«لمسة مصرية».. معرض لإحياء التراث الثقافي ودعم الحرفيين بالبحر الأحمر
أطلقت محافظة البحر الأحمر معرض الحرف اليدوية والتراثية «لمسة مصرية» بمدينة الغردقة، والذي يحيي التراث الساحلي والحرف اليدوية، ويجمع عددا من الحرفيين المهرة في مجالات فنية متنوعة، في خطوة تهدف إلى إبراز الهوية الثقافية المصرية ودعم أصحاب الحرف اليدوية.
تنظيم المعرض ومكان إقامته
تم تصميم أكثر من 10 بيكات، وضعت بداخلها طاولات، خصصت كل طاولة منها لحرفة أو نشاط معين. ويستمر المعرض خلال الفترة من 15 ديسمبر 2025 وحتى 8 يناير 2026. بما يتيح فرصة أكبر للتسويق والتواصل المباشر مع الجمهور من المصريين والأجانب. خاصة أنه يقام في موقع مميز داخل الممشى السياحي بالغردقة.
قصص ملهمة من قلب الحرف
التقى «باب مصر» بعدد من العارضين والحرفيين، وكانت من بينهم قصص ملهمة وقصص وفاء تؤكد أن الفن مرتبط ارتباطا وثيقا بالمشاعر الإنسانية. وأن التراث الحرفي هو امتداد صادق لما يعيشه الحرفي من مشاعر وتجارب.
من بين العارضين، قالت رانيا أحمد عبد اللطيف، المتخصصة في حرفة الكروشيه، إنها تشارك في المعرض منذ خمس سنوات. مشيرة إلى أن أكثر المشغولات رواجا لدى الجمهور المصري والأجنبي هي المستوحاة من الطبيعة الساحلية والبحر الأحمر. سواء في الشنط أو الملابس أو الإكسسوارات، لما تعبر عنه من طبيعة محافظة البحر الأحمر.
وطالبت رانيا القائمين على تنظيم المعرض بزيادة عدد مرات إقامته خلال العام، خاصة في فصل الصيف. مؤكدة أن المرتين لا تتناسبان مع حجم الجهد المبذول من الحرفيين والعارضين، وأن الجميع يتمنى إقامته من ثلاث إلى أربع مرات سنويا.
إبداعات ذوي الهمم في المشغولات اليدوية
من جانبها، شاركت نجوى فتحي، مدربة أشغال يدوية بمكتبة مصر العامة، وأخصائية تخاطب وتكامل حس وتعديل سلوك، بعدد من المشغولات التي نجح ذوو الهمم في صناعتها عقب تدريب استمر شهرين وأكثر. ضمن مبادرة شارك فيها عدد من الأحزاب بمحافظة البحر الأحمر. وأوضحت أن مشغولات ذوي الاحتياجات الخاصة تلقى إقبالا كبيرا من الجمهور. لما تحمله من عفوية وتلقائية تثير الإعجاب.
قصة وفاء تجسدها الفنون
من بين القصص المؤثرة في المعرض، جاءت قصة الدكتور عطا الله صبحي، المتخصص في تشكيل المعادن كالفضة والذهب والبرونز. حيث عرض أعماله بجوار طاولة أخرى تضم أعمال زوجته الراحلة ماريا أنطوان سامي، التي تخصصت في الرسم وإظهار جمال مصر القديمة والفرعونية على لوحات من الجلد، ليضرب مثالا في الوفاء من خلال إحياء ذكراها والمشاركة بأعمالها في المعرض.
كما شاركت دينا عوض الله بصناعة الخرز والإكسسوارات من الخزف والخشب. بما يجسد الطبيعة الساحلية والصحراوية لمحافظة البحر الأحمر.
شنط الكروشية وتجسيد الطبيعة الساحلية
لفتت طاولة إحدى العارضات، ميسون علي، الانتباه بمشاركتها في صناعة شنط السواري من الكروشيه والمكرمية باستخدام خيوط مصرية مبهجة وبألوان زاهية. وأوضحت أنها تحرص على المشاركة في المعرض لكونه مدعوما من المحافظة. خاصة أنها لا تمتلك القدرة على المشاركة في المعارض مدفوعة الأجر. ما يجعلها تنتظر المعارض المدعمة بشغف كبير، وتحرص على إنتاج العديد من القطع التي تجعل طاولتها تخطف أنظار الجمهور.
الصدفة تقود إلى عالم الحرف
قالت أماني محمد عبد الرازق: “أشارك في المعرض من باب الصدفة، حيث كنت أحضر الخرز لابنتي جنى، التي تبلغ من العمر تسع سنوات وقتها. وعندما لاحظ الأصدقاء براعتها في صناعة الإكسسوارات والحلي من الخرز قاموا بتعليمها صناعة الشنط والحُلي، ومن هنا كانت البداية”. مؤكدة أن هذه هي المشاركة الثالثة لها في المعرض وأن جو المعرض والصداقات وتشجيع المشاركين بعضهم لبعض يجعل الأجواء محفزة على الاستمرار والتعلم وإنتاج المزيد.
فن من الخردة وبقايا الحديد
على طاولة أخرى، برزت نماذج تمثل الرياضات البحرية بكافة أنواعها وأشكالها ومراحلها، مصنوعة من الخردة وبقايا الحديد. وجلست مدام تريزا حبيب إبراهيم أمام الطاولة، معربة عن فخرها بإبداع زوجها في إنتاج هذه الأشكال التي تبهر الأجانب. حيث يعتمد في صناعتها على الخردة وبقايا الحديد والمسامير الملقاة في الطرقات.
دعم رسمي للاقتصاد المحلي والتراث
يذكر أن اختيار الممشى السياحي لإقامة المعرض يهدف إلى الجمع بين المصريين وزوار المحافظة من الأجانب، دعما للصناعات المحلية وتشجيع المنتجات التراثية. ويأتي هذا في إطار حرص المحافظة على تشجيع العارضين على زيادة معدلات الإنتاج، وخلق فرص عمل جديدة، ودعم مشاركتهم في المعارض الكبرى على مستوى الجمهورية. إلى جانب فتح آفاق أوسع لتسويق المنتجات اليدوية ذات الطابع التراثي. بما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي والحفاظ على الموروث الثقافي المصري.
وقالت نسرين محمد عثمان، منسق وحدة “أيادي مصر” بمحافظة البحر الأحمر: “المعرض يقام مرتين سنويا، خلال شهري أغسطس وديسمبر. بمشاركة عدد من المديريات والقطاعات، منها الغرفة التجارية، والمجلس الاقتصادي لسيدات الأعمال، وإدارة الإنتاج، ووحدة «أيادي مصر» بالديوان العام، وجهاز تنمية المشروعات، ووزارة التضامن الاجتماعي، والمجلس القومي للمرأة، إلى جانب هيئة تنمية الصعيد”.

معارض متعددة وحرف متنوعة
أضافت نسرين أن المعرض يستهدف الحرفيين من كافة مدن المحافظة، بداية من رأس غارب إلى الشلاتين، مشيرة إلى إقامة أربعة معارض خلال عامي 2024 و2025 بأسماء مختلفة. هي: “باب رزق”، و”كنوز”، و”يد حكاية”، و”لمسة مصرية”. إلى جانب استضافة ومشاركة عدد من المحافظات مثل الفيوم وسوهاج، ووزارة الثقافة.
وأوضحت أن المعرض يضم حرفًا متنوعة، منها الكروشيه، والمكرمية، والخزف، والخشب، والخوص، والأميجورومي، والرزن، والجلود، والإكسسوارات الهاند ميد. مؤكدة أن مدة المعرض تتراوح بين 15 و20 يومًا على حسب طبيعة الفترة والأعياد فيها. حيث يتم اختيار آخر العام بحيث تكون السياحة على أوجها في المحافظة بالتزامن مع أعياد الكريسماس.
وطمأنت العارضين بوجود مقترح مقدم إلى اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، لزيادة عدد مرات إقامة المعرض سنويا. مع اختيار الأوقات المناسبة بما يحقق ربحًا مجزيًا للعارضين، على أن يكون بعيدًا عن الامتحانات ويتناسب مع مواسم الإقبال السياحي.
اقرأ أيضا:
تراث يتنفس على إيقاع السمسمية.. حكاية «فرقة القصير للفن التلقائي»
من بيت الأشباح إلى فندق تراثي.. قصة «الشيخ توفيق» بالقصير
قصر ثقافة سفاجا يواجه خطر الإغلاق.. هل تتدخل «الثقافة» لإنقاذه؟







