ملك وكتابة 5| مسجد أبوحريبة.. عرش على فئة الـ50

ترصد “ولاد البلد” في الحلقة الرابعة من سلسلة “ملك وكتابة” – التي نسلط الضوء من خلالها على الآثار المصرية والإسلامية الموجود على العملات النقدية في مصر – مسجد أبوحريبة.
يقع مسجد أبوحريبة في منطقة الدرب الأحمر في القاهرة، والمطبوع على فئة الـ50 جنيهًا، أحد أشهر المساجد التي بنيت في عهد المماليك بمصر.

مسجد قجماس الأسحاقي

شيد مسجد أبوحريبة، الأمير قجماس الأسحاقي، الذي يعد أحد أمراء المماليك الجراكسة، خلال عصر قايتباي أي ما يقارب خمس قرون، وحمل اسم أبوحريبة، نسبةً إلى الشيخ أبوحريبة، أحد أولياء الله الصالحين في ذلك الوقت، الذي أقام به ودفن في المدفن الملحق به.
ويعد مسجد أبوحريبة المرسوم على الفئة النقدية الـ50 جنيهًا، واحدًا من أبرز وأهم المساجد، التي أنشئت في عصر المماليك الجراكسة وعصر السلطان قايتباي منذ ما يقارب من 5 قرون.

تاريخ البناء

بحسب محمود إمام، باحث في التراث الإسلامي، فإن مسجد أبوحريبة بناه الأمير سيف الدين قجماس الإسحاقي الظاهري، عام 885 هجرية – 1480 ميلادية إبان حكم السلطان الأشرف قايتباي في عهد المماليك.
ويضيف إمام، أن الأمير قجماس الإسحاقي، الذي شيد المسجد، والذي كان أحد أمراء المماليك، ولد في مصر، وخدم مع السلاطين جعمق والسلطان الظاهر خشقدم، وشغل مناصب عدة في عهد قايتباي أبرزها مشرفًا على خزائن السلطان قايتباي، ومشرفا على اسطبلات السلطان قايتباي، ونائب الإسكندرية، وأشرف على بناء قلعة قايتباي بالإسكندرية، ثم نائبا لبلاد الشام قبل أن يتوفاه الله في سوريا عام 892 هجرية – 1487 ميلادية، وكان أحد الرجال الذي يثق فيهم قايتباي ويثق في آرائهم.

قصة بناء مسجد أبوحريبة

يشير الباحث في التراث الإسلامي، إلى أن الأمير قجماس الإسحاقي، كان صاحب فكرة بناء المسجد الكبير، وطرح الفكرة خلال حكم السلطان قايتباي، بعد الانتهاء من بناء قلعة قايتباي بالإسكندرية لتلقى الفكرة قبول السلطان ويبدأ تشييد المسجد ليكون صرح إسلامي عظيم، وطلب من السلطان أن يدفن بداخله عقب وفاته، لكن لم تحقق أمنيته.

مكونات المسجد

لفت الباحث، إلى أن المسجد يعتبر أهم المساجد المعلقة في مصر. ويتكون من صحن أوسط مغطى بشخشيخة يحيط به إيوانان كبيران، وإيوانان صغيران.. فضلا عن محراب رخامي تزينه الأطباق النجمية وشبابيك مصنعة من الجص المفرغ المعشق بالزجاج الملق.. علاوة على كون أرض المسجد مفروشة بالرخام الملون.. ومئذنة تتألف من ثلاثة طوابق.. ومنبر ودكة ميضأة، إضافة إلى سبيل تم تخصيصه للمياه.

ضريح

كما ينوه إمام، بإن الأمير قجماس بنى داخل المسجد مقبرة حتى يدفن فيها عقب وفاته.. لكن لم يدفن فيها، ودفن فيه الشيخ الصعيدي أحمد الشنتناوي.. الذي لقب بالشيخ أبوحربية.. وكان يعيش بجوار المسجد ولديه محلا لبيع العطار، وسبب دفنه كان لأمانته وصيته الذي وصل إلى الأمير قايتباي.
وأردف إمام، أن المسجد لم يكن اسمه مسجد أبوحريبة.. لكن أطلق عليه هذا الاسم، بعد وفاة الشيخ الشنتناوي ودفنه بداخله.. نسبةً إليه، بعدما نال حب الجميع من أهالي المنطقة وعددا من الأمراء في ذلك الوقت.. فيما دفن الأمير قجماس في سوريا بعد أن توفي، بعدما كان يشغل منصب نائبا لإمارة الشام.

معبد حورس خلفية الـ50 جنيها

في النهاية يكشف عاطف قناوي، مفتش بوزارة الآثار المصرية، أن خلفية الفئة النقدية الـ50 جنيها.. تعود إلى عصر القدماء المصريين.. حيث معبد حورس في مدينة إدفو الواقعة في شمال محافظة أسوان، جنوب الصعيد. هو المدون على خلفية الفئة النقديمة.
وأوضح مفتش الآثار المصرية، أن المعبد هو ثاني أكبر معبد في مصر بعد معبد الكرنك من حيث الحجم.. منوها بإن بناء المعبد استغرق قرابة 180 عامًا، ويعود إلى عصر البطالمة.

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر