صور وحكايات: توفي في الساعة التاسعة

شواهد القبور هي مدونات تاريخية، تحكي وقائع فصول الختام لحيوات أصحابها. على شواهد القبور نجد معلومات لا نستطيع أن نجدها في الكتب. فالكتب لا تسجّل كل شيء، بل إن هناك أشخاصا تتجاهلهم الكتب بالكليّة ولا تخبرنا بأي شيء عنهم.

هنا حرص كاتب هذا الشاهد على توثيق لحظة الوفاة باليوم وبالساعة. فيخبرنا أن الدكتور محمد أفندي أمين قدري قد “توفي يوم السبت 28 جماد الأول سنة 1313 موافق 16 نوفمبر 1895 الساعة 9 عربي”. وهنا نستشف معلومة أخرى عن ذلك العصر الذي حدثت فيه الوفاة. إذ كان هناك نظامان للتوقيت، النظام العربي والنظام الإفرنجي.

في التوقيت الإفرنجي الذي نستخدمه حاليا (ويسمى أيضا توقيت الزوال) ينقسم اليوم إلى دورتين كل منها 12 ساعة. تبدأ الأولى من منتصف الليل (12 صباحا) إلى منتصف النهار (12 ظهرا). والثانية من منتصف النهار إلى منتصف الليل. لكن في التوقيت العربي تبدأ دورة الوقت الأولى من الفجر وحتى الغروب، ثم الدورة الثانية من الغروب وحتى الفجر.

ظل التوقيت العربي مستخدما في مصر حتى عصر الخديوي إسماعيل، الذي قام بتغيير التقويم من هجري إلى ميلادي، والتوقيت من عربي إلى إفرنجي. إلا أن التوقيتين ظلا مستخدمين جنبا إلى جنب لفترة بعد ذلك. في السعودية ظل التوقيت العربي (ويسمى أيضا التوقيت الغروبي) مستخدما حتى عهد الملك فيصل (حكم 1964 -1975).

التوقيت العربي ليس عربيا في الأساس، بل كان مستخدما من قبل العرب بكثير. فهو التوقيت الذي كان يستخدمه اليهود قديما، وهو التوقيت الذي كتبت به أحداث الإنجيل، وما زالت الكنيسة القبطية تعتمد هذا التوقيت في الصلوات، كما أنه ما زال حتى اليوم مطبقا في إثيوبيا.

المكان: قرافة السيوطي.

اقرأ أيضا:

صور وحكايات: كنيسة أقدم بكثير مما تبدو!

للاشتراك في خدمة باب مصر البريدية اضغط على الرابط التالي:

Babmsr Newsletter

النشرة الإخبارية الشهرية
مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر