دليل الفعاليات الثقافية فى مصر

الدليل - تعالى نخرج

«Take Bike».. مبادرة شبابية تجمع بين الرياضة واستكشاف الطبيعة في سوهاج

على طرقات محافظة سوهاج، تجتمع الأسر والفتيات في رحلات صباحية بالدراجات الهوائية، يشقون بها طريقهم نحو أعلى الهضاب بمدينة الكوثر، بعيدا عن صخب المدينة وروتينها اليومي. تجربة فريدة تمزج بين الرياضة واكتشاف الطبيعة، وتفتح المجال أمام متعة العائلة والتواصل الجماعي.

تقود هذه الرحلات مبادرة شبابية تحمل اسم «Take Bike»، أسسها الدراج محمد عبدالوهاب، لتصبح منصة تجمع بين شغف الرياضة وتشجيع الفتيات والأسر على ممارسة النشاط البدني في الصعيد.

كسر الصورة النمطية للدراجات في الصعيد

يوضح مؤسس المبادرة محمد عبدالوهاب أن فكرة التأسيس جاءت منذ خمس سنوات. نتيجة شغفه بممارسة رياضة ركوب الدراجات، وهو دراج محترف اعتاد السفر بين المحافظات برفقة أصدقائه ضمن مجموعات شبابية متخصصة. وكانت هذه المجموعات مقتصرة على الشباب فقط.

وبناءً على طلب عدد من الفتيات لممارسة هذه الرياضة داخل المدينة في إطار آمن. جاءت المبادرة سعيا إلى كسر الصورة النمطية عن رياضة الدراجات في الصعيد.

ويضيف عبدالوهاب أن المبادرة بدأت بشراء مجموعة من الدراجات وتنظيم جولات صباحية متقطعة في السادسة صباحا أيام العطلة الأسبوعية. وقال: “في بداية الأمر، قوبلت مشاركة الفتيات بتحفظ محدود من بعض الأسر في سوهاج. إلا أن الثقة التي حظيت بها أسهمت في تغيير هذا الموقف تدريجيا”.

أنشطة رياضية وترفيهية متنوعة

تطورت أنشطة المبادرة من تنظيم «رايدات» للدراجات فقط، إلى إقامة كامبات متنوعة ومسارات متغيرة في كل مرة. تشمل أنشطة رياضية وترفيهية مثل البادل ورياضة الكاياك.

يعد فريق “Take Bike” أول فريق يطلق مبادرة مخصصة للأسر والفتيات في صعيد مصر، ولا سيما محافظة سوهاج. مستهدفا دمج الرياضة بالأنشطة المجتمعية وتعزيز المشاركة الآمنة. وفي صباح كل عطلة أسبوعية، تتجمع الأسر والفتيات استعدادا للانطلاق في رحلات منظمة ومؤمنة بالتنسيق مع إدارة المرور وفريق تأمين من شباب الدراجين المحترفين. لتجوب المحافظة في مسارات مدروسة وآمنة.

ولا تتوقف التجربة عند حدود الرحلات الداخلية، إذ يحرص منظمو المبادرة على تقديم يوم متكامل من حين إلى آخر. يشمل إعداد المأكولات وشواء الطعام على الطريقة البدوية. في أجواء بسيطة تعيد إحياء روح المشاركة والمحبة والترابط الأسري. وتمنح المشاركين فرصة للاندماج مع الطبيعة بعيدا عن الروتين اليومي.

أعلى نقطة هضبية بمدينة الكوثر

يحرص الفريق دائما على تنظيم رحلات غير تقليدية، بناءً على رغبات الأعضاء، من المدينة إلى الصحراء وصولا إلى أعلى نقطة هضبية بمدينة الكوثر. وانطلقت إحدى الرحلات بمشاركة 40 عضوا من الفتيات والأسر. احتفالا بمرور خمس سنوات على إنشاء مبادرة «Take Bike» للتعرف على المبادرة والمشاركين.

بدأت الرحلة في تمام السابعة صباحا بالتجمع فى جراش الدراجات بمنطقة شارع الجمهورية. مع توفير وسيلة مواصلات آمنة للأعضاء والدراجات، وصولا إلى منطقة الكوثر. حيث استلم كل مشارك دراجته وانطلق ليجوب المدينة لمسافة 2 كيلو متر، وصولا إلى أول نقطة صعود هضبية. لتكون نقطة الانطلاق الأولى سيرا على الأقدام لمسافة 3 كيلو مترات إلى أعلى الهضبة.

تشجيع الفتيات على ممارسة الرياضة

تقول إحدى المشاركات: “كان الطريق شاقا لكنه ممتع، لامتزاجه بروح الفريق مع الغناء وقرع الطبول والضحكات”. تخللت رحلة الصعود نقطتان للراحة لمدة عشر دقائق لكل منهما قبل الوصول إلى القمة. حيث شعر الجميع بالانتصار والفرحة استعدادا للأنشطة المقبلة.

ويرى القائمون على المبادرة أن هدفهم لا يقتصر على الترفيه الاجتماعي، بل يتعداه إلى تشجيع الفتيات على ممارسة الرياضة في إطار آمن. وتعزيز فكرة قضاء الوقت العائلي خارج المنزل.

مع الوصول، بدأ أعضاء الفريق والمشاركون في توزيع المهام. فمنهم من قام بإعداد أدوات الشواء والفحم، وآخرون قاموا بفرش السجاد. ومنهم من أعد “كانون” فخاري بأدوات بدائية مناسبة للرحلات الصحراوية.

غرس حب النشاط البدني

يقول أحمد عبدالله حسين، مدير مبيعات بإحدى الشركات وأحد أبرز الدراجين المشاركين: “أشارك في الفعالية برفقة زوجتي وأطفالي الأربعة، أصغرهم خمس سنوات. لم تشارك أسرتي في ركوب الدراجات، وإنما صعدوا الهضبة سيرًا على الأقدام. بهدف غرس حب النشاط البدني والانتماء الرياضي لدى الأطفال منذ الصغر”.

وأشار إلى أنه، متأثرا بأجواء الحياة الخلوية والمخيمات في الطبيعة، حرص على إضافة طابع مختلف للرحلة. بإعداد موقد نار صغير وجمع الحطب والفحم وصنع القهوة والشاي لجميع المشاركين، في لفتة حظيت بترحيب الجميع.

فرصة للتخلص من الضغوط والطاقة السلبية

من محافظة المنيا، شاركت منار مرتضى، والتي تعمل في إحدى شركات التطوير العقاري، معتبرة اليوم فرصة للتخلص من الضغوط والطاقة السلبية، واصفة الأجواء بالبهجة والحياة. ومشيرة إلى أن صعود الهضبة كان التحدي الأصعب لكنه منح التجربة قيمة خاصة. ونصحت الفتيات بخوض التجربة دون تردد.

كما شاركت في “رايد الكوثر” الدكتورة سارة كمال، طبيبة أسنان، والكابتن شيماء أحمد، مدربة لياقة بدنية. حيث جمعتهما حب الرياضة، واكتسبتا تجربة جديدة داخل كامب متكامل يتجاوز فكرة ركوب الدراجات فقط. وتعرفتا على بعضهما في إحدى الصالات الرياضية. ومن ثم شاهدا منشورا على فيسبوك يشيد بتجربة إحدى الفتيات في ركوب الدراجات الهوائية. وكانت هذه التجربة الأولى لهما.

وأوضحت الكابتن شيماء أن التجربة أسهمت في تغيير نظرتها لمفاهيم العمل الجماعي. وعززت قيم التعاون والمحبة وروح المشاركة. مضيفة أن دائرة معارفها الاجتماعية اتسعت من خلال اليوم. فيما أكدت الدكتورة سارة أن الكامب اتسم بدرجة عالية من التنظيم والأمان، لافتة إلى وضوح حجم الجهد المبذول والاهتمام بأدق التفاصيل، بما يضمن راحة وطمأنينة جميع المشاركين.

اقرأ أيضا:

ورش الفخار في سوهاج.. مهنة تقاوم الاندثار وتحفظ التراث

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر
إغلاق

Please disable Ad blocker temporarily

Please disable Ad blocker temporarily. من فضلك اوقف مانع الاعلانات مؤقتا.