليات شهرية رياضية وثقافية، مثل مهرجان الفنون الشعبية، ومهرجان الأفلام التسجيلية، والسمسمية. أو من خلال الترويج لمنتجات زراعية مرتبطة بتاريخ المدينة، مثل مهرجاني الفراولة والمانجو”.

اقرأ أيضا:

«الأرغول».. محاولات لإحياء تراث آلة الريف المصري

معرض فني يوثق أول طابع بريد للكشافة المصرية في المتحف القومي للحضارة

«أم الخلول».. أكلة شعبية تحولت إلى تراث يُغنّى

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر
إغلاق

Please disable Ad blocker temporarily

Please disable Ad blocker temporarily. من فضلك اوقف مانع الاعلانات مؤقتا.