خالد الخميسي: سينما "ريو" تحولت لـ"حبل غسيل"

 
قال خالد الخميسي ، روائي وصحفي ومنتج، إن مصر على خلاف العديد من دول العالم، كفرنسا، روسيا، وإنجلترا، لا تهتم بالتراث الروائي.
وأضاف الخميسي في جلسة “كيف يؤثر المعمار والفنون والمتاحف على المدن، والعكس صحيح” التي عُقدت مساء أمس، بمقر القنصلية الإسبانية ضمن فعاليات “المؤتمر الإقليمي الأول حول وسائل الإعلام في الحفاظ على التراث”، الذي نظمته مؤسسة “ولاد البلد للخدمات الإعلامية”، أن فرنسا وروسيا أعادتا ترميم قصور لروائيين كبار، مثل لوي تولستوي، بينما هدمت مصر فيلا أم كلثوم، والتي تحتل مكانة كبيرة في قلوب الشعوب المصرية والعربية.
وأشار إلى أنه تم بناء عقار شديد القبح محل فيلا كوكب الشرق، دون اعتداد بمكانتها لدى الشعوب، كما تعهد الرئيس الأسبق أنور السادات ببناء دار أوبرا على أنقاض سابقتها التي تم حرقها في الماضي، إلا أنه حل محلها موقف للسيارات “جراج”، وهو ما وصفه بـ”القبح”، فضلًا عن كازينو صفية حلمي، الذي شهد صالونات نجيب محفوظ الثقافية، وصور فيه فيلم “أيام وليالي”.
وأضاف خالد الخميسي أن الكازينو حل محله مبنى لبيع الأدوات الكهربائية، وكذلك سينما “ريو” التي كانت تعقد فيها الصالونات الثقافية، أصبحت “حبل غسيل”، وتسائل متهكمًا: ما علاقة السينما بحبل الغسيل؟
ورأى الخميسي أن هناك علاقة كراهية عميقة بين السياسة والشأن الثقافي في البلدان العربية، معتقدًا أن الوضع أسوء من ذلك، وما أسماه بـ “مشروع القبح” انتشر انتشارًا فادحًا عبر النصف قرن الماضي.
وعن الرواية، قال خالد الخميسي: إن أي رواية هي في النهاية عبارة عن شخوص ومكان وزمان وحدث، فالمكان يعد عنصرًا رئيسيًا في أي عمل روائي، مشيرًا إلى أنه لم يكن يدرك أهمية هذا العنصر في كتاباته، واتضح له ذلك حين تمت دعوته في أحد المؤتمرات التي تهتم بالتراث في فينيسيا.
وأوضح أن الرواية جزء من ذاكرة الإنسان ومسيرته، وهي جزء أساسي من العمران، مشيرًا إلى أن العمارة مرتبطة بالذاكرة والنشاط السكاني، إلا أنه رأى عدم وجود علاقة لها بالهوية، فالتجربة الإنسانية عبر العالم متقاربة إلى حد أكبر مما يتصوره البعض، والواحدة منها تشكل ذاكرتنا، ودوره اليوم هو أننا في أشد الاحتياج للحوار الجاد حول كيفية الحفاظ على الذاكرة، لعدم تعرض تلك المنشآت الخاصة بالعمارة للهدم، داعيًا الصحفيين للبحث عن مصطلح للتعبير عن رفض هدم الآثار.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر