دليل الفعاليات الثقافية فى مصر

الدليل - تعالى نخرج

بمشاركة 100 طيار.. الأقصر تختتم فعاليات الدورة السابعة من «إيجيبت جيت» للطيران الشراعي

اختتمت فعاليات الدورة السابعة من «إيجيبت جيت 7» للطيران الشراعي بمدينة الأقصر، بمشاركة أكثر من 100 طيار من مختلف دول العالم، في احتفالية جوية تجمع بين المغامرة والسياحة والتصوير الجوي، لتجعل سماء مصر لوحة فنية متحركة تمتزج فيها الألوان والتاريخ والمهارة.

وتعد هذه الفعالية واحدة من أكبر المهرجانات الجوية في الشرق الأوسط، إذ بدأت جولتها من منطقة أهرامات الجيزة، حيث أقلعت طائرات الباراموتور في عرض جوي مذهل فوق أعظم آثار العالم القديم، قبل أن تنتقل القافلة الجوية إلى مدينة الأقصر التي استقبلت الطيارين وسط أجواء احتفالية مبهجة، ليواصلوا رحلتهم نحو البحر الأحمر اليوم الإثنين.

رحلة بين الأهرامات والمعابد والبحر

منذ الساعات الأولى لانطلاق المهرجان، علت أصوات المحركات الخفيفة في سماء الأقصر. لتملأ الأفق بعروض طيران بهلوانية مدهشة. طيارون من أوروبا وآسيا وإفريقيا والعالم العربي حلقوا فوق معابد الكرنك والأقصر ومقابر الملوك والملكات. في مشهد خطف أنظار الأهالي والسياح الذين اصطفوا على ضفاف النيل لمتابعة الحدث بعدسة الهواتف والكاميرات.

يقول الكابتن أسامة نسيم، أحد المنظمين لـ«باب مصر»: “الدورة الحالية تعد من أنجح الدورات تنظيمًا ومشاركة. وقد بدأت الرحلة من الجيزة مرورًا بالأقصر، وستتجه بعد ذلك  إلىالبحر الأحمر. حيث يخوض الطيارون جولة ختامية على سواحل الغردقة وسفاجا”.

الأقصر قلب التاريخ المصري

أشار نسيم إلى أن اختيار الأقصر كمحطة رئيسية في الجولة لم يكن صدفة، لأنها تمثل قلب التاريخ المصري القديم. ومن الطبيعي أن تكون ضمن خريطة “إيجيبت جيت” التي تهدف إلى الترويج للسياحة من زاوية جديدة، من السماء. وتابع: “مهرجان إيجيبت جيت أصبح من الأحداث التي تضع مصر على خريطة الرياضات الجوية عالميًا. حيث يجمع بين الطيران والتصوير والسياحة الثقافية”.

ففي الوقت الذي يستعرض فيه الطيارون مهاراتهم في التحكم والدقة، يلتقط المصورون لقطات فريدة لم تلتقط من قبل. لتتحول السماء إلى معرض مفتوح للفن والتاريخ. ولفت إلى أن الطيارين الأجانب وصفوا مصر بأنها واحدة من أجمل الوجهات في العالم للطيران الشراعي. بفضل تنوع تضاريسها، ودفء مناخها وتراثها الممتد آلاف السنين.

مشاركة دولية واسعة وأجواء من الصداقة والمغامرة

شهد المهرجان مشاركة طيارين من أكثر من 25 دولة، من بينها الولايات المتحدة، وبلجيكا، وفلسطين، وفرنسا، وألمانيا، والمغرب. ولم يكن الحدث مجرد منافسة أو عرض مهاري. بل منصة للتبادل الثقافي والتعارف بين عشاق الطيران الشراعي من مختلف أنحاء العالم.

يقول الطيار نور هندي من فلسطين لـ«باب مصر»: “سعادتي كبيرة بالمشاركة في الدورة السابعة. فمصر دائمًا بلد التاريخ والكرم، وإيجيبت جيت بالنسبة لي ليس مجرد مهرجان، بل لقاء عالمي يسوده روح المغامرة والسلام. حين تطير فوق الأقصر وترى النيل والمعابد من الأعلى، تشعر وكأنك في حضن الإنسانية كلها”.

وأكد هندي أن مشاركته هذا العام تحمل معنى خاصًا. لأنها تعكس رسالة حب وسلام من فلسطين إلى العالم عبر سماء مصر.

مشاركة للمرة الرابعة

أما الطيار الأمريكي مارشيل مورجن، الذي يشارك للمرة الرابعة، فأعرب عن فرحته الكبيرة بالعودة إلى مصر، قائلًا إنه ما زال يتذكر الفيديو الشهير الذي التقطه العام الماضي لكلب تسلق الهرم، والذي حقق انتشارًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأضاف ضاحكًا: “أتمنى هذا العام أن ألتقط لقطة بنفس الشهرة ولكن فوق المعابد الفرعونية في الأقصر. المنظر هنا مذهل بشكل لا يوصف. والشمس عند الغروب تجعلك تشعر وكأنك تطير داخل لوحة فنية”.

أما الطيار البلجيكي كيفن، الذي يشارك للمرة الأولى، فتحدث عن تجربته في تعلم قيادة الباراموتور قائلاً: “بدأت التدريب قبل ثلاث سنوات. وقضيت أكثر من 20 ساعة في الجو حتى أستطيع المشاركة بثقة في حدث كبير مثل هذا. الطيران بالباراموتور يحتاج إلى التزام وصبر وتدريب على التحكم في الاتجاهات والرياح. عندما تطير فوق الأهرامات أو الأقصر، تشعر أن كل ساعة تدريب كانت تستحق”.

رحلة نحو البحر الأحمر

من المقرر أن تتجه القافلة اليوم الإثنين إلى البحر الأحمر. حيث تُقام العروض الختامية في أجواء أكثر انفتاحًا وحرية فوق الشواطئ الممتدة من الغردقة حتى سفاجا.

ومن المتوقع أن يشهد الختام عروضًا جماعية للطيران وتقاطعات هوائية استعراضية بمشاركة جميع الطيارين من الدول المشاركة. في مشهد يوثق ختام النسخة السابعة بألوان وأعلام العالم.

من سبعينيات القرن الماضي

تعود بداية الطيران بالباراموتر إلى سبعينيات القرن الماضي في فرنسا، حين ابتكر عدد من الطيارين المغامرين فكرة التحليق الشراعي باستخدام محرك صغير ومظلة. ليتمكنوا من الطيران بأبسط الأدوات دون الحاجة إلى مدرج أو مهبط. وتطوّرت الفكرة سريعًا حتى أصبحت رياضة جوية منتشرة حول العالم. تعتمد على مساحات مفتوحة ومنبسطة تعرف باسم “أرض فضاء” لتكون نقطة انطلاق آمنة للطيار.

الباراموتور في جوهره محرك خفيف يعمل بالوقود، متصل بمظلة شراعية تفتح مع الركض لتلتقط الهواء وترتفع بالطائر إلى السماء. ويتم التحكم في السرعة عبر قوة دفع الوقود، بينما يوجّه الطيار اتجاهه بشد الحبال يمينًا أو يسارًا.

تستغرق الرحلة الواحدة عادة من نصف ساعة إلى ساعة. لكنها تتطلب تدريبًا مكثفًا قد يمتد من أسبوعين إلى عدة أشهر، بحسب قدرة المتدرب على التحكم بالمظلة والمحرك. ولا يسمح بالطيران إلا بعد إكمال 20 ساعة تدريبية على الأقل للحصول على الرخصة. ويحدد أقصى ارتفاع للطيران بنحو 500 متر، وأدناه 100 متر.

اقرأ أيضا:

بعد افتتاحها رسميا.. عودة الحياة إلى مقبرة «أمنحتب الثالث» في وادي الملوك

مدرسة «الشيخ الطاهر» في الكرنك.. منبر علم تحوّل إلى أطلال

حلم «سمر» يتحول إلى مكتبة.. «بيان» نافذة ثقافية في قلب الأقصر

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر
إغلاق

Please disable Ad blocker temporarily

Please disable Ad blocker temporarily. من فضلك اوقف مانع الاعلانات مؤقتا.