صورة وكلمة | ليون قمصانجى

للفنان: محمد جوهر
للفنان: محمد جوهر

ليون قمصانجى – رسوم: محمد جوهر

عندما مررت بما أصبح الآن متجرًا للوجبات السريعة، شعرت إلى حد ما بالحزن والذنب. ليس لأنني كنت أشعر بالحنين إلى الماضي ولا بسبب التغييرات والتعديلات السيئة على واجهة المبنى. بل لأنني قطعت وعدًا لم أحققه أبدًا. في عام 2014 قابلت صاحب هذا المحل الذي لا أتذكر اسمه. لم أكن محترفًا بما يكفي لكتابة قصته. ربما كان الرجل ذو الشعر الرمادي في السبعينيات من عمره. أرمني، وأذكر أنه ذكر أنه مسلم هرب والده إلى الإسكندرية في بداية القرن العشرين.  انتهى الأمر بوالده بالعمل لدى المالك الأصلي لهذا المتجر (chemisier) (كلمة فرنسية لمهنة قديمة، تعني شخصًا يصمم القمصان ويخيطها). المالك الأصلي لم يكن مصريًا لكنني لا أتذكر ما قاله، لكنه كان إيطاليًا أو فرنسيًا. بعد بضع سنوات، ورث الأب المتجر وخلفه ابنه الذي التقيت به. كان يصف كيف أصبح من الصعب عليه الحفاظ على هذه المهنة، لأن قلة قليلة من الناس هم على استعداد لتصميم ملابسهم. قبل أن أغادر، طلب مني العجوز أن أمر عليه من وقت لآخر لأسأل عنه. كما طلب مني أن أعطيه نسخة من رسوماتي للمحل لأنها تعني الكثير بالنسبة له. لقد وعدت أنني سأفعل ذلك. لكنني لم أعود إليه قط. انتهيت للتو من الرسم، تأخرت سنوات، لكنه لم يعد موجودًا!

اقرأ أيضا:

صورة وكلمة | جمعية أبناء إدفو لتنمية المجتمع

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر