دليل الفعاليات الثقافية فى مصر

الدليل - تعالى نخرج

«بطرس كساب».. وسقط بيت آخر من بيوت السويس المنسية

استيقظ سكان حي السويس على صوت هدير معدات حفر وهي تهدم «بيت بطرس كساب» المطل على خور الميناء القديم للمدينة، ليسقط مع المنزل تاريخ يمتد لأكثر من 200 عام. وقبل أقل من أسبوع، أزالت الإدارة المحلية بحي السويس تعديا على سور بيت المساجيري (على بعد أقل من كيلومتر من بيت كساب). حيث أقيم حاجز من الطوب الأبيض على سور خشبي عتيق. ما أخفى الحديقة التي كانت جزءا من المنزل، والذي كان مقرا لاستلام البريد بين موانئ البحر الأحمر ومصر عبر خور السويس.

تحول بيت كساب إلى ركام هدم بعدما صمد أمام قصف المدينة بين حربي 1967 و1973. واحتفظت واجهته بآثار الطلقات والقذائف التي أطلقت على المدينة. بالإضافة إلى عوامل الزمن، وانتقال ملكيته إلى شركة القناة للتوكيلات الملاحية بقرار من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ضمن قرارات التأميم عام 1956.

رد رسمي على هدم بيت بطرس كساب

قال اللواء أحمد علاء، رئيس حي السويس، في تصريح تناقلته مواقع إخبارية محلية، إن قرار هدم المنزل صدر بموجب حكم قضائي نهائي لصالح المالك. وهي شركة القناة للتوكيلات الملاحية، مشيرا إلى أن إجراءات الهدم تمت بخطوات قانونية، بعد إخطار مديرية الإسكان ومديرية الأمن والحي والمرافق.

وأضاف أن القرار يأتي ضمن 65 قرار هدم معتمد داخل نطاق الحي.

إهمال بيت بطرس كساب لسنوات 

يتخوف الباحث حسام الحريري، مؤسس مبادرة “ذاكرة السويس”، من تكرار هدم أو التعدي على مبان ذات طابع تراث معماري مميز.

وقال لـ«باب مصر – بحري»: “يجب أن تسرع المحافظة في تسجيل المباني التراثية ذات الطراز المعماري المميز في سجلات الجهاز القومي للتنسيق الحضاري. لأنها تحافظ على قيمة المدينة التاريخية”. وأضاف: “قبل أسبوع تعرض بيت المساجيري لتشويه في السور وحديقته. واليوم يهدم بيت بطرس كساب، دون معرفة المسؤول الحقيقي عن الهدم: هل ملاكه من شركة التوكيلات الملاحية أم انتقلت ملكيته لمالك جديد أقدم على هدمه”.

وأشار الحريري إلى أن المنزل يعاني من إهمال طويل. إذ أغلقت أبوابه ونوافذه بالطوب الأحمر منذ ما يقرب من 15 عاما. كما تعرض لانهيار جزئي في بعض الجدران والأسقف قبل أعوام”. وأوضح: “الحالة الإنشائية للمبنى متدهورة ولا أعتقد أن هناك إمكانية لترميمه. لكن توجد لوحة رخامية محفور عليها اسم المالك الأول وتاريخ البناء. وهذا يجعلها أثرا لا يقدر بثمن وجزءا مهما من تاريخ المدينة. وأتمنى أن يكون أحد ما أنقذها قبل الهدم للحفاظ عليها”.

بيت كساب.. الصورة من كتاب تاريخ وعمارة السويس عام 2010
بيت كساب.. الصورة من كتاب تاريخ وعمارة السويس عام 2010
طراز بيت كساب

بحسب كتاب “تاريخ وعمارة السويس” للكاتبة الفرنسية كلودين بياتون وآخرين، الصادر عام 2011، بني منزل عائلة كساب بشكله الأخير عام 1886. حين أعاد الحفيد بناء منزل جده الأكبر بطرس كساب، الذي كان يعمل في جباية الضرائب، بالقرب من المقر القديم لمحافظ السويس (المعروف حاليا باسم قصر محمد علي).

ويشير الكتاب إلى أن طراز بناء بيت كساب اعتمد على الطوب الحجري والزخارف النباتية والنوافذ العالية ذات الطابع الأوروبي- الإيطالي. على خلاف المباني التي شيدت بين عامي 1880 و1914. والتي اقتصرت على طابقين فقط بواجهات تخلو من الزخارف، عدا شرفات خشبية بسيطة.

وفي تقرير كبير مهندسي بلدية السويس المؤرخ عام 1914، يصف المهندس مباني المدينة بأنها استخدمت حجارة غير مشذبة من عتاقة، مع ملاط من الطين والجير في بناء الدور الأرضي. أما الطوابق العليا فتنتمي لنوع من البناء يطلق عليه اسم “السويسي” أو “البغدادلي”.

حوادث انهيار سابقة  

في سبتمبر عام 2017، تعرض المبنى لانهيار أجزاء من سقف الدور العلوي وجدران الغرف الداخلية. ما دفع محافظ السويس وقتها اللواء عبد المجيد صقر، إلى تشكيل لجنة تحقيق ومتابعة، للتأكد مما إذا كان المبنى مسجلا بسجلات الآثار أو التنسيق الحضاري. وإثبات شبهة الإهمال من عدمه.

وقد أغلقت أبواب ونوافذ واجهة المبنى بالطوب الأحمر. وأقيم سور أمامه كتب عليه: “أرض ملك شركة القناة للتوكيلات الملاحية. وأي تعد أو تحايل يعتبر خرقا يعاقب عليه القانون”.

اقرأ أيضا:

إنقاذ سور «بيت المساجيري».. السويس تعيد الروح إلى البيت العتيق

في مديح المانجو.. بين تراث السمسمية وربابة متقال

سياحة الطيور في بورسعيد.. كيف بدأت وإلى أين تتجه؟

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر
إغلاق

Please disable Ad blocker temporarily

Please disable Ad blocker temporarily. من فضلك اوقف مانع الاعلانات مؤقتا.