يا جريد النخل العالي

صناعة الخوص من أقدم الصناعات الموجودة بقوص، إلا إنها بدأت تندثر، ومن ثم بدأ العاملون في المهنة بالمدينة، وهم قِلة، يطورون من طريقة عملهم لمواكبة العصر.

ويعوّل العاملون في صناعة الخوص وجريد النخل على تسويق منتجاتهم عبر السياحة، وهو الأمر الذي تأثرت به الصناعة مع تأثر السياحة الفترة الحالية.

ومن جريد النخل تصنع الأسرة والمقاعد والأقفاص، التي تستخدم في وضع الدجاج الصغير بها، وكذلك كفَاية للدجاج أيضًا .

عم محمود حساني، بمدينة قوص، يبلغ من العمر 43 عامًا، يعمل في المهنة وهو في السابعة من عمره، يقول ورثت المهنة من آبائي وأجدادي، إذ كانت مهنتهما أولا، ومع حلول عام 1980 بدأت صناعة الجريد تصبح أحبها مهنته الأساسية.

تستمد تلك المهنة مكوناتها من البيئة ومن الطبيعة فيحصل عم حساني على الجريد والسعف من النخل، ثم يُقطَّع وتصنع منه الأسرة والأقفاص، وغير ذلك من المواد التقليدية القديمة التي تستخدم في المنازل القديمة، لذا فإن تلك الصناعة صديقة للبيئة لاستغلالها موارد البيئة بشكل صحيح بدلًا من أن يجف الجريد في النخيل ويقع على الأرض، دون استفادة .

عم حساني يشتري الجريد أو السعف أو البوص من أصحاب النخيل، ثم يبدأ في تقطيعه وتنظيفه ويبلله، ويتركه على الأرض ليجف، ثم يقطع بحسب الشكل المطلوب، وبعد ذلك يبدأ في ثقبه في أماكن معينة لتدخل الأشكال مع بعضها بعضًا.

حساني يشعر بالأسف لأن المهنة بدأت تندثر، وهو الأمر الذي جعله يفكر في العمل بشركة نظافة في الأقصر براتب 250 جنيهًا، بجانب مهنته حفاظًا على لقمة العيش، ولكنه لم يستمر في ذلك سوى 4 سنوات، موضحًا أن دخله بدأ يقل منذ ظهور البلاستيك، الذي أوقف حال العاملين بها، ومنذ سنتين بدأ إقبال الأهالي يقل رغم أن البوص صناعة صديقة للبيئة.

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر