«حراس المعابد» و«الهجرة غير الشرعية».. قصص من معرض الفنون التشكيلية بالأقصر

على هامش ختام فعاليات المؤتمر الدولي السابع للفنون التشكيلية وخدمة المجتمع، الذي نظمته كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر الأسبوع الماضي على مدار يومين، أقامت الكلية معرضا فنيا ضم العديد من اللوحات التي تعكس الهوية البصرية لمدينة الأقصر، بالإضافة إلى تناول قضايا اجتماعية وإنسانية هامة مثل حراس المعابد والهجرة غير الشرعية.
حراس المعابد
من بين اللوحات التي تم عرضها بالمعرض، ثلاث لوحات لأحمد يوسف، خريج كلية الفنون الجميلة قسم الجرافيك، عن حراس المعابد. يقول يوسف لـ«باب مصر»: “كان لنشأتي وسط الحضارة والتاريخ بجوار المعابد في قرية الكرنك، تأثير كبير على اختياري لمحتوى لوحاتي. حيث نشأت على مراقبة حراس المعابد وتصرفاتهم وإيمانهم الكامل بالحفاظ على هذه المعابد. كما أنهم من أكثر الأشخاص المهمشين في هذا الوسط”.
ظل الشاب يذهب ويتنقل بين المعابد في مدينة الأقصر ليراقب حركاتهم وتصرفاتهم أثناء حراستهم للمعبد،.حيث جسد الهوية البصرية لهم في اللوحات. موضحا مدى حفاظهم على المعابد، وطريقة جلوسهم، ونظرتهم إلى تلك الأحجار التاريخية التي يرفضون لمسها أو إلقاء الأوراق أو القمامة عليها أو بجوار تلك الأعمدة الشاهقة.
ويؤكد أنه رسم هذه اللوحات بناءً على إحساسه وشعوره بهؤلاء الحراس. ولم يكتف بذلك، بل ربط مشروع لوحاته، بالإله “نوبيس”، إله الحراسة والتحنيط عند المصريين القدماء، حيث كان يوضع رمز “نوبيس” على مقابر الملوك بعد موتهم لحراستهم من السرقات، ربطا بين الماضي بالحاضر. وأشار إلى أنه استخدم بعض الرموز للحيوانات، مثل الكلب، الذي يمثل الحراسة. وأوضح أنه استخدم أقلام الرصاص في رسم اللوحات، التي كانت الوحيدة التي تم اختيارها من قسم الجرافيك لهذا المؤتمر من بين عدد كبير من اللوحات.
الصوفية والصبر
بينما شارك محمود أحمد، طالب في الفرقة الثالثة بكلية الفنون قسم ديكور، بلوحتين عن الصبر وربطها بالصوفية. إذ جسد فيها اللون الرمادي كلون أساسي يعبر عن الصبر، واللون الأخضر الذي يعبر عن الصوفية، كما أضاف الحروف العربية في اللوحة لتعبر عن توهان الشخصية البطلة. واستخدم “المنكروم” (لون واحد بدرجاته) كدلالة على السوداوية والغموض الذي ظهر في الشخصية البطلة.
أما لوحته الثانية التي شارك بها في المعرض، فقد عبرت عن “أميرة الهسكوس” من رواية “كفاح طيبة” للأديب العالمي نجيب محفوظ، وجسدها بزي الإغريق وهي تقف مائلة وترتدي مجوهرات كثيرة، مستخدما اللون الفيروزي والأحمر والشفاف.
ندوات وأبحاث على هامش المؤتمر
كما أقيمت على هامش المؤتمر ندوة بعنوان “من الطبيعة إلي التصميم: كيف تعيد الخامات الطبيعية مفهوم الاستدامة”، وكذلك ورشة عمل للرسم على الهوية البصرية لعدد من تلاميذ المدارس من ذوي الهمم. وتم مناقشة عدة أبحاث منها “دور الرسم في توثيق ونقل طقوس الموالد والاحتفالات الشعبية في الثقافة المصرية”، للباحث أحمد صابر عبد الظاهر، و”أثر الفن المصري القديم في تشكيل المفاهيم والأساليب في الفنون التشكيلية الحديثة”، للباحثة شروق عبد الحفيظ.
كما قدم ثلاثة باحثين مقترحا كاملا للحفاظ على التراث الطبيعي وتعزيز السياحة فى ضوء أهداف التنمية المستدامة تحت عنوان “منتزه الدبابية الجيولوجي نموذجًا”، وبحثا عن” فن إعادة التدوير ودوره في أعمال النحت البارز المعاصر في ضوء التنمية المستدامة” للباحثة منال محمد مبارك، وعدد كبير من الأبحاث واللوحات التي تناولت قضايا مختلفة في جميع التخصصات.
إعادة صياغة التراث
يقول محمود علام، وكيل الكلية للدراسات العليا: “الفنون الجميلة جسر يربط بين المبدعين والمفكرين. ونسعى من خلال هذه المعارض الفنية إلى صياغة عقول مبدعة في كلية الفنون الجميلة”.
وأضاف أحمد محي حمزة، عميد كلية الفنون الجميلة بالأقصر: “الفن التشكيلي له دور كبير في تحقيق الاستدامة. وقد شهدنا افتتاح المؤتمر وورش عمل رسم للتلاميذ من المدارس المختلفة من ذوي الهمم في مكتبة مصر العامة. ويشير إلى أن المعرض ضم عددا كبيرا من القصص الإنسانية المستلهمة من المجتمع. والتي نُسجت بأيدي الفنانين التشكيليين المبدعين من الطلاب والباحثين”.
أما الرئيس الشرفي للمؤتمر، صلاح عبد المعطي، فقال: “إننا نجهز ونعد جيلا قادرا على الإبداع والابتكار، ومزج الفن بالتكنولوجيا بالتراث. من أجل تنمية البلد. كما نستلهم ونعيد صياغة التراث والتاريخ من خلال الهوية البصرية لمدينة الأقصر”.
اقرأ أيضا:
احتفاءً بالمسرح الفلسطيني.. ختام مهرجان شباب الجنوب بقصر ثقافة قنا