«تراثنا والأجيال».. مبادرة لإحياء التراث بروح عصرية وتعريف الأطفال بتاريخهم عبر الفن

في محاولة لربط الأجيال الجديدة بجذورها الثقافية، انطلقت من الإسكندرية مبادرة فنية باسم «تراثنا والأجيال» تُعيد إحياء التراث بروح عصرية. تستهدف المبادرة الأطفال والناشئين، لتجعلهم شركاء في صناعة أعمال فنية تعكس هوية وتاريخ بلادهم.

مبادرة “تراثنا والأجيال”

تحدث المخرج السكندري حازم العطار لـ«باب مصر» عن المبادرة التي أسسها بالتعاون مع مصممة الأزياء التراثية والتاريخية سماح خير الدين، قائلا: “نشأت المبادرة منذ عامين، مستهدفة الأطفال والناشئين حتى عمر 18 عاما. بهدف تعريف الشباب والأطفال بتاريخ وتراث بلادهم. وأن يكونوا جزءًا من الأعمال الفنية سواء أبطالا أو عارضين، لأنهم أساس الفكرة”.

ويوضح أن اختيار اسم المبادرة “تراثنا والأجيال” جاء للربط بين محتوى المبادرة، التي تهدف إلى التعريف بالتراث، والأجيال الجديدة التي تستهدفها. ويقول: “قبل التفكير في تأسيس المبادرة عام 2023، كنت أعمل في تصوير وصناعة الأفلام. خاصة الوثائقية والتاريخية، منذ عام 2017، وشاركت في عدة معارض مصرية ودولية. في عام 2022، شاهدت صورا لأطفال بملابس رمضانية على البحر في مجموعة على “فيس بوك”، وعلمت أن سماح خير الدين هي مصممة هذه الأزياء. تواصلت معها وأنتجنا معا فيديو موسيقيا مصورا في شوارع الإسكندرية القديمة بمنطقة الورديان باسم (رمضان عيد)”.

من فاعليات "تراثنا والأجيال
من فاعليات “تراثنا والأجيال
 ما قبل تأسيس المبادرة

ويتابع: “كانت ردود الأفعال جيدة وطالبنا الجمهور بتكرار التجربة، وبالفعل أنتجنا فيديو آخر بمناسبة عيد الأضحى المبارك. ثم قررنا التوسع وصنعنا فيلما باسم “الهروب إلى الماضي” يتناول مدينة الإسكندرية في فترات زمنية مختلفة وأهم الأحداث في كل فترة على شكل قصة شيقة. وتم عرضه في متحف الإسكندرية القومي ومتحف المجوهرات الملكية. ثم في مركز الثقافة السينمائية بالقاهرة ومركز الحرية للإبداع في الإسكندرية”.

ويضيف العطار: “توالت الأعمال الفنية بصناعة فيلم (حكاية قصر) عن متحف الإسكندرية القومي. وعرض أزياء ملكي وفيلم قصير عن الأزياء الملكية بمناسبة مرور 100 عام على إنشاء قصر الأميرة فاطمة حيدر. بالإضافة إلى الفعاليات المختلفة التي شاركنا فيها والمرتبطة بالتراث؛ مثل اليوم العالمي للمتاحف، ويوم التراث العالمي. وأيضا استقبال الشخصيات المهمة والدبلوماسية خلال زيارتهم للمتاحف، مثل استقبال رئيس اليونان خلال زيارته للمتحف اليوناني الروماني”.

ويشير إلى أنهما شاركا في فعاليات البيت الروسي بعرض عن الأزياء التراثية المصرية والروسية على هامش استقبال وفد من الحكومة الروسية. ومن هنا قررا الإعلان عن المبادرة. مضيفا أن عمل المبادرة حتى الآن اقتصر على تاريخ وتراث مدينة الإسكندرية. ولكنهما يهدفان إلى توثيق التاريخ والتراث المصري، وإقامة فعاليات الفترة المقبلة خارج الإسكندرية.

من إحدى فاعليات مبادرة تراثنا والأجيال
من إحدى فاعليات مبادرة تراثنا والأجيال
 تجربة متكاملة يعيشها الأطفال

تقول مصممة الأزياء التراثية والتاريخية سماح خير الدين: “قبل تنفيذ أي فاعلية لا بد وأن نحدد الهدف منها والفترة الزمنية الخاصة بالفاعلية. وأضع تصوري للأزياء المناسبة وأبحث كثيرا، فكل فترة زمنية لها أزياؤها المميزة. وأستعين بالمصادر الموثوقة، لأننا نتناول تاريخا فيجب أن يكون سليماً تماماً. ثم أبدأ في العمل على التصاميم مضيفة لمستي الخاصة كمصممة. بعد ذلك نحدد الأدوار والشخصيات التي سيقدمها كل طفل. فالأطفال في المبادرة هم جزء أساسي من العمل الفني ومشاركون فيه، ليسوا متلقين فقط، وهذا بالنسبة للأعمال التاريخية”.

وتختتم حديثها: “بالنسبة للأعمال المرتبطة بمناسبة معينة، مثل الأعياد المختلفة أو شهر رمضان المبارك. يختلف العمل من ناحية إضافة الطقوس الخاصة بكل مناسبة بخلاف الملابس. مشيرة إلى أن هناك جلسات مع الأطفال قبل تنفيذ العمل الفني لشرح تاريخ وأصل المناسبة أو الفترة التاريخية لتكتمل تجربتهم بالمعرفة والمعايشة. وهنا يأتي دور المخرج حازم العطار في تقديم المعلومات التاريخية ورواية القصة بطريقة شيقة”.

اقرأ أيضا:

د. «محمد عوض»: القبح المعماري بالإسكندرية خطأ في التعليم منذ البداية

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر
إغلاق

Please disable Ad blocker temporarily

Please disable Ad blocker temporarily. من فضلك اوقف مانع الاعلانات مؤقتا.