«ليتني شمعة».. 100 عمل فني ينير الظلام ويدعم طلبة فلسطين

يستمر جاليري «آرت توكس» في سلسلة معارضه التي تهدف إلى دعم فلسطين، وبشكل خاص قطاع غزة المحاصر. بدأت هذه السلسلة في عام 2021 مع معرض «دقوا الجدران» الذي استهدف دعم أطفال غزة. والآن، يستكملون رحلتهم بتنظيم معرض «ليتني شمعة».

دعم فلسطين

يشارك في المعرض، الذي تستمر فعالياته حتى غدا الجمعة، نحو 32فنانا مصريا وفلسطينيا متواجدا في مصر، بـ100 عمل فني متنوع بين النحت والرسم الزيتي والأعمال الجرافيكية. رغم اختلاف الأساليب الفنية المعروضة، لكنها تتسم باشتراكها في دعم القضية الفلسطينية.

تقول شيرين شفيق، مديرة المعرض، إن المعرض استغرق عدة أشهر للتجهيز. وترجع السبب إلى أن الهدف من المعرض كان عرض أعمال تعبر عن فلسطين والقضية الفلسطينية فقط، وعلى حد وصفها لـ«باب مصر» بعضها تم تنفيذه خصيصا للمعرض.

وتضيف: الهدف من المعرض عرض لوحات عن فلسطين، ويعبر كل فنان بطريقته عن القضية أو تاريخ البلد أو تقديم مشاهد منها، ومن بينها شاب مقيد يعلو رأسه شوك وينزف ومعلقا برقبته شريحة بطيخ، التي تحمل نفس ألوان علم فلسطين. وأخرى لعائلة تعزف والخلفية ورود تمثل علم فلسطين بينما في أسفل اللوحة المدينة القديمة.

من الفنانين المشاركين بالمعرض: د.علي سعيد، عبدالرحمن كتاناني، عبدالرحمن شرف، مروة صبرة، لينا أسامة، محمود زكي، ميرا شحادة، ياسين، ياسر رستم، عمر صادق، رشا بسيسو، حسن الأخرس، نهال لهيطة، عمر صديق.

مشاهد حقيقية

تعمد الفنانون توثيق مشاهد من أحداث الإبادة بطريقة فنية رغم قسوتها، من الجرائم التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي وأصبحت رمزا للمقاومة والنضال. تحت عنوان “لا تعتاد المشهد” قدم الفنان عبدالرحمن شرف أكثر من عمل مقتبس من مشاهد حقيقية. وشارك بعدة لوحات جرافيكية منها بالمعرض، الأول يد طفلة يخرج منها فراشة، ومعلق بيدها التي تنزف ورقة تحمل بيانات دخولها إلى المستشفى. بينما الصورة الأصلية كانت يدها تقبض على قطعة حلوى كادت تموت قبل أن تأكلها.

أما الصورة الثانية لسيدة فلسطينية فقدت طفليها التوأم وتحملهم بيديها وقصتها الحقيقية أنها انتظرت لإنجابهم أكثر من 10 سنوات وخلال القصف فقدت طفليها وزوجها. والعمل الثالث يحمل عنوان “ليلة ضبابية مرصعة بالصخور” لصقر يقف على جثث الموتى ليأكلها. وقال “شرف” إن هذه اللوحة مأخوذة عن أحداث حقيقية وليست من الخيال.

من بين المشاهد الأخرى التي وثقها “عبدالرحمن” ولم يشارك بها في المعرض، لوحة للطفلة الفلسطينية سمية التي رأت ذراعها يُبتر أمام عينها نتيجة لقصف منزلها. وأخرى للدكتور الأسير عدمان البرش، الذي استشهد نتيجة التعذيب أثناء عملية في مستشفى الشفاء. كذلك شاركت الفنانة سالي سمير بمجموعة من اللوحات المُستلهمة من الأحداث الأخيرة بغزة. وتقول: “سعيدة بالمشاركة مع مجموعة من الفنانين المبدعين أكثر من 30 فنان بمعرض عن وإلى فلسطين”.

دعم فناني غزة

تستكمل شيرين شفيق، مديرة المعرض، حديثها عن تنظيم المعرض وتقول: “نحن الآن نستضيف العديد من الفنانين من غزة في مصر. قابلتهم، واستمعنا إلى قصصهم وشاركناهم آلامهم”. وتضيف: “نرغب في دعم هؤلاء الفنانين والطلاب الفلسطينيين الذين اضطروا لمغادرة أرضهم والآن يعيشون في مصر. نرغب في أن نكون شمعة تنير ظلماتهم”.

وتقول فاتن كنفاني، منسقة المعرض، إنه يتم عرض أعمالًا فنية لفنانين فلسطينيين وفنانين مصريين. وتقول لـ «باب مصر»: “يستخدمون فنهم للتعبير عن رد فعلهم تجاه العنف غير المسبوق الذي شهده قطاع غزة. وقد أصدرت محكمة العدل الدولية حكمًا يصف هذا العنف بأنه “إبادة جماعية معقولة”.

وتشير كنفاني إلى أن فكرة المعرض قائمة على هدف خيري، عبر التبرع بكل عائدات الأعمال الفنية التي يشارك بها الفنانين المصريين والفلسطينيين. “الفكرة لم تغادر ذهني منذ اليوم الأول للحرب في أكتوبر 2023، وأردنا تنظيمه بأعمال مخصصة عن القضية الفلسطينية فقط”.

وعن العائدات، سيتم توجيه عائدات الأعمال الفنية إلى الفنانين والطلاب الفلسطينيين الذين يحتاجون إلى الدعم المالي في مصر. إذ يأتي هذا المعرض كجزء من الجهود المستمرة لدعم فلسطين وإظهار التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني.

معرض ليتني شمعة
معرض ليتني شمعة
قوة الفن

يعكس المعرض قوة الفن في نشر الوعي وعرض القضية التي يواجهها الشعب الفلسطيني. وتضيف كنفاني: “الفن أداة قوية لمواجهة العنف وتوثيق أساليب الإبادة”.

استلهمت الفلسطينية فاتن كنفاني، اسم المعرض من كتابات الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش (13مارس 1941 – 9أغسطس 2008)، “ليتني شمعة في الظلام”. وهو بيت من قصيدة “فكر بغيرك” التي كتبها الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش في أواخر التسعينات، والتي تعد واحدة من أشهر القصائد في العالم العربي. تتشابه فكرة اسم المعرض مع المعرض السابق “دقوا الجدران”. الذي استلهمته منسقة المعرض من الرواية الأولى للكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني (1936 -1972) بعنوان “رجال في الشمس”.

وتختتم حديثها: “من المهم أن نستمر في دعم القضية الفلسطينية بالفنون. والمعارض على وجه الأخص تعزز التواصل الثقافي وتساهم في التوعية بالقضية الفلسطينية بطريقة تحمل في طياتها إبداع. وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها فلسطين وقطاع غزة بشكل خاص، إلا أن الفن يظل وسيلة فعالة للتعبير والمقاومة والأمل”.

اقرأ أيضا:

ثورة ضد ألمانيا الداعمة للاحتلال.. محمد عبلة وكاتبة إفريقية يردان «وسام جوته»

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر