«تيراكورتا».. معرض يضم منحوتات بلون الفخار الطبيعي للفنانة «إنجي عمارة»

تتواصل فعاليات معرض «تيراكورتا» التي بدأت ديسمبر الماضي وتستمر حتى 16 يناير الجاري بقاعة Moulk Art Space، وهي قاعة عرض حديثة للفن التشكيلي تم افتتاحها في أكتوبر 2023، في مبنى قديم وجميل من مباني وسط البلد بجوار سينما مترو، وأقيم بها 3 معارض من قبل.

«تيراكورتا» – هي كلمة لاتينية تعنى طين الأرض- اختارتها الفنانة إنجي عمارة، عنوانا لمعرضها، إنجي من مواليد الإسكندرية حاصلة على بكالوريوس الفنون الجميلة من جامعة الإسكندرية  قسم نحت تخصص خزف في عام 2017. وقد حضرت العديد من الورش وشاركت في العديد من المعارض المشتركة وحصلت على جائزة من صالون الشباب.

تأثرت إنجي بالعديد من الفنانين منهم محمود مختار وأكثر ما تحب من أعماله النحت البارز والدكتور أحمد عبدالوهاب. كما حضرت ورشة فن مفاهيمي مع الفنان حازم المستكاوي واستفادت كثيرا من التعامل مع الخامات المختلفة من الورق. ومن الفنانين والورش الذين استفادت منهم أيضا حضورها ورشة في أتيليه الإسكندرية مع الفنانين علي عاشور وإبراهيم الطنبولي وعلياء الجريدي.

3 شهور بالفيوم

تقول إنجي: ” تيراكورتا هو معرضي المنفرد الأول، نتاج عمل ثلاثة شهور متواصلة في قرية تونس بالفيوم، في مركز الفنون بعد حصولي على منحة إقامة فنية هناك”.

وتابعت: جربت العمل على الكثير من الخامات، لكن يظل الفخار هو الخامة التي أحب العمل عليها أكثر، ربما يرتبط هذا بفكرة العلاقة القديمة والتراثية مع الطين والفخار وتشكيله، وأنا أميل إلى التعامل مع المادة الخام مباشرة دون وسيط من فرشاة أو قلم.

تضيف، أشعر أني في علاقة مباشرة مع المادة الخام، وهو ما يكون أقرب للتعبير عن مشاعري، كما أنني أشعر أحيانا بأن الطين أو الفخار هو ما يختار تشكيل نفسه بين يدي، وكأن له حياته الخاصة وقراره الخاص.

تأثرت إنجي عمارة بالعمل في قرية النزلة في الفيوم، وهي قرية قديمة ربما من عصر ما قبل الأسرات، والطريقة التراثية القديمة في تصنيع إناء كروي الشكل يسمى “البوكلة”، والذي نجد أثرا منه في آنيتها الصغيرة ذات الأغطية التي تشبه الرؤوس في معرضها تيراكورتا. ربما عايشت في قرية النزلة طريقة تصنيع الفخار البدائية عن قرب. للفيوم أيضا حضور غير مادي نراه في آثار بورتريهات الفيوم في أعمالها.

الفخار الطبيعي

تحب “عمارة” لون الفخار الطبيعي دون تلوينه، وتحب درجات ألوان الفخار الطبيعية. لا نجد كثيرا من الآنية الملونة. ربما قليل فقط منها ملون بألوان تميل إلى الأسود، وتبدو تلك الآنية أقرب إلى إناء ملون. لكنها لا تحمل وجوها أو رؤوسا كالتي على التماثيل والآنية الأخرى بلون الفخار الطبيعي، وكأن الآنية تكتسب حياة. أو هي في حالتها ولونها الطبيعي أقرب للحياة قبل تلوينها واستخدامها كإناء.

تتجلى الفكرة التراثية في المعرض بداية من ألوان الفخار الطبيعية التي تمنحها شكلا أقرب إلى طبيعته البدائية. مرورا بالأواني السوداء التي تشبه الأواني الكانوبية، والتي كانت موجودة في المقابر الفرعونية. ثم نجد الآنية المرسوم عليها العيون التي تشبه عيون بورتريهات الفيوم. وهناك جزء من التماثيل عبارة عن بورتريهات بلون الفخار الطبيعي، وإن كان أحيانا يتم تلوين بورتريهات أخرى ربما تتشابه مع الأقنعة الإفريقية الملونة.

حتى طريقة عرض القطع تشبه الآنية الصغيرة الموضوعة في مجموعات قريبة من بعض تماثيل التناجرا في المتاحف الكلاسيكية. كمتحف الإسكندرية القومي والمتحف اليوناني الروماني. تقول إنجي:” أنا أقصد ذلك، حتى أردت أن يكون لطريقة العرض شكل متحفي تقليدي”.

تماثيل وبورتريهات

أما عن محتويات المتحف، هناك وجوه لأشخاص في بورتريهات، وهناك تمثال لبومة ولحورس، وهناك تمثال كبير لفينوس القديمة. تفكر هل هو تمثال أم إناء؟ أم مقصود به أن يكون هناك مزج بين التمثال والإناء؟ وربما لأنها أكبر قطعة فكرت أنها قد تكون القطعة الرئيسية في المعرض.

وعندما سألت الفنانة إنجي عمارة قالت إن القطعة الرئيسية في المعرض هي بورتريه لوجه ربما تشبه عيونه بورتريهات الفيوم. لكنها متأثرة أكثر فيه بأستاذها الراحل أحمد عبدالوهاب، من ناحية شكل الوجه والآذان المستطيلة المثقوبة من العصر اليوناني الروماني.

اقرأ أيضا:

«صورة المرأة في السيرة الشعبية».. في ندوة بمركز جمال عبدالناصر الثقافي

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر