«جولة ميم المملة»: الأيام الأخيرة لمحمد حافظ رجب في «جزويت الإسكندرية»

أقام مركز الجزويت الثقافي بالإسكندرية الإثنين الماضي، عرضا خاصا لفيلم «جولة ميم المملة» تبعه نقاش مع مخرجة الفيلم هند بكر. الفيلم الذي يلقي الضوء على  الأيام الأخيرة التي قضاها الكاتب الراحل محمد حافظ رجب، في عزلة في بيته على ترعة النوبارية في المتراس بالإسكندرية بصحبة ابنته سامية، تدور أحداثه في 76 دقيقة ، وقد استغرق خمس سنوات للتحضير والتصوير.وسبق عرضه في مهرجان أسوان لسينما المرأة 2023، كما وحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان جابس للسينما بتونس في نفس العام.

 

يعتبر محمد حافظ رجب(1935-2021) أحد رواد التجديد في القصة القصيرة المصرية، تميز أسلوبه بالحس بالغرائبي، بدون أن يبتعد عن تناول أزمة الطبقات الفقيرة. وهذا ما يميزه عن كُتاب جيله ومن سبقوه؛ الذين تغلب على قصصهم سيطرة التيار الواقعي ومن هنا جاءت صرخته «نحن جيل بلا أساتذة»،  من مجموعاته القصصية المهمة: (الكرة ورأس الرجل) و(مخلوقات براد الشاي المغلي). يتناول الفيلم الحياة الصاخبة التي عاشها رجب في الإسكندرية متنقلا بين متعددة:  بائعا للصحف أحيانا، واللب أحيانا أخري ، قبل أن ينتقل إلى القاهرة ويعمل في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب الذي كان يرأسه يوسف السباعي. ويحكي الفيلم عن علاقة محمد حافظ رجب بجيله من الكتاب السكندريين الشباب، ثم أدباء القاهرة في الستينيات.

***

فى البداية أبدى الجمهور ارتياحه لأن العرض في جراج الجيزويت كان مفتوحا للجمهور بدون تسجيل مسبق وبدون شرط صورة البطاقة للحضور. وهي الطريقة التي أصبحت معتادة بشكل جديد في عروض الجزويت الذي يعتبر من المراكز الثقافية المهمة في الإسكندرية.

هند بكر أثناء مناقشة الفيلم
هند بكر أثناء مناقشة الفيلم

بعد عرض الفيلم عُقد لقاء مفتوح مع المخرجة هند بكر، أداره مسؤول نادي السينما في الجيزويت الفنان السينمائي إسلام كمال. تحدثت هند عن الدافع وراء عمل الفيلم بعد أن قرأت قصص محمد حافظ رجب مبكرا. ثم كان لديها رغبة في لقاء رجب  في ندوة أقامتها جماعة أصيل عام 1995 لمناقشة أعماله،  لكنه لم يحضر بسبب العزلة التي فرضها على نفسه وانقطاعه عن الخروج من البيت. بعد إحالته إلى المعاش كموظف في المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية.. ما مثَّلت هذه العزلة  سؤالا كبيرا كانت تحاول من خلال الفيلم البحث عن إجابة له.

أفيش الفيلم
أفيش الفيلم
***

أبدى الحضور إعجابهم بالفيلم. وقالت إحدى الحاضرات إنه يمثل حالة نوستالجيا لأنه يتحدث عن الماضي. وقال أحد الحضور أنه بالرغم من كون الفيلم يدور داخل بيت محمد حافظ رجب -وكأن الفيلم في عزلة أيضا- إلا أنهم لم يشعروا بملل رغم عنوانه عن جولة ميم المملة. وربما الجولة هنا تعبير عن رجوعه بالزمن، أو بتعبير المخرجة أنها كانت تحفر لأسفل طوال الفيلم. كما أن شريط الصوت كان مميزا من وجهة نظر أحد المشاهدين. يتميز الفيلم رغم أنه يدور في مساحة مكانية محدودة هي مساحة الشقة الصغيرة. ورغم صعوبة الحصول على حكاية كاملة من محمد حاقظ رجب؛ الشخصية الصامتة معظم الوقت، إلا أنه قدم صورة حزينة ومؤلمة لكاتب عظيم في نهاية أيامه.

وأثناء المناقشة اعترض بعض أفراد أسرة الكاتب الكبير على عدم دعوتهم وتعمد تجاهلهم في كل التكريمات والمهرجانات التي تحتفل بالكاتب الكبير محمد حافظ رجب. كما حدث أيضا في عرض الفيلم حسب وجهة نظرهم، وردت المخرجة بأنها أرسلت دعوة جماعية. وثار نقاش بين الحضور وأفراد الأسرة عن هذا الحق. وهو ما يطرح سؤالا عن إرث محمد حافظ رجب الثقافي وحقوق أسرته المهدرة في طباعة أعماله الكاملة.

اقرا أيضا:

بسمة جاهين تكتب: شبح بنت اسمها «مواهب»

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر