فيديو وصور| ذكريات بائع فوانيس متجول بجوار شلالات الإسكندرية

بإبتسامة ووجه صبوح، يدور صباح كل يوم في رمضان، راكبا دراجته التي يتقدمها لوح خشبي يضع عليه أشكال وأحجام مختلفة من فوانيس مصنوعة من الصاج المطلي والتي تنار بالشمع على الطريقة القديمة.

“ديه عادة ورثنها من جدودنا معرفش من مين تحديدا.. أنا بشتغل فيها في رمضان وقبلها بشوية من 20 سنة وأنا ورثتها عن والدي”.. بهذه هي الكلمات الأولى التي بدأ بها عم وليد أخضر بائع الفوانيس المتجول حديثه لـ”ثقافة وتراث” عن ذكرياته.. ومهنته الموسمية التي يزاولها  قبل حلول شهر رمضان بعدة أسابيع.. بينما يعمل طول العام في بيع “السميت والبقسمات” على عربة متجولة.

ليس لعم وليد مكان محدد يمكن أن تجده فيه.. لكن هو يخبرك بالمنطقة التي يمكن أن تجده متجولا بفوانيسه فيها مابين شارع السلطان حسين بجوار حديقة الشلالات التراثية أو بمحطة الرمل أو يعطيك رقم هاتفة المحمول. هذا فقط إذا أردت الشراء.

في التقرير المصور يروي “وليد” ذكرياته مع هذه المهنة في الإسكندرية وقصة الفانوس الذي احتفظ به منذ طفولته.. وعن أنواع وأسعار الفوانيس التي يبيعها.. كما يصف مدى عشقة لهذه المهنة، فرغم أن لديه معاناة صحية في قدمه تمنعه في العمل في مهن معينة.. إلا أنه لم يترك أبدا بيع الفوانيس قبل وخلال شهر رمضان وذلك على حد تعبيره.

الفوانيس منذ القدم

تعتبر الفوانيس في مصر عادة ارتبطت بشهر رمضان المبارك.. ويذكر أن فانوس كلمة إغريقية الأصل، وتعنى إحدى وسائل الإضاءة.. وفي اللغة العربية تعني  “النمام” والتي تنم عن شخصية صاحبه ويظهره في الظلام.

كما أن المصريين هم أول ناس عرفوها، وكان بالصدفة في العصر الفاطمي، فقد تعددت الروايات عن أصل الفانوس وبداية ظهوره وتحوله إلى عنصر رئيسى من عناصر الاحتفال بالشهر الكريم، وتذكر إحدى هذه الروايات أنه وقت دخول المعز لدين الله الفاطمي لمصر من ناحية الغرب ليلا “الجيزة” حاليا،  كان الطريق مظلم فخرج موكب من نساء ورجال وأطفال لاستقبال الخليفة حاملين المواقد المشاعل لإنارة الطريق، وكان ذلك في اليوم الخامس من شهر رمضان ومن يومها أصبحت الفوانيس عادة تضيء شوارع القاهرة والمساجد حتى آخر شهر رمضان، لتصبح عادة يلتزم بها كل سنة، ويتحول إلى رمزا للفرحة وتقليدا محببا في شهر رمضان.

فوانيس عم وليد

دراجة بائع الفوانيس المتجولة

عم وليد بجوار دراجته تصوير:نيفين سراج

 

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر